الرئيسيةمتفرقاتالموقفليس دفاعاً انما انصافاً للحقيقة

ليس دفاعاً انما انصافاً للحقيقة

بقلم: رئاسة التحرير

في ردنا السابق، وموقف حركة “فتح” حول الفيديوهات والتسجيلات المجمعة والمفبركة والمحرفة، التي تقف وراءها الجماعات المشبوهة والمأزومة التي انحرفت بوصلتها بدلاً من الهجوم على الاحتلال ومقاومته وتعريته، راحت توجه هجومها وحقدها الدفين على حركة “فتح” قائدة ورائدة المشروع الوطني الفلسطيني، وحامية القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وشبكة الأمان والسد الحامي لثوابتنا الوطنية.
لقد شاهدنا وسمعنا فيديوهات وتسجيلات مفبركة كثيرة على لسان قادة حركة فتح بدءاً من الأخ الرئيس وصولاً إلى الفيديو المفبرك والمنسوب لعضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد، الذي نشرته صفحة “شهاب” الحمساوية عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، والذي من المؤكد انه لن يكون الأخير.
في المقطع الأول من هذا الفيديو، فإن الأخ عزام الأحمد قال صواباً ونطق حقاً في موضوع الانتخابات خلال مرحلة التحرر، فإن الثورات لا تجري انتخابات، وهذا ما كان عليه الحال في الوطن المحتل والشتات قبل توقيع اتفاقية إعلان المبادئ عام 1993، وعودة م. ت. ف إلى الوطن وتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية (لفترة انتقالية مدتها 5 سنوات) لتفضي هذه الفترة إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
بطبيعة الحال هذه الفترة الانتقالية الممتدة إلى 5 سنوات للسلطة الوطنية الفلسطينية هي فترة العمل الدؤوب لبناء مؤسسات تلك الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية وكل قطاعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية اللازمة لتحقيق مقومات الدولة، وهي الفترة التي كانت مقررة للانتقال من الثورة إلى الدولة، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك عملية بناء لدولة بدون قانون أو دستور ينظم مؤسسات الدولة وتشريعاتها، وكان هذا بموجب الاتفاقيات الموقعة على أن تجرى الانتخابات الرئاسية والتشريعية لمرة واحدة خلال تلك الفترة الانتقالية، وهكذا كانت انتخابات عام 1996 على اعتبار انها الانتخابات الوحيدة التي يفترض أن تتم في ظل وجود الاحتلال ، على أن تكون الانتخابات القادمة هي انتخابات برلمان دولة فلسطين في دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، فتم صياغة القانون الأساسي الفلسطيني ووضع التشريعات ومشاريع القوانين التي أنجز الكثير منها.
طبعا الكل يعلم أن الاحتلال الصهيوني تنصل من التزاماته والاتفاقيات الموقعة، فكانت لقاءات كامب ديفيد الثانية نهاية عام 1999 والكل يعلم تفاصيلها وموقف الشهيد المؤسس ابو عمار، تلاها الانتفاضة الثانية واستشهاد الرئيس أبو عمار رحمه الله، وهنا كان لزاماً على القيادة الفلسطينية إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ودخلت حماس تلك الانتخابات، وبدون الخوض في تفاصيل 16 عاما على تلك الانتخابات منها 15 عاما من الانقلاب والانقسام الذي نفذته حماس، وفشلت كل جهود المصالحة وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية وإعادة توحيد النظام السياسي الفلسطيني ليمثل واقع الشعب الفلسطيني في كل الجغرافيا والديمغرافيا سياسياً وإدارياً ومؤسساتياً وشعبياً، كان هذا الاختراق الذي قاده اللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية مع بعض قادة حماس، باللجوء إلى خيار وقرار الشعب الفلسطيني ديمقراطياً وصاحب السلطات من خلال إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني على قاعدة الشراكة الوطنية الكاملة طريقاً ومخرجاً لإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة لشطري الوطن، كل ذلك لمواجهة التهديدات والتحديات الماثلة والقائمة التي تهدد المشروع الوطني الفلسطيني من استيطان وصفقة القرن وملحقاتها من أدوات التطبيع. فكانت لقاءات بيروت واسطنبول والقاهرة ووقعت بناءً على الاتفاقات الواضحة والصريحة لإجراء الانتخابات وأتبعت بميثاق شرف، وتوجت جميعها بالمرسوم الرئاسي لإجراء الانتخابات بالتتابع والترابط وفق جدول زمني استناداً إلى القانون الأساسي الفلسطيني، وبما تضمّنه المرسوم حرفياً، وصولاً إلى المرحلة الحالية ونحن على أعتاب بدء الدعاية الانتخابية وفي خضم معركة الاشتباك المقدسة حول القدس كمكون ومحور أساسي في العملية الانتخابية الفلسطينية التي يمنع الاحتلال اجرائها في داخل مدينة القدس لسكانها الأصليين حقاً ودستوراً، والتي تمثل لشعبنا وللمقدسيين ليس مجرد حق كفله القانون وتجسيداً للسيادة الفلسطينية على المدينة المحتلة وإنما هو بمثابة اقتراع على حق تقرير المصير لشعبنا في القدس الشرقية بأن القدس لسكانها عربية فلسطينية وعاصمة لدولتنا الفلسطينية رداً على صفقة القرن واعتراف ترامب بالقدس بشطريها عاصمة موحدة للاحتلال وصفعة لكل المطبعين وادواتهم موالي الاحتلال الصهيوني.
وختاماً، فإن كل ما تحدث به الأخ عزام الأحمد بخصوص الانتخابات التشريعية لمرة واحدة في ظل الاحتلال كان صحيحاً، وما تحدث به لاحقاً حول موجبات وضرورات اجرائها في 2006 والآن في 2021 هو صحيح وسليم وفق الواقع والوقائع السياسية والقانونية في كل المراحل الماضية وفي هذه المرحلة. ولكن الاستخدام والتوظيف المتناقض للتصريحات والأقوال والمواقف التي كانت مطلباً في كل مرحلة نضالية، والتي كانت صائبة مئة بالمئة في حينه كما الآن تماماً وأقرها واشترك وشارك بها الكل الفلسطيني، فهنا يكمن ويظهر الخداع والتزييف والاستخفاف بعقول شعبنا من قبل هؤلاء حلفاء المؤامرة المكشوفين منهم والمستورين وأولئك الانتهازيين والمغرر بهم، لا هدف له سوى الهجوم على حركة “فتح” واعفاء الاحتلال من المسؤولية الجنائية على قراراته وجرائمه الإنسانية وإثارة الفتن والبلبلة وتحريضاً ودفعاً وتغريراً للمغلفة قلوبهم عن الحق والحقيقة، ولكن شعبنا قادر بوعيه وادراكه على تمييز الغث من السمين والتمييز بين الحق والباطل وكل حق يراد به باطل، وهذا الشعب بتاريخه ومواقفه ووعيه كان ولا زال وسيظل السد المنيع لكل المؤامرات والقادر على حماية مشروعه الوطني وقراره الوطني المستقل مُسقطاً إلى مزبلة التاريخ كل الاجندات والمؤامرات المشبوهة وحملتها ودعاتها وأدواتها ومنتجيها.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا