الرئيسيةمختاراتمقالاتمنظمة التحرير الفلسطينية.. يريدونها جثة في تابوت!

منظمة التحرير الفلسطينية.. يريدونها جثة في تابوت!

بقلم: موفّق مطر

ما زال القرار الوطني الفلسطيني المستقل هدفهم وما زالت قضية فلسطين بنظرهم ورقة رابحة في المساومة على اقتسام النفوذ في المنطقة مع الولايات المتحدة الأميركية التي لا تريد شريكا في اقتسام كعكة المصالح في المشرق العربي عمومًا ومنطقة الخليج منه خصوصا ما زالت الهوية الفلسطينية التحررية النضالية الكفاحية تكشف عورة أنظمة دكتاتورية تتستر بالدين تصطنع الصراع مع إسرائيل ولم تقرر يوما الدخول في معركة فعلية معها فيما الشعب الفلسطيني يناضل ويكافح وثائر يقاتل لمنع تثبيت وتوسع جذور المشروع الصهيوني الاحتلالي الاستعماري في أرض فلسطين فيشعرون بعقدة النقص والخوف من الانكشاف أمام شعوبهم التي أشبعوها بالخطابات المنبرية والعنترية عن فيالق وأيام وجحافل من أجل القدس فيقررون عمل المستحيل لإحداث اختراقات في عمق الشعب الفلسطيني للاستحواذ على مواقع نفوذ يطورونها ويمدونها بكل أسباب القوة المادية الحربية والمالية ولا يستخدمونها وحسب بل يزجونها في مواجهات عسكرية ثمنها وضحاياها آلاف الفلسطينيين المدنيين الأبرياء ودمار مقدراتهم وإنجازاتهم كل ذلك في إطار تحسين ظروف شروطهم التفاوضية مع الولايات المتحدة الأميركية.

هؤلاء لم يكفوا يومًا ولن يكفوا حتى تتحقق أهدافهم المتقاطعة مع أهداف منظومة الاحتلال ليس بطي صفحة منظمة التحرير الفلسطينية من سجل التاريخ الفلسطيني المعاصر وحسب بل بمحو كل ماله صلة بالهوية والشخصية الوطنية الفلسطينية وقيم الحرية والتحرر التي تجاوزت الجغرافيا الفلسطينية لتعم الوطن العربي والإقليم حتى بلغت القارات الست.

يمكن للمتتبع بدقة رؤية اتجاه الحملات الدعائية المبرمجة على منظمة التحرير الفلسطينية وقائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية محمود عباس رئيس الشعب الفلسطيني وتلمس تفاصيل (المؤامرة الصاروخية) هذه المرة إذا أحسن قراءة ما تنطقه ألسنة أزلام هذا المحور كرؤساء تحرير صحف موالين منتقين على أسس ولاء مذهبي وسياسي محترفي دعاية واتصال أو سياسيين في مواقع قيادية في تنظيمات وفصائل فلسطينية وآخرين يبعثون برسائل عبر مواقفهم ومقالاتهم ما يوحي باستعدادهم لتقديم خدمات (للسادة) الذين أنعشهم تبجيل قادة فصائل منحوهم فضل (الانتصار الإلهي الرباني) حسب توصيفهم فيما العالم يعلم أنه كان عدوانا إسرائيليا دفع الشعب الفلسطيني مقابل الصمود بوجه إعصاره المدمر دماء طاهرة غزيرة بريئة ويمكننا القول أكثر إن بعضًا من هؤلاء ذهبوا إلى حد المطالبة بإقالة الرئيس محمود عباس أبو مازن في أوضح موقف مساند لبلفور الثاني صاحب الخطة الاستعمارية الجديدة دونالد ترامب الذي ما تلقى من قائد الشعب الفلسطيني أبو مازن إلا ما يليق بكرامة وعزة الشعب الفلسطيني الذي منحه الثقة والأمانة رغم حصار سياسي ومالي ساعدته في تطبيقه أنظمة هرولت للتطبيع مع منظومة مشروع استعماري عنصري احتلالي ظنًا منها أنه قدر المنطقة وزمانها ولم يدركوا أن الشعوب المؤمنة بحقوقها وحتمية انتزاع حريتها لا تقر ولا تعترف ولا تخضع إلا لقدر تصنعه بإرادتها وها هو بنيامين نتنياهو القبضة الحديدية لترامب آيل للسقوط أيضا بين ليلة وضحاها.

عند كل منعطف إيجابي في مسار القضية الفلسطينية وعندما تتعاظم صورة الالتفاف الشعبي الفلسطيني حول موقف القيادة ورؤيتها وبرنامجها للصراع مع مشروع الاحتلال والاستعمار العنصري (إسرائيل) يتم إشهار الرغبة القديمة الجديدة برؤية منظمة التحرير الفلسطينية جثة هامدة في تابوت وهم يعلمون تماما أن المنظمة تعني الإنجاز الأعظم لشعب فلسطين في مواجهة مشروع صهيوني أنكر وجوده أصلًا وتعني قيم التحرر والحرية والاستقلال والقرار الوطني المستقل وأن المتعاونين معهم حتى وإن كانوا بين صفوف الشعب الفلسطيني ينفذون خططهم ومطالبهم لأنهم لا يؤمنون بمبدأ الانتماء للوطن أصلا وإنما للجماعات اللاوطنية ولقوى الإقليم.

فشلت أنظمة عربية في عمليات لا تعد ولا تحصى لسلب القرار الوطني الفلسطيني المستقل عبر السيطرة على منظمة التحرير من الداخل وضربتها عسكريًا وسياسيًا بالتنسيق مع منظومة الاحتلال الاستعمارية العنصرية ( إسرائيل) ونحن على يقين أن أي حملة على المنظمة بقصد إلغائها أو طي صفحتها – كما قال أحدهم – ستفشل حتى لو تم تمريرها تحت يافطة عنوانها حق ولكن يراد به باطل.. فحركة التحرر الوطنية الفلسطينية ( م.ت .ف ) كانت ولا تزال صاحبة اليد العليا في المقاومة وصانعتها لكن لكل يوم ما يناسبه.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا