الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتحين يموت ثمانية أطفال على أرجوحة في يوم عيد

حين يموت ثمانية أطفال على أرجوحة في يوم عيد

لواحد وخمسين يوما استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2014، سقط خلالها شهداء بالجملة، عائلات بأكملها محيت من السجل المدني، جرحى بالآلاف، وآلاف البيوت التي ذهبت حاملة ذكريات ساكنيها وأحلامهم.

هؤلاء الشهداء لهم قصص، لكل شهيد قصته، ورغم ذلك، تبقى بعض القصص في الذاكرة الجمعية الفلسطينية، وفي بعض أجزاء ذاكرة العالم الحية، لكونها تخرج عن حدود المنطق الإنساني برمته، حتى منطق الحروب ذاتها، فكيف يمكن أن يبرر أي عقل مهما أوغل في الإجرام قتل عشرة أطفال على أرجوحة في يوم عيد؟.

هذا بالضبط ما حدث في الثامن والعشرين من تموز 2014، حين ظن أطفال غزة، وأطفال مخيم الشاطئ بالذات، أن للحرب قلب يمكن أن يشفق على يوم عيد جاء محملا بالدم والرصاص، بالصواريخ والقنابل، فخرجوا من منازلهم ملونين بالعيد، محملين ببضعة شواقل ليتذوقوا طعم حلوى أنستهم الطائرات طعمها.

ينظر الطيار الإسرائيلي عبر منظاره المتطور في طائرة F16، فيرى مظاهر فرح، فهل يعني ذلك أن كل القصف الذي قمنا به ذهب أدراج الرياح؟ هكذا يهمس الطيار لنفسه، ثم يلقي بحمولة الطائرة على الحديقة التي تجمع فيها الأطفال كي يلهوا على أرجوحتها الصدئة والوحيدة، ينفجر الصاروخ في مركز الأرجوحة تماماً، فيستشهد عشرة مواطنين، بينهم ثمانية أطفال، ويصاب أربعون آخرون، ويتلون العيد بالأحمر القاني.

رامي الحلو، طفل بعمر عشر سنوات، أصيب بشظايا القصف الإسرائيلي لأرجوحة الشاطئ قال: “كنا نلعب على “الأرجوحة” وفجأة صار قصف وتصاوب أكثرية الأولاد في المنتزه، وقعت على الأرض وصرنا نصرخ ونبكي من القصف وصارت كل ملابسنا الجديدة دم، شو سوينالهم حتى يقصفونا؟.

الصورة الأكثر مأساوية والتي تناولتها وسائل التواصل الاجتمعاعي وقتها، كانت صورة يد أحد الأطفال الشهداء وهي تمسك “شيقلا”، بيد مضمومة، كان يتجهز لدفعه لصاحب الأرجوحة حين يأتي دوره.

لم يكن هؤلاء الأطفال هم الوحيدون الذين استشهدوا في ذلك اليوم، فقد بلغ عدد الشهداء في يوم العيد ذاك 61 شهيدا في مختلف أرجاء القطاع.

 

 

 

 

 

 

وفا- خالد جمعة

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا