بقلم: حسن حسين الوالي
انا ادرك بأن هناك البعض من الوهلة الاولى التى سيقرأ فيها هذا الاستفهام سيضعنى في خانات ما انزل بها رب العالمين من سلطان..
فالمقاومة لديهم من القداسة لدرجة انها ممنوعة من الانتقاد والتقييم …وحتى من الاقتراب …
فكانها مخلوق الهى وليس فعل بشري قابل فيه الخطأ وكأنها ثابت لا تتغير بالزمان والمكان وظروف الانسان …
أذكر في بداية شبابي وانخراطي الثورى المنظم … من ناحية المكان فهذه البداية كانت في ارض الوطن و بالتحديد في مخيم جباليا البوتقة الثورية الملتهبة ..ومن ناحية الزمن فهذه البداية تزامنت مع ذروة التكريس السياسي لمنجزات العمل الثوري … لم نكن قد تشكلنا كدولة ولكن تشكلنا ككينونة سياسة تستمد شرعيتها من جماهيرها و تمارس السلطة السياسية بقوة الشرعية الثورية …
في الشتات و الوطن و داخل المعتقلات تشكلت هيئات سياسية لتجسد هذا الامل كهيكل سياسى تمارس الحوكمة بهدف تحقيق الاهداف العامة للنظام السياسي الفلسطيني الناشيئ والقائم على الشرعية الثورية ….
في الشتات كانت دوائر منظمة التحرير وفي المعتقلات كانت التشكيلات النضالية واللجان المختلفة …
اما في الداخل في الاراضى المحتلة وخصوصا في الانتفاضة … كنا نحن اللجان الشعبية والقوات الضاربة و الخلايا العسكرية نمارس الحوكمة الوطنية كبديل للاحتلال ومن منطلق الشرعية الثورية …
حقيقة في تلك البدايات كنت امارس تلك الحوكمة و انا متيقن بأننى اقوم بشيئ عظيم من اجل وطنى وقضيتي وشعبي …
ولم اكن امتلك من العلم في السياسة الذي يمكنى من التوصيف النظري والعلمي لهذا الامر بالشكل الذي اقوم به الان بعد طول مشوار تجربتي و مسيرتي العلمية في علم الاجتماع والعلوم السياسية …
نعود الى البدايات … عندما كنا نمارس الحوكمة بقوة الشرعية الثورية … كانت ” الثورة ” من المقدسات العليا لدينا و ممنوع الخروج عنها … والاخر المقابل هو في دائرة الاحتلال …
اقر بأنه كانت هناك اخطاء …
لغياب العمل السلطوى عبر مؤسسات الدولة مثل المحاكم والقضاء .. وغيرها …
هذا الامر وبعد تكون نواة الدولة باقامة السلطة الوطنية عام 1994 تم معالجته ..
وتحولت الشرعية الثورية الى شرعية الدولة بشكل تدريجي … الدولة شرعية ، قوانين ، تشريع ، مؤسسات امنية ومدنية ، قضاء ..
واعود لسؤالي ماهي المقاومة ؟
وكيف ستحدد مفرداتها و حلالها وحرامها ومواقفها من قضايا الجماهير في الحوكمة والسلطة اذا لم تكن جزء من الدولة …؟
دولة فلسطين حلم الاجيال القادمة و تضحيات الشهداء والاسرى والجرحي …
