الطريق الى الشمس..

من على مشارف بادية بيت لحم الشرقية المطلة على البحر الميت، أطلقت مؤسسة تامر حملة “لن نجد الشمس في غرفة مغلقة” لتشجيع الأطفال على القراءة، فصدحت حناجر الأطفال المشاركين بأناشيد وطنية يعبرون فيها عن حبهم وانتمائهم لفلسطين، وشغفهم بالقراءة التي تسافر بهم إلى بلدان العالم دون الحاجة إلى تأشيرات سفر.

“إن القراءة صقلت شخصياتنا وأصبحنا من خلالها نتعرف على ثقافات متنوعة وبلدان مختلفة، بالإضافة إلى التعرف على التراث الفلسطيني الشفوي مثل الحكايات الشعبية، والتعرف أيضا على المناطق الأثرية الفلسطينية التي تؤكد حق شعبنا في أرضه وطننه فلسطين.” قالت الطفلة جود سعيد (١١ عاما) من بلدة بتير غرب بيت لحم وإحدى المشاركات في الحملة.

“لن نجد الشمس في غرفة مغلقة” هو الشعار الذي تبنته الحملة كطريق لتشجيع القراءة في المجتمع الفلسطيني، والذي تقوم مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي على تعميمه على جميع البلدات والمخيمات في محافظة بيت لحم.

يقول منسق الحملة كامل سليمان: إنه يتم العمل من خلال أنشطة وفعاليات ترتبط بالأرض والانسان وتحافظ على الإرث الثقافي الفلسطيني، من خلال روايات وقصص وحكايا تتعلق بالهوية الإنسانية والتاريخية والاجتماعية الفلسطينية ضمن مسارات وانشطة في الطبيعة تراعي الإجراءات الصحية والتباعد.

وأضاف، أن أكثر من ١٨ مكتبة مجتمعية ومدرسة ومؤسسة تشارك في الحملة، مشيرا الى أن الحملة هذا العام جاءت في ظل ظروف صحية استثنائية فرضها الوضع الوبائي لفيروس كورونا.

وبين سليمان، أن شعار الحملة مستمد من كتاب القنديل الصغير لغسان كنفاني، والذي يحث على العمل والعزيمة في مواجهة الصعوبات والمعيقات ويحفز على القراءة، فيما بوستر الحملة هو عبارة عن لوحة فنية للفنان الفلسطيني سليمان منصور.

بالتركيز على الحق في التعلم والهوية وحرية التعبير والوصول إلى المعرفة، تعمل مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في كل من الضفة وقطاع غزة على استهداف الأطفال والشباب وتطوير بدائل وموارد عن التعليم الرسمي، وللمؤسسة برنامج واضح يتركز في تعزيز القراءة، والكتابة، والتعبير عن الذات بكافة أشكاله (لدى الأطفال واليافعين)، وبناء بيئة مساندة لثقافة التعلم في فلسطين، ودعم الانتاج البحثي والأدبي في مجال ثقافة الاطفال.

وتقول عضو شبكة مكتبات بيت لحم مريم معمر، إن هذه حملة تشجيعية لرواد المكتبات، تهدف لزيادة عدد القراء في الوطن وزيادة رغبتهم في الاستكشاف والمعرفة وتقوية علاقتهم بحضارتهم وحضارات العالم المختلفة، مؤكدة أن الفئة المستهدفة هم الأطفال واليافعين ودمج الفئات المهمشة وتقوية علاقتهم بالمجتمع.

وتضيف أن تحقيق رؤية شبكة مكتبات الوطن بالتعاون مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في جعل المجتمع الفلسطيني متعلم وحر وآمن، يجعل من القراءة نهج له، تحتاج جهود مشتركة وحثيثة بين المؤسسات المجتمعية والمؤسسات الحكومية.

ولم تخف معمر التحديات التي تواجههم هذا العام في ظل جائحة كورونا، فكان التواصل مع رواد المكتبة عن طريق الـ”أون لاين”، بالإضافة إلى محاولة الوصول إلى بيوتهم عن طريق أمينة المكتبة وتزويدهم بقصص ومعقمات وكمامات وعمل لقاءات خارج المكتبة، مؤكدة على عدم تأهيل المكتبات لاستيعاب الأشخاص ذوي الإعاقة، وعدم ايجاد ممول في ظل الظروف الصعبة لتطوير المكتبات ومواءمتها لتكون آمنة وذات تعلم حر لكل الفئات دون تهميش، وقلة الممولين، مشيرة الى أن الداعم الوحيد لفئة الاطفال واليافعين، من توريد كتب وقصص للمكتبة، هي مؤسسة تامر.

وفا- وعد الكار

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا