الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمحنا زيادة يبسط الامور ويخلط بين التفاح والبرتقال

حنا زيادة يبسط الامور ويخلط بين التفاح والبرتقال

بقلم: البروفيسور مانويل حساسيان ، سفير فلسطين في الدنمارك.

في مقال الرأي الذي نشر في صحيفة ( Berlingske ) الدنماركية من قبل كاتبه حنا زيادة المتضمن مهاجمته الغير موضوعية وأنتقاده للشعب الفلسطيني وقيادته على حد سواء، فقد أخطلت على الكاتب (التفاح بالبرتقال)، وتنكر الكاتب حنا زيادة بشكل كامل وسافر للحقوق المشروعة لأي شعب من شعوب الارض بالحرية وحق الحياة والامن ومختلف الحريات المضمونة بموجب المواثيق الانسانية والدولية المنصوص عليها لشعوب العالم، فما بالك للشعب الفلسطيني الذي ما زال يرزخ حتى يومنا هذا تحت ظلم وقهر الاحتلال الاسرائيلي المستمر منذ عقود والذي تنتهك ابسط حقوقه يومياً على مرئ ومسمع العالم من قبل الاحتلال الوحيد المتبقي في القرن ال21.

فقد أنتقد بكتاباته هذا المقال الاستراتيجية الفلسطينية نحو السلام والاستقلال معتبراً أنها استراتيجية قديمة وفاشلة ” كما وصفها ” مبنية على كسب تعاطف الخطاب السياسي الدولي بهدف الضغط الدبلوماسي على اسرائيل في المفاوضات.

رغم خلطه (التفاح بالبرتقال) كما أسلفت، فمن الجيد والمفيد وبكل سرور التعليق على الاراء التي قدمها الكاتب على أن أقوم بأيضاح بعض الامور المهمة عسى أن تنجلي لمداركه الحقيقة بشكل أوضح.

– في ما يخص أنتقاده الاستراتيجية الفلسطينية تجاه السلام والاستقلال :

تقوم اسرائيل التي تقودها حكومة يمينية متطرفة بتقويض تحقيق السلام من خلال انكارها لحقوق الفلسطينيين المشروعة باقامة دولتهم المستقلة على الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك من خلال ممارستها سياسة الاستيطان والتمييز كنهج سياسي متبع على الارض بشكل جلي.

– من ناحية أخرى، يطالب الكاتب حنا زيادة الفلسطينيين بحقوق الانسان والحقوق المدنية وهم ما يزالوا يرزخو تحت الاحتلال، بينما يتنكر للسلام والامن من خلال تحقيق المطلب المعترف به دولياً بحل الدولتين.

عندما أحتفل الفلسطينيون بقرار المحكمة الجنائية الدولية بالتعامل مع جرائم الحرب المحتملة التي ترتكبها وأرتكبتها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، نحن بذلك نتعامل مع الفظائع التي كان على الفلسطينيين تحملها أثناء فترة الاحتلال والاعتراف بها من قبل المجتمع الدولي كجرائم حرب، ويعد هذا القرار احدى أهم الطرق نحو تحقيق السلام والامن في المنطقة من خلال الضغط على اسرائيل للعودة للمفاوضات كنهج مقبول من قبل المجتمع الدولي لحل الصراع سلمياً، بدلاً من نهج العنف والاخضاع المتبع من قبل أسرائيل كدولة احتلال.

– حنا زيادة يرى بان التغييرالحاصل في القيادة الأمريكية وعودتها لسياسة خارجية هادءة قائمة على مبادئ حقوق الانسان والقيم الانسانية مع التركيز على الديمقراطية،”ستؤذي الفلسطينيين” لأنهم سيعودوا الى اتباع الاستراتيجية القديمة والفاشلة ” كما وصفها ” المبنية على استراتيجية تعاطف الخطاب السياسي الدولي والتي تهدف الى الضغط الدبلوماسي على اسرائيل في المفاوضات، وبذلك يشجع ويقضل أن تستمر ادارة الولايات المتحدة بأتباع النهج السابقخلال ادارة ترامب المبنية على الاخضاع والضغط والتغاضي عن الممارسات الغير مشروعة من قبل اسرائيل كدولة احتلال تجاه الفلسطينيين “رغم فاشلها الواضح في تحقيق السلام والامن للطرفين وبذلك تجاهل كبير لترجمة الحقائق السياسية على الارض والمطالب الوطنية الشرعية للشعب الفلسطيني”.

إن بذلك تبسيط كبير للوضع والحقائق السياسية وتجاهل للمطالب الوطنية الشرعية للشعب الفلسطيني، فلا يتم تحديد الحقائق السياسية بواسطة الجهات الخارجية فقط.

– النصيحة الختامية من الكاتب حنا زيادة الى الفلسطينيين، أن عليهم قتال حماس والتحالف مع القوى الاقليمية المعتدلة الساعية للسلام وقوة اسرائيل في الاقليم: من أجل إقناع إسرائيل بأن الصراع أصبح من الماضي وراءنا.

أما في ما يخص حركة حماس، فإن شرعية ومصداقية القادة المنتخبين ديمقراطياً على جميع المستويات ضرورية ومطلب وطني ودولي، فهذه هي جوهر الديمقراطية بذاتها، والتي ستشمل انخراط جميع الاحزاب والحوكات التحررية الفلسطينية من ضمنهم حركة حماس بأعتبارها جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والوطني الفلسطيني، وقد قبلت حماس أن تكون جزءًا من العملية الديمقراطية الفلسطينية الا أننا مازلنا بحاجة إلى الوصول الى نهج توافقي من أجل تحقيق السلام.

الا إن زيادة محق في جانب واحد فقط، هو أن إسرائيل بحاجة أن تدرك وتقتنع بأن الاحتلال وأطالة النزاع ليس في مصلحة أحد،مع ذلك، لا يمكنك تحقيق السلام من خلال إقناع المهمشين في المجتمع الإسرائيلي فقط.

أن الفلسطينيين عملوا ويعملوا منذ عقود مع ما تسمونهم انصار ‘السلام المعتدل- وهذا واضح وجلي من خلال قراءة قائمة طويلة من التعاون مع الإسرائيليين خلال سنوات عديدة منذ اتفاقية السلام في 1994،سواء كانوا ممن يتبعوا المنظمات الغير حكومية التي تعمل من أجل السلام أو من خلال المشاركة السياسية مع حزب العمل وميرتس في اسرائيل، ألا أن تلك الشرائح من المجتمع الإسرائيلي لا تملك القدرة على تغيير السياسة الاسرائيلية او حتى التفاوض، وهي لا تمثل اي ثقل سياسي في الوقت الحالي، ولذلك علينا البحث عن سلطات تأمن بالحل السلمي للنزاع وتملك ثقل سياسي مؤثر من أجل تحقيق سلام شامل وعادل من خلال المفاوضات.

لا يمكن للفلسطينيين القبول بواقع سياسي ينتقص من حقوقهم المشروعة كما يحاول فرضه رئيس الوزراء الحالي نتنياهو والاحزاب اليمينية المتطرفة من خلفه، حيث لا يقدم للفلسطينيين دولة متصلة جغرافياً وقابلة للحياة، لا بل لا يقدم للفلسطينيين أبسط الحقوق الانسانية.

لذلك من الضروري من أجل حل الصراع أن يجد الفلسطينيين شريك حقيقي للسلام في السلطة داخل اسرائيل تؤمن بمبدء حل الدولتين ولا تنتهج سياسة تقويضية من خلال فرض الامر الواقع كما يريد نتنياهو، من ثم يتحمل الطرفين مسؤولية مشتركة للمضي بخطوات حقيقية نحو تحقيق السلام الشامل والعادل للطرفين. فأن الصراع يحتاج كلا الطرفين في السلطة أن يكونوا على استعداد للتوافق السياسي لحل النزاع،للأسف هذا ليس متاح في هذه الوقت الحالي لدى اي من القوى السياسية المؤثرة داخل اسرائيل، وبوضوح أكثر السبب هي خطة ترامب للسلام “صفقة القرن”

حنا زيادة، نحن أمام ثلاث نقاط مهمة تعد مفترق طرق يعتبر فرصة يعتمد عليها للوصول للسلام:

1- إمكانية الوساطة الجديدة من قبل إدارة بايدن للولايات المتحدة الامريكية.

2-استمرار العملية الديمقراطية في فلسطين التي سينتج عنها شرعية القيادة الفلسطينية الموحدة، والتوجه للانتخابات في كل من إسرائيل وفلسطين.

3- تنحية زعيم فاسد ومجرم في إسرائيل بعد الانتخابات الاسرائيلية المقبلة.

أن حل الصراع والوصول لتحقيق السلام لن يكون من خلال الفلسطينيين وحدهم، بل نحن بحاجة إلى جميع الشخصيات المركزية والدولية ولا يوجد ما يمنع أن تكون مملكة الدنمارك طرفاً خصوصاً أنها من الدول الرائدة القائمة على مبدء الحريات والديمقراطية في العالم.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا