الفتى السعيد

قبل أربعة أشهر، كبر الفتى سعيد يوسف عودة عاما وأكمل ستة عشر من عمره، وكبرت معه أحلامه الرياضية وطموحاته، قبل أن تنهي الليلة الماضية رصاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي حياته، عند مدخل قرية أودلا جنوب نابلس.

وقبل أسبوعين عاد الفتى عودة من تركيا إلى قريته أودلا بعد مشاركته ببطولة كرة القدم للناشئين هناك، سعيدا فرحا بما حققه من إنجازات.

والفتى الذي تظهر صوره على مواقع التواصل الاجتماعي أنه نال من اسمه نصيبا من الفرح والحيوية والنشاط، تحول لحديث الأخبار ورواد التواصل الاجتماعي منذ مساء أمس؛ بعد أن أدت رصاصتان في الكتف والبطن إلى استشهاده.

والشهيد عودة الثالث بين أشقائه وشقيقاته، هو طالب في الصف العاشر بمدرسة أودلا، وامتاز بين أقرانه بعشقه لكرة القدم والأنشطة الرياضية.

عصام عواد مدير مدرسة أودلا الأساسية للبنين، تحدث لـ”وفا”، بأن “فراق عودة آلم المدرسين والطلبة وكان خبر استشهاده صدمة للجميع، كونه كان متميزا بأخلاقه وسلوكه، وهو عاشق الرياضة ومحبوب الطلبة والمقبل على الحياة المشارك بالمسابقات”.

ويشير عواد إلى أن الفتى عودة كان يطمح جدا ليكون لاعب كرة قدم معروفا، ورغم ذلك لم يؤثر عشقه الرياضي على تحصيله العلمي، فمنذ ست سنوات التي التحق فيها عودة بالمدرسة اتصف بالشخصية القوية والنشاط والحيوية.

ويتمتع عودة وفق المدير عواد، بأنه “صديق أغلب الطلاب بالمدرسة نتيجة نشاطه وحركته المستمرة حيث جعل الجميع يتعامل معه”.

ومنذ ساعات الصباح، خرج طلبة المدرسة إلى ساحات البلدة لتعليق صور رفيقهم الشهيد على جدران المنازل، وإلى مستشفى رفيديا الحكومي حيث يتواجد جثمانه.

محمد يوسف (18 عاما) صديق الشهيد عودة المقرب، تحدث لـ”وفا” بحرقة: قتلوا صديقي وتركوه ينزف لأكثر من ساعة داخل مركبة الاحتلال قبل أن يسمحوا للهلال الأحمر باستلامه.

“جمعتنا الدراسة وحب الرياضة وكرة القدم، كل وقتنا كنا مع بعض، ذكريات جميلة جمعتنا بالمدرسة وساحة الملعب”، يضيف يوسف.

المعلق الرياضي خليل جاد الله كتب على صفحته على فيسبوك معلقا على استشهاد سعيد “ذكرت كثيرا في تعليقي على مباريات كرة القدم، ثم عبر الفيديوهات التي أنشرها بأن: شكل الاعتزال في فلسطين مختلف عن غيره في كل بلاد العالم!”.

وتابع: مع السنوات، تكوّن في قاموس الرياضيين الفلسطينيين مصطلح اسمه: “الاعتزال المبكّر”، وهو مصطلح لا يرمز إلى اللاعب الذي يترك كرة القدم بسبب إصابة مزمنة، أو فشل “كرويّ”، وإنما إلى تلك الكتيبة من الفدائيين الذين سبقتهم إلى عليّين، على درب كلّ حرّ على هذه الأرض… إنه اعتزال “الشهداء”!

وفا- زهران معالي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا