الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقات"سمرة".. آخر معاقل الرعاة المستهدفة

“سمرة”.. آخر معاقل الرعاة المستهدفة

لم تمض سوى أشهر قليلة على وضع المستوطنين نواة بؤرة استيطانية في خربة الفارسية بالأغوار الشمالية، وما تزامن مع ذلك من تسييج مساحات من أراضي المواطنين وسلبها، حتى شرعوا بخطوات حثيثة لإنشاء بؤرة جديدة في خربة سمرة.

نهاية الأسبوع الماضي، شرع مستوطنون بإقامة خيام في منطقة أم خروبة التابعة لخربة سمرة، ووضعوا في المنطقة أعلاما إسرائيلية، وبعد ذلك بيوم واحد أحضروا معدات لبناء بركسات وحظائر في المنطقة.

المواطن فوزي دراغمة من خربة سمرة يوضح في حديثه لـ”وفا” أن حوالي 20 مستوطنا قدموا للمنطقة منذ أيام وبدأوا بالعمل المتواصل ليل نهار، فالظاهر للعيان مجموعة من الخيام والمعرشات، كما بدأوا بتسييج أراضٍ في المنطقة، ومن المتوقع أن تصبح في هذه المنطقة بؤرة استيطانية ممتدة على مئات الدونمات من أراضي المواطنين، كما حدث مع سابقاتها من البؤر.

يقول دراغمة: إن البؤرة الجديدة في منطقة أم خروبة أغلقت آخر أراضٍ رعوية كان الرعاة يتمكنون من الوصول إليها في المنطقة.

قبل ثلاث سنوات، كان الرعاة من منطقة سمرة يصلون بمواشيهم إلى مئات الدونمات الرعوية في خربة السويدة المجاورة، لكن ذلك لم يعد ممكنا بعد وضع المستوطنين أيديهم على مساحة واسعة من الأراضي فيها وإقامة بؤرة استيطانية في العام 2017.

يملك مواطنو خربة سمرة مئات رؤوس الماشية التي لم يعد أصحابها يجدون مراعي لها، وهو ما يضطرهم لدفع تكاليف باهظة ثمنا لشراء الأعلاف على مدار العام، وبالتالي لم تعد تربية الماشية تدر عليهم ربحا كما كانت في السابق عندما كانت المراعي متاحة، فإغلاق المراعي يعتبر من الأساليب التي يمارسها الاحتلال ومستوطنوه لتهجير السكان من الأغوار، وفق دراغمة.

بدوره، يوضح الناشط الحقوقي عارف دراغمة أن المستوطنين كانوا يداهمون منطقة أم خروبة التابعة لخربة سمرة خلال الفترة الماضية، ويرعون فيها مواشيهم باستمرار، ويمنعون الرعاة وأصحاب الأرض الفلسطينيين من الاقتراب منها في أغالب الأحيان.

ينتهج المستوطنون الخطوات نفسها عند إقامة أية بؤرة استيطانية في مناطق الأغوار، ابتداءً من التواجد الحثيث واليومي في المنطقة التي ينوون الاستيلاء عليها، ويتزامن ذلك عادة مع ملاحقة الرعاة ومنعهم من الاقتراب من الأراضي، بعد ذلك يشرع المستوطنون بوضع خيام و”كرفانات”، ويليها تسييج المنطقة التي تتحول لاحقا إلى بؤرة استيطانية تلتهم مئات الدونمات من الأراضي، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يواصل المستوطنون توسيعها والزحف على محيطها من الأراضي خلال السنوات المتعاقبة.

يؤكد عارف دراغمة أن هذه البؤرة ستغلق المراعي أمام الرعاة ومالكي الأراضي في خِرَب سمرة، ومكحول، وعين الحلوة، وستضع الأهالي في ضيق إضافي بعد أن ضاقت أراضيهم عليهم يوما بعد آخر بفعل الاستيلاء المتصاعد عليها.

هذه البؤرة لا تبعد سوى بضعة كيلو مترات عن البؤرة الاستيطانية التي أقيمت على أراضي خربة السويدة المجاورة قبل حوالي ثلاثة أعوام، كما أنها قريبة إلى حد ما من بؤر أخرى في المناطق المجاورة.

توجد في الأغوار الشمالية اليوم ست بؤر استيطانية أقيمت بشكل متتابع منذ العام 2016 حتى الآن، بالإضافة إلى أربعة “كرفانات” متناثرة قد تتحول لاحقا إلى بؤر، وفقا لعارف دراغمة، وهذه البؤر بالإضافة إلى المستوطنات الكبيرة القائمة في المنطقة تغلق غالبية المراعي أمام الرعاة، فاقتصرت المراعي نتيجة لهذا الوضع القائم على محيطهم الضيق الذي أخذ بالانكماش أكثر فأكثر خلال الأربع سنوات الماضية.

ويضيف دراغمة أن إنشاء بؤر استيطانية متناثرة وقريبة من بعضها البعض لا يأتي عبثا وإنما لخدمة أهداف مبيتة، لضمها معا وشق طرقات فيما بينها لتشكل مستوطنة كبرى من شأنها إغلاق كافة مناحي الحياة أمام المواطنين في المنطقة.

وفقا لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) فإن “إقامة البؤر الاستيطانية والعنف الذي يمارسه المستوطنون ضدّ السكّان الفلسطينيين كلاهما يجري برعاية الدولة فهو لا يأتي من فراغ، هذه البؤر جزءٌ لا يتجزّأ من سياسة تتّبعها إسرائيل في الأغوار منذ العام 1967 مستخدمة العديد من الوسائل – الرسميّة وغير الرسميّة – بهدف تقليص الوجود الفلسطيني في الأغوار وتعميق السيطرة الإسرائيلية على المنطقة. بذلك تمنع إسرائيل الفلسطينيين من استخدام نحو 85% من مساحة الأغوار وشمال البحر الميت وتستغلّ هذه المساحة لاحتياجاتها هي”.

وفا- إسراء غوراني

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا