الرئيسيةأخباراسرائيليةنعم، أنا أريد مغادرة البلاد

نعم، أنا أريد مغادرة البلاد

المضمون: (إن وتيرة ازدياد الاصوليين المتدينين أعلى من وتيرة ازدياد المجموعات الاخرى. وتأثير الاصوليين اليهود والمسلمين هو في تزايد مستمر. لذلك، الاستنتاج المنطقي هو أنه يجب علي مغادرة البلاد).

الاضطرابات في القدس واطلاق الصواريخ من غزة، هي فرصة جيدة للتذكر أنه في الساحة الفلسطينية دائما فضل بنيامين نتنياهو حماس على محمود عباس وحركة فتح. في سياسة الائتلاف الاسرائيلية فضل دائما الاصوليين على أي شريك آخر. وفي الساحة الداخلية – اليمينية فضل الآن الكهانيين على اليمين الرسمي والاكثر اعتدالا، وشبان التلال دائما قام بحمايتهم. في الساحة السياسية الداخلية – العربية هو يفضل منصور عباس على أيمن عودة وأحمد الطيبي. وفي الولايات المتحدة شراكته الاكثر ثباتا وقوة هي مع الافنغلستيين.

كل التحالفات المهمة، الثابتة وبعيدة المدى لنتنياهو تمت مع الاصوليين المتدينين؛ الكهانيون من لاهفاه الذين شاغبوا في القدس هم الحلفاء الطبيعيون له؛ هو الذي يمثلهم في التيار الاسرائيلي السائد. وقد حمل على ظهره ممثليهم الى الكنيست. نظراؤهم الفلسطينيون من حماس، صورة المرآة لهم، هم ايضا الحلفاء المخضرمين بالنسبة له. نتنياهو عزز حماس وبنتسي غوفشتاين والاصوليين الذين انضموا لزعران لاهفاه في اعمال الشغب العنصرية العنيفة في القدس.

قراره الاستراتيجي الذي نبع من براغماتيته السياسية النفعية من اجل ربط مصيره بالاصوليين المتدينين، بما في ذلك الافنغلستيين الذين دفعوا دونالد ترامب الى اهانة واقصاء الفلسطينيين المعتدلين في السلطة، ينفجر الآن في وجهنا جميعا.

ظلاميو نتنياهو يحرقون اسرائيل. هذه هي صورة الدولة ثنائية القومية التي طبخها في سنوات حكمه الطويلة. يجب على مواطني اسرائيل النظر مباشرة الى حرب الشوارع الفاشية في العاصمة، التي تحمي فيها شرطة الابرتهايد الفاشيين اليهود: هذا هو مستقبلكم. المستقبل الذي قمتم باختياره مرة تلو الاخرى بتصميم وحزم. هل أردتم “قدس موحدة”؟ ها أنتم حصلتم عليها. هل فضلتم اليهودية على الديمقراطية؟ تفضلوا. اعتقدتم أن اليسار الذي يريد دولة فلسطينية هو خائن؟ ها هي النتيجة، تعايشوا معها. ليس بالصدفة أن التوتر بدأ على سفح الحرم. هل هذا الحرم هو أساس وجودكم؟ الآن سيتم دفنكم أحياء تحته. من يقيم صداقة مع اصوليين متدينين تكون نهايته أن يموت في حرب دينية.

ليس مثلما قيل في تحليلات واسعة بأن الائتلاف الذي حاول نتنياهو تشكيله مع منصور عباس وبتسلئيل سموتريتش وايمار بن غبير لم يكن نتاج هجين غير ممكن وغير مسبوق. هذا هو الائتلاف الذي يقوده في الساحة السياسية منذ فترة طويلة. والتمييز بين اسرائيل والسلطة وغزة هو تمييز مصطنع. نتنياهو ربط منذ فترة بين الاصوليين والمستوطنين المسيحانيين وحماس والافنغلستيين. حكومة منصور عباس/ سموتريتش أعدت لتكون شيء من هذا القبيل. برميل المتفجرات هذا، القابل للاشتعال، هو ارث نتنياهو. وهو الواقع الحقيقي لسكان اسرائيل، وليس هو الواقع المحدد بصورة مصطنعة من اجل أن لا يشمل رام الله وغزة. القدس – رام الله – غزة مثلث اضلاعه مرتبطة مع بعضها بشكل قوي. مثلث مجموع زواياه يشكل جهنم.

إن وتيرة زيادة الاصولية المتدينة أكبر بكثير من الوتيرة في مجموعات سكانية اخرى. هذه حقيقة ثقافية لن تتغير. وزن الاصوليين الفاشيين اليهود والمتطرفين المسلمون سيزداد باستمرار. هذا معطى سيحطم الاقتصاد. قبل ست سنوات تقريبا، بعد انتهاء عملية الجرف الصامد كتبت هنا: “يجب علي مغادرة البلاد”. هذا كان استنتاج منطقي ومطلوب جاء من تحليل عقلاني للوضع. وهذا الاستنتاج ما زال قائما. أنا هنا وأواصل أن اكون هنا. لأن حياتنا لا تستجيب فقط لاعتبارات عقلانية. ولكن صحة الاستنتاج بقيت على حالها: نعم، يجب علي مغادرة البلاد.

هآرتس : روغل الفر 26-4-2021

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا