الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمبوضوح انتقاد السلطة مابين التشفي و اوهام الزعامة ودعاوى الإصلاح ..!

بوضوح انتقاد السلطة مابين التشفي و اوهام الزعامة ودعاوى الإصلاح ..!

بقلم: ا. د محمد صالح الشنطي

بوضوح ودون لفّ أودوران سأقول كلمتي حتي يستريح ضميري ؛ وليس في مقدور أحد أن يتّهمني بأني سحّيج أو أنتمي إلى جوقة المطبّلين ؛ فأنا لست منتميا لأي فصيل ، وقد بلغت من العمر ما يشفع وما يشهد بأن ليس لي مطمح في منصب و لاجاه و لا شهرة ،ثم لست من المشتغلين بالسياسة و لا أملك أي نفوذ ؛ وليس لي أي علاقة من قريب أو بعيد بذوي الجاه و السلطان في أي بلد كان ؛ ثم إنني كنت من المعجبين بالأخ نبيل عمرو بوصفه رجل دولة و إعلاميا ؛ ومحللا سياسيا وقائدا ؛ فهو يملك ناصية الحديث متكلّم بارع ؛ ولكن ما يستوقفقني حقا هذه (الأنا ) الفارهة التي يتمتّع بها ؛ وهذه القدرة الفائقة على توجيه الحديث الوجهة التي يراها ، و فوق ذلك كله (إشكالية الالتزام بالضبط و الربط وهي أولى صفات كوادر أي تنظيم سياسي) بوصفه منتميا لفتح اختلف معها فاستلّ قلمه ليقوّض سمعة قادتها الذين كان واحدا منهم و ما زال ، وحديثه الموجه للجمهور كان ينبغي أن يكون حديثا مع أركان قيادتها وليس مع الجمهور؛ وتوجُّهه إلى الجمهور الذي لا يملك إلا الخروج علي هذه القيادة و هدم المعبد على من فيه يعني ببساطة تامة التحريض ، و كأنه يحفز الثور الرابض في الأعماق لكي ينهض ويحطم دكان الخزف على من فيه ، يقول نبيل عمرو في الفيديو الأخير الذي نشره على موقعه – وأسلوب الفيديوهات أقصر الطرق للتعبئة و الفتنة و التحريض و يعلم الأخ نبيل إن هذا أسلوب لا يليق به وهو القائد السياسي و رجل الدولة مهما التمس من أعذار ، وهو – أسلوب بعض (و ليس كل ) الإعلاميين المأجورين الذين سخروا أحاديثهم للدعايات المغرضة و الفتن مدفوعة الثمن تخدم أجندات بعينها وهم للأسف كثر – يقول ويؤكد في ذلك الفيديو تحت عنوان (السلطة و الناس … من الانتقاد إلى الكراهية) – هكذا وكأنه توجيه قاطع لا يحتمل النقاش و استنتاج لا يأتيه الباطل
– تراجع سمعة السلطة من الانتقاد إلى الكراهية
– شعبية السلطة في أحسن الأحوال لا تتجاوز 20% و يقسم على ذلك.بكسر الهاء (واللّهِ) أنه لو أجري استفتاء لكان حصولها على تلك النسبة شيئا ممتازا وكأنه يمثل الشعب كله أو حباه الله قدرة فائقة على معرفة الغيب أو زعيما أوحد لا يتيه الباطل.
– لقد حلّ الخوف من السلطة محل المحبة.
– الاستهزاء بالسلطة و التمرد عليها أمر واقع
– عدم الولاء لها و الخروج على أوامرها و الاستخفاف بها
– لأن قراراتها قائمة على الارتجال
– لافتقادها المؤسسات (المحترمة) التي تقرر والابتداء دون انتهاء
– السلطة حالة ميئوس منها فهي تتحمل مسؤولية الانقسام في غزة ويجب أن تحاسب عليه
– السلطة حافلة بالصراع الداخلي والاقتتال على المناصب.
– الطعن بماضيها منذ مؤسسها الأول حيث اكتسبت الشعبية بناء على الوعد بتحرير فلسطين و إقامة الدولة و تحويلها إلى سنغافورة ، و قد فشلت فشلا ذريعا.
ماذا بقي إذن سوى أنها يجب أن ترحل .. وقد كنتَ واحدا من أهم رجالاتها ، وحين لم يحالفك الحظ في انتخابات اللجنة المركزية في المؤتمر السادس تركت الجمل بما حمل، وكنت الناطق الرسمي باسم المؤتمر يا أخ نبيل وفجأة تبخّرتَ (فص ملح وذاب ) وتقول أن كوادر فتح في غزة خذلتك ، كيف؟ وهل أنت استثناء ، وأين شعارك لنحتكم إلى صناديق الاقتراع ؛ فإذا جاءت النتيجة على غير هواك عملت على هدم المعبد على من فيه أيها الديمقراطي الليبرالي العريق ؛ وهل تعتقد أنك يجب أن تنجح بالحق الإلهي ؟ ماذا فعلت بقائدك ياسر عرفات وهو محاصر في المقاطعة ، تمرّدت عليه في أحلك الظروف ، خرجت تتحدث عن ديكتاتوريته بل فساده ، ولن أنسى و لعل أبناء جيلي من المهتمين لا ينسون موقفك و قد انتفشت كالطاووس أمام كاميرا الجزيرة التي طالما كِلت لها الانتقادات لتعلن أمام مدير مكتبها وليد العمري انتقاداتك العلنية لقائدك المحاصر في أسوأ أزمة مرت في تاريخ فلسطين ؟
هل تنسى أخي نبيل أنك كنت واحدا ممن استثمرتهم الجزيرة في الهجوم على رئيسك أبو مازن عند صدور قرارات جولد ستون عام 2009
لقد كنت أكبر منتقدي الجزيرة، و فجأة خرجت على شاشتها ملبيا رغبتها في الهجوم على السلطة في أسوأ خذلان لها، و أنت تعرف أن قرار تلك اللجنة لا يقدم و لا يؤخر وأن ذلك الهجوم كان ظالما حقا . ولكنك استثمرت الموقف لتصفي حساباتك مع القيادة إن لم يخنّي حدسي.
ومع احترامي لتاريخك مناضلا و قائدا وطنيا فإنني أسألك و قد تسلمت سفارة دولة فلسطين في مصر: ماهي منجزاتك ؟ لقد خرجت من السفارة ولك أن تسأل طاقمها عنك وعن أسلوب تعاملك معهم ، وأسأل الجالية الفلسطينية في مصر ، أنا لا أعرف و لا أشهد و لكنني أسمع .
ماذا قدمت في قناة الفلسطينية ؟ ما منجزاتك التي تعتد بها؟ مرة ثانية لا أعرف و لكنني أسمع و أشاهد .
لقد كان في تاريخك الإعلامي قبل ذلك ما يشفع لك ولكنك سرت خلف أوهامك ، وسيأتي – يوما ما – باحث جاد ليقرأ ما بين سطور الحوارات التي أديرت معك ليقدم شهادة للتاريخ عنك .
أخي نبيل : قد لا تلقي بالا لما أقول فلست من أصحاب النفوذ و لا من ذوي الشهرة في السياسة والإعلام ؛ ولكنها تذكرة …

أيتها الديمقراطية كم أنت مظلومة!
أيها الوطنيون اتحدوا فهذا زمان الفتن التي تتوالى كقطع الليل المظلم .
وتنبهوا فإنه ينتظركم الكثير وحالكم يصلح فيه القول:
ألقوه في اليم مكتوفا و قالوا له جذار حذار أن تبتلّ بالماء
كنت أنتظر تحليلا علميا لأوضاع السلطة في ظل تحدّيات غير مسبوقة: كورونا و نتنياهو و مشروع الضم و الحصار والانقلاب و الطابور الخامس و الخذلان وافتعال الأزمات و محاولة إشاعة الفلتان الأمني وعبث الأجهزة الخفية وأجندات العواصم و القواصم.
ولكن لا يسعني إلا الاستشهاد بقول المتنبي :
و سوى الروم خلف ظهرك روم فعلى أي جانبيك تميل
د. محمد الشنطي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا