الرئيسيةمختاراتمقالاتلنسأل أنفسنا.. لماذا يتفشى كورونا بيننا؟

لنسأل أنفسنا.. لماذا يتفشى كورونا بيننا؟

بقلم: باسم برهوم

لو سأل فرد منا هل نحن فعلا ملتزمون بالتعليمات، والإجراءات التي من شأنها الحد من انتشار فيروس الكورونا؟ الجواب سيشير بكل وضوح إلى أن الغالبية الساحقة مع الأسف الشديد لا تبدو كذلك!! والغالبية أفراد يتجمعون، وبالتالي كل فرد منا يتحمل مسؤولية ما يجري، وما قد يسجل من الخسائر الإنسانية والمادية جراء تفشي المرض الخطير. المشكلة في كل ذلك أن هذا يحصل ووباء صفقة ترامب – نتنياهو يحاصرنا، لتصفية قضيتنا ومشروعنا الوطني.
التعليمات والإجراءات واضحة، ولا أحد يمكن أن يدعي أنه لم يحفظها عن ظهر قلب، فلماذا إذن هذا الاستهتار والاستخفاف وعدم الالتزام بإجراءات الوقاية!! الحكومة تصدر تعليمات تحاول من خلالها أن يكون هناك توازن بين مواجهة الجائحة وبين استمرار الحياة، والعمل، وفرص الرزق، وتكرر أن الالتزام بالتعليمات هدفه، أولا حماية الإنسان، وثانيا الحفاظ على لقمة العيش الكريمة.
لقد تصرفنا وكأننا في غيبوبة، وفي انفصال عن الواقع، صحيح أننا نعيش في ظل ضغوط هائلة، سياسية، اقتصادية ومعيشية، وحصار كورونا. ولكن هذا لا يبرر اللامبالاة بأرواح البشر، وأن نواصل حياتنا بأنانية، لا نرتدي الكمامات، ننظم حفلات الأعراس الحاشدة، ونتعامل مع العزاء، وكأن الامور طبيعية، إن ما نسبته 90 % من الإصابات قد حصل جراء الأعراس، وقاعات التعزية، وعدم الالتزام بأي من شروط السلامة العامة…!!
نحن نواجه في هذه المرحلة أخطر المؤامرات، التي تمثلها “صفقة القرن” وتداعياتها، التي تحاول سلبنا أرضنا وحقوقنا. واليوم بسبب إهمالنا أصبحنا نواجه خطرين الصفقة والكورونا، إن كل شخص منا عليه مسؤولية الانتباه والالتزام التي تمليها ضرورات الوقاية، خصوصا أننا شعب واع متعلم، فلا أحد يمكنه القول إنه لايدرك خطورة الوضع الراهن، لذلك فإن كل من يستخف بالإجراءات والتعليمات المتعلقة بالكورونا، إنما هو يصب الزيت على نار الجائحة، فنحن وكما نسعى أن نكون موحدين ومحصنين من الداخل في مواجهة مخطط الضم الاستعماري، فإن جزءا مهما من التحصين الداخلي هو أيضا في منع تفشي الوباء، لأن هذا إن حصل من شأنه أن يشتت الجهد الوطني.
إن مسألة الالتزام بالإجراءات والتعليمات ليست مسألة معقدة، قليل من الصبر والتحمل سيعفينا من فقدان أعزاء لنا. ويعفينا من هدر المال الذي نحصل عليه بصعوبة في زمن الحصار السياسي والاقتصادي، وقدر ما يجب أن نكون موحدين في مواجهة وباء المؤامرة السياسية، علينا أن نكون موحدين في مواجهة وباء الكورونا. لنسأل أنفسنا في أي موقع نريد أن نكون، هل في موقع التخلف واللامبالاة وغياب المسؤولية الوطنية، أم نكون في موقع الشعب الصامد والمقاوم الواعي للمخاطر، أن كل مواطن عليه أن يجيب عن هذا السؤال.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا