الرئيسيةمختاراتمقالاتالفرق بين اتفاق اوسلو والتطبيع بين الامارات و البحرين و دولة الاحتلال

الفرق بين اتفاق اوسلو والتطبيع بين الامارات و البحرين و دولة الاحتلال

بقلم: منير الجاغوب*

لا مجال للمقارنة بين اتفاق اوسلو ومعاهدات التطبيع بين كل من دولة الامارات ومملكة البحرين مع دولة الإحتلال.
إن مفاوضات السلام التي أجرتها منظمة التحرير الفلسطينية مع دولة الاحتلال الاسرائيلي والتي أدّت إلى توقيع اتفاق اوسلو قد كانت نتيجةً مباشرةً لقتال طويل بين الثورة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي على اكثر من جبهة سواءً خارج الوطن أو داخله، ولم يكن اتفاق أوسلو معاهدة سلام وإنما كان اتفاقاً مرحلياً وضع أسساً لفترة انتقالية تستمر خمس سنوات وتنتهي بإنجاز الحل النهائي. لم توقّع منظمة التحرير الفلسطينية “اتفاقية تطبيع” مع المحتل، وكل من يستخدم اتفاقية أوسلو وما سبقها من مفاوضات خاضتها المنظمة مع العدوّ ليبرر هرولته نحو التطبيع المجاني مع الاحتلال الاسرائيلي عليه أن يدرك ان التفاوض مع العدو هو جزء من الصراع ونوع من أنواع الاشتباك وواحدة من ادوات النضال لم تقتصر على الثورة الفلسطينية بل مارستها من قبلُ الثورة الفتناميه وغيرها من حركات التحرر لتحقيق اهدافها بالحرية والاستقلال. لقد فاوضت منظمة التحرير عدوها من أجل الافراج عن الأسرى من معتقلات الاحتلال، كما استخدمت حركة حماس التفاوض سواءً لتبادل المعتقلين أو لتحسين الظروف المعيشية في غزة.
لقد أدى اتفاق اوسلو إلى البدء بعملية بناء لمؤسسات الدولة الفلسطينية، وعندما أدرك الأعداءُ هذه الحقيقة سارعت أمريكا و إسرائيل إلى محاولة القضاء على الإنجازات التي حققتها السلطة الوطنية الفلسطينية وقامت إسرائيل بتدمير ما تم بناؤه، من مطار غزة الدولي إلى كل المؤسسات السيادية والامنية التي بناها شعبنا من أجل الانتقال من مرحلة السلطة وقيودها الى مرحلة الدولة المستقلة.
التفاوض ضمن الصراع مع العدو هو عملية نضالية كانت إحدى نتائجها عودةُ مقاتلي الثورة إلى الوطن بعد معارك طويلة خاضوها مع الجيش الإسرائيلي في العديد من الجبهات.

لو قارنّا كل ما سبق بما أقدم عليه حكام الإمارات والبحرين من تطبيع مجاني مع دولة الإحتلال فسنصل إلى نتيجة واحدة: ليس هذا التطبيع سوى خضوع وخنوع لأوامر الإدارة الأمريكية وللرئيس ترامب الذي لا يهمّه سوى ضمان تأييد جماعات الضغط الصهيوني ليضمن الفوز في انتخابات الرئاسة القادمة، ومن يظن أنه يدخل التاريخ ويبني لنفسه مجداً من خلال التحالف مع ترامب ونتانياهو ضد فلسطين فهو واهم، ولن يغفر شعبنا وأمتنا خطيئة المهرولين إلى التطبيع مع دولة الإحتلال رغم ما تمارسه من جرائم بحقّ الشعب الفلسطيني وما تشكله من تهديد للأمن القومي العربي.

*منير الجاغوب رئيس المكتب الاعلامي مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح
12/09/2020

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا