الرئيسيةأخباردنماركيةتحليل خطاب ماكرون بعيدا عن العاطفة

تحليل خطاب ماكرون بعيدا عن العاطفة

بقلم: حيمري البشير

عندما يعيد المتتبع قراءة خطاب ماكرون الذي أثار ٠ضجة في العالم الإسلامي ووسط المسلمين بأوروبا والذين يقدر عددهم بحوالي عشرون مليون مسلم.ويقوم بتحليله بعيدا عن العاطفة.فإن دعودته للتحكم في الشأن الديني يهدف بالدرجة الأولى قطع الطريق عن التيارات المتصارعة أوما يسمى بالإسلام السياسي.إن تصريحات ماكرون يعتبرها البعض معقولة وموضوعية لأن الساحة الفرنسية كانت ملعبا تتصارع فيه تيارات مدعمة من دول خليجية يأتي على رأسها السعودية والإمارات من جهة وقطر وتركيا من جهة أخرى ،رغم أن هذه الدول الخليجية ليس لها جالية في فرنسا وغيرها من دول الإتحاد الأوروبي.هذا الصراع الذي كانت نتائجه وخيمة على واقع الإسلام في فرنسا .والدول التي ذكرت تتحمل كامل المسؤولية في انتشار الغلو والتطرف والإرهاب الذي سقط ضحاياه من أتباع الديانات السماوية الثلاثة.من حق ماكرون حماية بلده وسن قوانين وإجراءات قد تكون ضرورية ورادعة للمتطرفين .إن نظرة ماكرون الإستراتيجية للقضاء على التطرف والإرهاب يبدأ من إعادة ترتيب الشأن الديني في فرنسا،والتحكم في تدبيره من خلال تكوين الأئمة في فرنسا ،ووضع حد لأي تمويل وتدخل خارجي وهي في الحقيقة سياسة ستجعل المسلمين المنحذرين من المغرب العربي وإفريقيا يتحكمون في الشأن الديني والقطع مع اقتصاد الريع مادامت أن هناك مؤسسات دينية تستفيذ من الذبح الحلال.إن إصرار الرئيس ماكرون على تكوين الأئمة في فرنسا مهم جدا وستلعب اللغة الفرنسية دورا مساعدا في التواصل. مع الشباب باللغة التي يفهمونها.إن تباين مواقف الدول في تصريحات ماكرون .تدفعنا للتساؤل ،لماذا ترفض دول تصريحاته مادام أن هناك حوالي ستة ملايين من المغاربيين يعيشون في فرنسا؟ولماذا تبارك الإمارات خطوات الرئيس الفرنسي رغم أن ليس لها مواطنون.إماراتيين في فرنسا وأوروبا بكاملها
وأريد أن يوضح لي كل الذين يتهمون المسلمين بالتطرف والإرهاب من صنع القاعدة في أفغانستان لتقاتل السوفيات ؟ومن صنع ومول داعش في سوريا أليس أمريكا والسعودية والإمارات ودول خليجية أخرى طبعت علاقتها مع إسرائيل؟ثم هل نسي الرئيس ماكرون الذي يتهم المسلمين بالإرهاب مافعلته فرنسا في الجزائر ؟
ومستعمرات فرنسا ؟ليعيد قراءة التاريخ فماضي فرنسا أسود.وأقول لكل الذين اقتنعوا بماقاله ماكرون بأن الإسلام يعيش أزمة في كل بقاع العالم،أن التطرف والإرهاب لاعلاقة للإسلام به ،وأن هذا الدين بني على قيم التسامح والتعايش المستمدة من القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة.
إن التحكم في الشأن الديني ومحاربة التطرف ،ليس بتكوين الأئمة في فرنسا ،وإنما باعتذار رسمي وعلني على إباحة الإساءة لرسول كلفه الله برسالة نشر الدين الإسلامي .وإعادة كتابة التاريخ والإعتراف الرسمي بأن التطرف والإرهاب لايرتبط بدين وعقيدة الإسلام بل هو سلوك عدواني لتحقيق أهداف سياسية وبناء نظام عالمي جديد ،والذي يعتبر كوفيد 19 الفيروس المبهم أحد أسلحته الفتاكة .
لم ينتهي الكلام عن النظام العالمي الجديد.

*اعلامي من المغرب يقيم في الدنمارك

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا