الرئيسيةمختاراتمقالاتالمواجهة الفلسطينية الاسرائيلية تزداد سخونة

المواجهة الفلسطينية الاسرائيلية تزداد سخونة

بقلم: يحيى رباح

حكومة التناوب التي شكلها نتنياهو مع حليفه اللدود غانتس هربا من الاضطرار للذهاب الى انتخابات رابعة، لم تفلح حتى الان في ابعاد نتنياهو عن شبح المحاكمة على فساده وامور اخرى اكثر خطورة، واحتمال ذهابه الى السجن.
وبالتالي فان الاحتمال بان تذهب اسرائيل الى اوضاع اكثر سوءا، وان تتزايد العوامل السيئة في الحياة السياسية الداخلية في اسرائيل هو الاحتمال الغالب، وامام هذه المعضلة، وجدنا اسرائيل بقيادة نتنياهو، غانتس يرتمي اكثر تحت حذاء اميركا ترامب، فاميركا التي تخسر مكانتها الدولية بسرعة فائقة، وتتصدر المركز الاول في عدد ضحايا كوفيد 19، وما يخلفه ذلك من تداعيات، لا تملك الان سوى البحث عن قرارات تشكل لها دعاية رخيصة وهذا القصور العقلي لدى ترامب يستغله نتنياهو ابشع استغلال ويواصل الاعلان والتاكيد عن نيته في ضم الضفة الغربية وهو الامر الذي تنبهت له القيادة الفلسطينية مع شعبها منذ اول اعلان عن صفقة القرن الترامبية القذرة، لان الجانب الفلسطيني قال منذ البداية إن اسرائيل عبر تظاهرها بالاعجاب بترامب سوف تستغل قصوره العقلي ابشع استغلال بمشاريع الضم الذي اخذتها اولا في الجولان بعد رشوة ترامب ببناء مستوطنة تحمل اسمه، وغير استعمال اكاذيب الدعاية الهابطة، بان العرب سيذهبون للتطبيع مع اسرائيل افواجا، والدعاية الرخيصة الحالية التي ينشرها نتنياهو بان الدول العربية موافقة على ضم الضفة لاسرائيل.
على الارض، وعلى مدار اليوم، تتزايد معطيات العدوان الاسرائيلي في القدس، وفي الحرم الابراهيمي في الخليل، وفي الاعتداءات اليومية، وفي الاحتجاجات الكبرى التي كان اكبر نموذج لها الاحتجاجات لمدينة يعبد البطلة في محافظة جنين التي خصتها اسرائيل باقتحامات يومية متواصلة، كان الفشل عنوانها الاول والاخير وخاصة بعد ان عمقت السلطة الفلسطينية موضوع وقف العمل بكل الاتفاقات والتفاهمات الموقعة والتفاهمات الموقعة مع اسرائيل ومع اميركا نفسها.
اسرائيل تعرف اكثر من غيرها ان وقف العمل بالاتفاقات بيننا وبينها، ليس موقفا استاتيكيا لجس النبض الذي تقوم به اسرائيل على مدار اليوم والساعة والدقيقة، يكشف لها عن كل احتمالات الرعب، فهذه المواجهات اليومية، وهذه الاعتداءات المجرمة، تكشف لاسرائيل ان قرارها بضم الضفة الذي سينفذه نتنياهو في شهر يوليو القادم ليس سهلا، وليس مفروشا بالورود، بل قد يتحول الى جحيم كامل، وخاصة ان العلاقة بين الشعب الفلسطيني وقيادته هي في وصفها الاعلى الخارق، وكل التجارب السابقة المختزنة من النضال سيستخدمها هذا الشعب بإبداعه الخارق، وأن إسالة لعاب المستوطنين من قبل نتنياهو من المحتمل جدا ان تهيل معها دماء الآلاف من المستوطنين، حتى لو كان الشعب الاسرائيلي مصابا حالية بفقدان الذاكرة نتيجة استغلاله من قبل نتنياهو واللاعبين، فان الثمن سيكون فادحا، وماذا سيفعل حينها ترامب؟ لن يفعل شيئا، لان فشله امام كوفيد 19، وانفتاح معارك الانتخابات الاميركية التي ستحدد مصيره، ووجد الضم من الاكاذيب والاوهام لن تنفعه في شيء، نتنياهو يجب ان يفكر كثيرا قبل سقوطه في الفخ، فكل واحد من الحليفين اللدودين، بحاجة لمن ينقذه، ولكن نتائج التهور ستكون مستعصية على الانقاذ، ويا أهلا بالمواجهة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا