بقلم: لواء ركن / عرابي كلوب 13/12/2019م
محمد حسين عباس من مواليد مدينة درعا السورية بتاريخ 1/1/1951م تعود جذور عائلته الى مدينة صفد الفلسطينية والتي تم تهجيرهم منها بقوة السلاح الى المنافي والشتات ، فتح عيونه على اللجوء والمرارة حيث ولد بعد النكبة بثلاث سنوات ، هو الابن الثالث لأب ناضل في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي في مدينة صفد عام 1948م وكان ملازما لـ ( إحسان كملماز) الضابط السوري الذي تولى محاولة الدفاع عن مدينة صفد وبقي الى جانبه ، حتى لحظة اللجوء القسري من مدينة صفد .
محمد عباس تربى وترعرع في عائلة وطنية مناضلة محافظة على العادات والتقاليد والقيم الاسلامية، تعلم في مدارس درعا وحفظ الدرس الاول في النضال ، ان الطريق الى فلسطيني هو العمل الفدائي ، حيث كان من أوائل الشباب الذين التحقوا بحركة فتح بعد معركة الكرامة الخالدة وادى قسم الانتماء أمام القائد الشهيد / أبو علي إياد ومن ثم التحق بدورة عسكرية ، شارك الشهيد بفعالية ونشاط منقطع النظير في دعم وبناء القواعد الفدائية في نهاية عام 1968م في قطاع الجولان ، تنقل ما بين الأردن وسوريا ، وكان من الذين دعموا وأيدوا الشباب في درعا للالتحاق بالثورة الفلسطينية .
كان الشهيد / محمد عباس من المقربين للشهيد القائد أبو علي إياد والمحبوبين جدا منه .
خلال تنفيذهم عملية فدائية في طبريا واثناء عودتهم الى قواعدهم ، تم القصف عليهم مما أدي الى استشهاده وذلك بتاريخ 13/12/1969م ، وتم نقل جثمانه الطاهرة مع رفاقه أعضاء الدورية ومنهم الاخ / محمد المدني ( أبو يافع ).
ودع الشهيد بجنازة رسمية في مدينة درعا السورية حيث شاركت قيادة قطاع الجولان في جنازته ، وكان على رأس المشيعين الرئيس / أبو مازن ، عم الشهيد والقائد الشهيد / أبو علي إياد ، حيث خرج الفلسطينيون في مدينة درعا عن بكرة أبيهم في جنازته ، واعتبروا ذلك اليوم لاستشهاده علامة فارقة في مدينة درعا فهو الشهيد الاول من أبناء فتح في تلك المدينة .
بعد استشهاد محمد عباس تحول بيت الشهيد منذ ذلك التاريخ الى مركز نضالي حيث كانت والدة الشهيد أم لكل الفدائيين في قطاع الجولان ، وكانت والدة الشهيد تعمل ليل نهار في دعم ومساندة الفدائيين خلال قيامهم بمهامهم النضالية .
رحم الله الشهيد البطل / محمد عباس وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء في عليين .