الرئيسيةمختاراتمقالاتنحن في حل من الاتفاقيات.. ماذا يعني ذلك؟

نحن في حل من الاتفاقيات.. ماذا يعني ذلك؟

بقلم: باسم برهوم…

الكثير من الجهات، وفي طليعتها إسرائيل، حاولت تفريغ هذا الموقف التاريخي للقيادة الفلسطينية من أهميته. أصدقاء لي، وأقصد فلسطينيين في الوطن، ومن الشتات، تناقلوا التقارير التي تشكك في هذا الموقف، وعندما دققت وجدت أن معظم التقارير جاءت من الإعلام الإسرائيلي، وجميعها تستند الى مصادر فلسطينية مجهولة الهوية، وبما أنها كذلك، فإنها تفتقر لأيّة مصداقية. وفي العادة الإسرائيليون يصممون هذه الفبركات، وهم يعلمون جيدًا أن هناك عشرات الماكنات الإعلامية العربية وغير العربية، ستتلقفها بما أنها تصب بنفس الهدف: أضعاف القيادة الفلسطينية التي تمسك بالقرار الوطني المستقل.
لم يكن ثمة غموض في الموقف الذي أعلنه الرئيس محمود عباس، وقال فيه نحن في حل من الاتفاقيات والتفاهمات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ونحن في حل من جميع الالتزامات المترتبة على هذة الاتفاقيات، بمعنى أن الموقف واضح لا يمكن تأويله.
عندما كنت استمع لرئيس الوزراء د. محمد اشتية، وهو يعلن عن إجراءات تتعلق بجائحة الكورونا، لفت نظري رده على سؤال يتعلق بمفهوم القيادة لمصطلح “نحن في حل من الاتفاقيات والتفاهمات”، أن الاتفاقيات فيها حقوق للشعب الفلسطيني، وهي حقوق أصيلة وليست منة من أحد، وليست من الاتفاقيات بذاتها، مثل حرية السفر والحركة، الحصول على الخدمات، من صحة وتعليم، الكهرباء والماء، الحق بجواز سفر، وهوية تعرف عن الشخص.
وأوضح رئيس الوزراء: نحن نحافظ على الحقوق وهي حقوقنا، ولكن نحن في حل من الالتزامات التي كانت تفرضها الاتفاقيات، خصوصًا أن إسرائيل وإدارة الرئيس ترامب هما من انتهكا القانون الدولي، ولم تلتزم إسرائيل بأي التزام نصت عليه الاتفاقيات.
إسرائيل قوة احتلال، ونحن دولة تحت هذا الاحتلال، وكل ما أقدمت عليه وما قد تقدم عليه من ضم، يتم باعتبارها قوة احتلال، وليس دولة يربطنا معها اتفاقيات وتفاهمات، بسب تنكر دولة الاحتلال لهذه الاتفاقيات والتفاهمات، وانتهاكها المتواصل للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
والمهم للجميع أن يلاحظوا الواقع المعقد على الأرض، فنحن نعرف أننا دولة تحت الاحتلال، وجيش الاحتلال يقطع أوصال الدولة الفلسطينية، ولا سيادة  لنا على طرق خارج المدن والقرى. ولا على الحدود مع الدول الاخرى، بمعنى أن قوة الاحتلال تتحكم بكل ذلك، ولكن عندما يتعلق الامر بالمصير ومستقبل الشعب، فعلينا أن نتحمل الحصار وحتى إعادة احتلال كل بقعة من أراضي الدولة الفلسطينية. وأذكر هنا أننا نعيش حصارًا سياسيًا واقتصاديًا، بدأ قبل ومع إعلان إدارة ترامب لصفقة التصفية.
نحن سنمارس حقوقنا التي ينص عليها القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وسنواجه قوة الاحتلال، عندما ستحاول حرماننا منها، تمامًا كما سنواجه مخطط الضم وصفقة القرن. وخلال ذلك سنستخدم كل الوسائل المتاحة، هيئة الأمم المتحدة، والصليب الأحمر، وتدخل الدول لكي يساعدونا على ممارستنا لحقوقنا، وسنعمل بِكل السبل لفرض هذه الحقوق على الأرض، بالنضال والمقاومة اليومية للاحتلال. كل هذا يعني أننا في حل من أي التزام مع هذا الاحتلال.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا