الرئيسيةأخباردنماركيةوفاة أكرم البالغ من العمر 61 عاماً بسكتة قلبية بعد إبلاغه بالترحيل...

وفاة أكرم البالغ من العمر 61 عاماً بسكتة قلبية بعد إبلاغه بالترحيل من الدنمارك

ابنه أنس لن ينسى وفاة والده بسكتة قلبية بسبب قرار الترحيل

كتب: وليد ظاهر*

في نهاية هذا الأسبوع بينما كان أكرم وعائلته يلعبون كرة قدم ويتمعون بالطقس الجميل، سقط أكرم بطيحش على الارض دون سابق إنذار، حاول ابنه أنس تقديم الإسعافات الأولية قبل وصول سيارة الإسعاف، لكن القدر كان أسرع وفارق أكرم الحياة.
يعتقد أنس وبقية أفراد الأسرة أن الرسالة التي وصلت الى أكرم بطحيش البالغ من العمر 61 عاماً على بريده الالكتروني قبل بضعة اشهر، بعدم الموافقة على تمديد اقامته وبقرار ترحيله، هي السبب في وفاته، وكانت الرسالة من دائرة شؤون الأجانب، وكان ذلك الجواب ما يخشاه أكرم بطحيش وعائلته، فلقد هرب من دمشق منذ حوالي ست سنوات من الحرب القاسية، وقضية أكرم بطحيش ليست القضية الوحيدة من نوعها، حيث أن هيئة تظلم اللاجئين كانت قد حكمت قبل مدة بترحيل 3 لاجئين قادمين من دمشق وريفها، واستندت على ذلك الحكم وزارة شؤون الهجرة والاندماج، واعلنت أنها ستعيد دراسة وتقييم المئات من قضايا اللاجئين السوريين، خاصة القادمين من دمشق وريفها.
في الأسابيع الأخيرة كان هناك العديد من قضايا اللاجئين السوريين، الذين تحدثوا عنها، ومن بينهم آية أبو ضاهر البالغة من العمر 19 عاماً، والتي تدرس في ثانوية نيبرج (Nyborg Gymnasium)، وستصبح طالبة (HF-student)، وهناك أيضاً فايزة إبراهيم سطوف، البالغة من العمر 25 عاماً، والآن قضية أكرم بطحيش، الذي قدم إلى الدنمارك منذ حوالي ست سنوات، بعد نشوب الحرب في سوريا.
وقال ابنه أنس حول طريقة مجئ والده والعائلة الى الدنمارك، في البداية سافر والدي إلى ليبيا، ومن هناك ركب مثل كثيرين آخرين قارباً عبر البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا، ومن هناك قدم إلى الدنمارك.
ووضح أنس: (سمعنا من أشخاص نعرفهم في الدنمارك أنه مكان جيد للعيش فيه ونستطيع لم شمل الأسرة).
وتم لم شمل زوجة أكرم بطحيش وابنتهما فاطمة إلى الدنمارك، وكانت عائلة بطحيش تعيش بأمن وامان في الدنمارك، لكن الحال تغير بعد قرار الترحيل ووفاة أكرم بطحيش بسكتة قلبية.
أنس بطحيش يدرس طب أسنان، ويتدرب الأخ الصغير زيد بطحيش ليتخرج مهندس برمجة حاسوب، بينما تدرس فاطمة بطحيش البالغة من العمر 20 عاماً في (HF)، ووالدهم أكرم بطحيش عمل في مطبخ أحد المطاعم، قبل ان يصبح عاطلاً عن العمل بعد انتشار جائحة الكورونا في الدنمارك.
لكن كل شيء تغير قبل شهرين عندما وصلت رسالة من دائرة شؤون الأجانب الى البريد الإلكتروني الخاص بأكرم بطحيش برفض تمديد اقامته وفي نفس الوقت قرار بترحيله من الدنمارك، فأصبح يقضي وقتاً طويلاً شارد الذهن وينظر من النافذة، خوفاً من قدوم الشرطة الى منزله لأخذه إلى مركز الترحيل، وبدئت صحته تسوء جداً، ولم يستطع النوم ليلاً فراجع طبيبه ليحصل على حبوب منومة، كما انه كان شديد التوتر والقلق دائم التفكير، وفي نفس الوقت كان يخشى أن تتلقى ابنته وزوجته نفس الرسالة برفض تمديد الإقامة والترحيل.
واضاف أنس بطحيش: (كان والدي يخشى أن تفترق الأسرة عن بعضها مرة أخرى، وكانت السلطات الدنماركية قد تواصلت مع والدي عدة مرات، وعرضت عليه مبلغاً من المال مقابل العودة إلى سوريا، وبلغ الخوف والتوتر عند والدي ذروته في عطلة عيد الفصح، ومن اجل التخفيف عليه، قامت العائلة بالخروج في نزهة ولعب كرة القدم في الطقس الجميل، فجأة صرخت أختي بأن أبي لا يستطيع التنفس، وقمت باجراء تدليك لقلبه قبل وصول سيارة الإسعاف، وابي لم يكن يعاني من مشاكل في القلب من قبل، ولم يكن يعاني من أمراض صحية).
لاقت وفاة أكرم بطحيش الكثير من الاهتمام على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تداولتها وعلقت عليها شخصيات بارزة مثل السياسيين أسماء عبد الحميد وربيع آزاد أحمد والإمام الدنماركي عبد الواحد بيدرسن.
بالنسبة لأنس بطحيش والاسرة الحزينة، فان خسارتهم كبيرة بفقدان أكرم بطيحيش، ولديهم الكثير من الأسئلة.
وختم أنس بالقول: (أنا في حداد الآن، وأنا بصراحة لا أعرف ما يجب القيام به، ولا أعتقد أن هذا كان سيحدث لو لم يأتي ذلك القرار بترحيل والدي من الدنمارك).

* رئيس التحرير

المصدر: صحيفة بي تي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا