الرئيسيةأخباراسرائيليةصـراع داخـلـي فـي الـسـودان يحول دون التطبيع مع إسرائيل

صـراع داخـلـي فـي الـسـودان يحول دون التطبيع مع إسرائيل

أُطلق سراح السودان، الدولة الفقيرة المنكوبة بالإرهاب، في نيسان 2019، من قبضة حكم عمر البشير، لكن رغم مرور أكثر من عام من المفاوضات لم يخرج السودان بعد من المأزق الاقتصادي الناتج عن إدراجه في قائمة الإرهاب الأميركية.
يعلم مجلس السيادة العسكرية السوداني بالفعل أن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ستسرع بشكل كبير من إجراءات خروجه من قائمة الإرهاب، لكن العديد من العناصر في الحكومة الانتقالية المدنية ترى في ذلك خطوة بعيدة المدى، بل ترفض ذلك.
وبقدر ما هو معروف فإن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، قصدت السودان عندما قالت: “في غضون يوم أو يومين ستوقع دولة عربية أخرى اتفاقية سلام مع إسرائيل”. ومع ذلك، أفادت وسائل إعلام أميركية ودولية أن السودان ليس جاهزًا بعد لمثل هذا الإعلان التاريخي، وقال ثلاثة مسؤولين كبار لوكالة “رويترز” إن السودان يعارض ربط الإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب بين إقامة علاقات مع إسرائيل مقابل شطبه من قائمة الإرهاب الأميركية، والرغبة في تقديم الإنجازات على الساحة السياسية.
وتطرق رئيس وزراء السودان، عبد الله حمدوك، إلى موضوع تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقال إن التطبيع مع إسرائيل “ينطوي بالضرورة على الكثير من المشاكل” ودعا إلى مناقشة هذا بعمق. وفي الوقت نفسه قال رئيس المجلس السيادي للبلاد، عبد الفتاح البرهان، إنه “ينبغي اغتنام الفرصة لإزالة اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب”.
بالإضافة إلى مطالبة الإدارة الأميركية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل يواجه السودان عقبة رئيسية أخرى تحول دون شطبه من القائمة السوداء الأميركية: إجراءات تشريعية في الكونجرس تتطلب دفع تعويضات لضحايا الإرهاب الأميركيين وعائلاتهم.
في عهد الديكتاتور عمر البشير، تم تعريف السودان على أنه راع للإرهاب، لكن الإطاحة به أدت إلى تغيير الاتجاه ودفء العلاقات مع الولايات المتحدة، إلا أن إدراج السودان على القائمة السوداء يجعل من الصعب عليه الحصول على تمويل خارجي وتخفيف أعباء الديون، فارتفاع التضخم في السودان وهبوط العملة هما التحدي الأكبر من أجل استقرار الحكومة الانتقالية المدنية.
يزعم السودانيون أنه بعد الإطاحة بالبشير لم تعد الدولة تمول الإرهاب، بل إنها تتعاون مع الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بمنعه. وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في رسالة إلى الكونجرس، الأسبوع الماضي، إن الإدارة مهتمة بإزالة السودان من القائمة في تشرين الأول، لكن البيت الأبيض ووزارة الخارجية رفضا التعليق عندما سئلوا عن حالة المفاوضات مع السودان.
وقال المسؤولون الأميركيون الذين تحدثوا مع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، إنهم يريدون من الخرطوم محاكاة نموذج الإمارات والبحرين وإقامة علاقات مع إسرائيل. وعرض السودان مساعدات تنموية وإنسانية مقابل علاقات مع إسرائيل، لكن مصدرًا في الحكومة السودانية يدعي: “السودان أوضح للجانب الأميركي أنه لا علاقة بين شطبه من القائمة وإقامة علاقات مع إسرائيل”.
وقال البرهان، الذي التقى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في أوغندا في وقت سابق هذا العام، إنه ناقش العلاقات الإسرائيلية العربية مع مسؤولين أميركيين، وإن الحكومة السودانية ستناقشها “وفق مصالح وتطلعات الشعب السوداني”. وقال مسؤول أميركي كبير لـ “رويترز” إن واشنطن مستعدة لمنح السودان وقتا لاتخاذ قرار، مضيفا أن هناك خلافات بين المجلسين العسكري والمدني بشأن كيفية المضي قدما.
ينبع جزء من الجدل الداخلي في السودان من حقيقة أن الأجنحة الليبرالية في الحكومة الانتقالية من المرجح أن تجعل من الصعب إقامة علاقات مع إسرائيل، كما دافعوا لسنوات عن مطالب الفلسطينيين بدولة ذات سيادة. إن إقامة علاقات مع إسرائيل هي خطوة حساسة بالنسبة للسودان أيضًا لأنها دولة كانت حتى وقت قريب، في عهد البشير، دولة معادية، حتى أن إسرائيل هاجمت أهدافًا إرهابية في الماضي على أراضيه.
في ضوء كل هذا أخبر رئيس الوزراء، حمدوك، بومبيو، الشهر الماضي، أن الحكومة الانتقالية ليس لديها تفويض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتفضل التركيز على تحقيق الاستقرار في البلاد قبل الانتخابات الديمقراطية للعام 2022. ومع ذلك، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز اعترف السودان مؤخرًا بأن الموافقة على التطبيع مع إسرائيل قد يكون ثمن إزالته من قائمة الإرهاب الأميركية.

بقلم: إيتمار أيخنر

عن “يديعوت”

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا