بكاء للاجيال

يديعوت- سريت روزنبلوم

طريقة القطاعي التي يتخذها رئيس الوزراء لمعالجة أزمة الكورونا أوصلتنا أمس حتى المقطع الاخير. ولكن حتى هذا المقطع نجح نتنياهو كيفما اتفق في تقطيعه. بدلا من أن يبدي زعامة مصممة ويبقي شعب اسرائيل في البيت الى أن يمر خطر العدوى، اختار رئيس الوزراء – مرة اخرى – الطريق السهل.

مثلما هو الحال دوما لدى نتنياهو، نجدنا ملزمين ان نفصل بين الواقع الحقيقي – والوهمي. كلمات التهدئة المتكررة كاللازمة في احاطاته الاخيرة عن النجاح الذي تحققه اسرائيل في مكافحة الوباء هي ذر للرمال في العيون. فالسبب الوحيد في أن عدد مرضانا لا يزال متدنيا نسبيا هو سبب فني: فالمرض شُخص في اسرائيل في وقت متأخر نسبيا عن دول أخرى، عدد الفحوصات التي نفذت فيها حتى اليوم متدنٍ. وحسب تقديرات وزارة الصحة، فان عدد المصابين الحقيقي يصل منذ الان الى الاف عديدة. كل يوم يمر بينما يتجول بيننا الاف المرضى غير المشخصين يساهم في انتشار واسع للمرض.

ما يحصل في الايام الاخيرة يدل على فقدان تام للسيطرة، قبل وقت طويل من ذروة المرض، التي من المتوقع أن تكون بعد شهر فقط. فليس فقط عدد المرضى يرتفع بشكل كبير بل وايضا عدد الطواقم الطبية التي تجلس في الحجر الاف الاطباء والممرضات ارسلوا في الاسبوعين الاخيرين الى بيوتهم بعد أن تعرضوا للفيروس، واقسام كاملة في المستشفيات مشلولة النشاط. والفوضى السائدة في بعض المستشفيات في مرحلة مبكرة جدا من العدوى، تقض مضاجع كبار مسؤولي جهاز الصحة، الذين باتوا يروا منذ الان ما سيأتي. في هذه المرحلة لا يوجد اي سبب يدعو الى التفكير بان ما هو متوقع لنا في الاسابيع القريبة القادمة سيكون افضل من المصيبة المتواصلة في ايطاليا. منذ ايام وكبار مسؤولي هذا الجهاز يدعون الى فرض اغلاق على الدولة منعا لسيناريو الرعب هذا من أن يتحقق.

ان موقف وزارة الصحة وعشرات الخبراء الكبار الذين يشيرون له المؤيدة لاغلاق واسع يستهدف كبح انتشار الوباء كخطوة أخيرة قبل ألا يكون هناك اي شيء يمكن عمله حقا، نشر على نحو واسع. ولكن أمس تراجع مدير عام الوزارة، موشيه بار سيمان توف عن هذا الاجماع المهني النادر والواسع واختار، بلا خجل، القاء المسؤولية على ما سيؤول اليه الوضع على الجمهور الذي اخذ مهلة توقف قصيرة عن الروتين المفروض في هذه الايام العصيبة كي يشغل الاطفال في الشمس.

الحقيقة يجب أن تقال: نافذة الفرص الضيقة لانقاذ الدولة من الوباء تكاد تكون اغلقت. ونتنياهو ملزم بان يتسامى فوق مصالحه الخاصة، وان ينقل على الفور قيادة الازمة الى وزارة الدفاع مثلما هو مطالب بالعمل وفقا لتعليمات أمر المعالجة الوطنية للوباء، كي يضمن للحياة اليومية في الدولة أن تبقى الى جانب التصدي للمرض العسير. ان احتمالات منع الكارثة الوطنية آخذة في التناقص من لحظة الى لحظة. اذا لم نعمل اليوم – ليس الغد بل اليوم! فسيكون هذا بكاء للاجيال.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا