الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمالانتخابات الفلسطينية عملية ديمقراطية، ولكنها ستصبح تنازل إن لم تنتخب القدس

الانتخابات الفلسطينية عملية ديمقراطية، ولكنها ستصبح تنازل إن لم تنتخب القدس

بقلم: أبو شريف رباح

إن الخطوة الوطنية الشجاعة التى اتخذتها القيادة الفلسطينية وعلى راسها الرئيس محمود عباس بتأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية لم تكن مفاجئة للشعب الفلسطيني وخاصة أبناء محافظة القدس عاصمة فلسطين الأبدية، حيث جاءت بناءا على الثوابت الوطنية الفلسطينية التى تقول أننا لن نقبل بدولة فلسطينية ان لم تكن عاصمتها القدس الشريف، وبالتالي كيف يريد الشعارات الرنانة إجراء الانتخابات من دون القدس.

هناك من يقول ويدعي ان تأجيل الانتخابات قرار خاطئ وغير قانوني، ولنفترض أن قرار التأجيل خاطئ أو غير قانوني أو احبط العملية الديمقراطية (حسب اعتقادكم)، برأيي أن هذا القرار يبقى أفضل من الاستمرار في عملية إجراء الانتخابات من دون القدس، وبأعتقادي أن أي انتخابات فلسطينية تستثني القدس وأهلها تعتبر تنازل عن المدينة ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، وبالتالي الاعتراف المبطن بشرعية الإحتلال الصهيوني، الذي يعتبر أن القدس عاصمة موحدة لكيانه الغاصب، والمفروض على كل الأصوات التى تنادي برفض قرار الرئيس بتأجيل الانتخابات التراجع عن حساباتها الحزبية والشخصية الضيقة أمام القضايا الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها القدس العاصمة، ودعم الموقف الشجاع للرئيس أبو مازن المتمسك بالثوابت الفلسطينية واهمها مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين، ونذكر الجميع بالقول المأثور للشهيد الرمز “ياسر عرفات” تأكيدا لاهمية القدس في الصراع مع العدو الصهيوني، حيث كان يردد وفي كل خطاباته “سيرفع شبل من اشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مأذن وكنائس واسوار القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى والي مش عاجبوا يشرب من بحر غزة”.

وبدلا من شجبكم واستنكاركم وخروجكم بمظاهرات ووقفات احتجاج ضد قرار القيادة بتأجيل الانتخابات، كان الأولى بكم البحث عن مخرج وطريق لإجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية في قلب القدس، من خلال الدخول في حوار وطني بناءا ومناقشات وطنية لكافة الأطراف الفلسطينية، والتوافق على رؤية سياسية وطنية جامعة للضغط على كيان الإحتلال الصهيوني من أجل فرض اجراء الانتخابات بالقدس.

فهل من الممكن أن نذهب للانتخابات بدون القدس ونعطي كيان الإحتلال الصهيوني تنازلا عن حقوقنا الشرعية من خلال الموافقة على إجرائها من دون القدس، وبرأيي كل من يريد انتخابات بدون القدس وأهلها يكون قد تخلى عنها وعنهم واصبح في مصاف بائعي عقاراتها ومسربي اراضيها، وهذا ما لن يسمح به الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات الذي خرج في مظاهرات منددة ومستنكرة لجرائم الإحتلال بحق المقدسيين ومؤيدة لقرار القيادة الحكيم.

فالمظاهرات ضد قرار القيادة الفلسطينية بتأجيل الانتخابات والتهجم عليها لن يأتي إلا بتعمق الانقسام وتشرذم الموقف الفلسطيني، فمن الافضل التوافق على صيغة وطنية فلسطينية لمواجهة التعنت والرفض الصهيوني بمنع إجراء الانتخابات في القدس، والبحث في مقاومة سياسية على المستوى الدولي من أجل الضغط على كيان الإحتلال، ودعم المقاومة الشعبية الفلسطينية، والوقوف الى جانب أهلنا في القدس ودعم انتفاضتهم.

ومن غير المسموح فلسطينيا، لأي جهة أو فريق فلسطيني التناغم مع الإحتلال، وذلك من خلال أصراره على إجراء الانتخابات بدون القدس وأهلها، ويستنكر ويدين تأجيلها بالرغم من رفض سلطات الإحتلال اجراءها داخل مدينة القدس المحتلة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا