الرئيسيةمختاراتمقالاتنيويورك تايمز والسبعة وستون طفلًا

نيويورك تايمز والسبعة وستون طفلًا

بقلم: الأسير أسامة الأشقر

لم يكن هذا خبرًا عاديا تتناوله صحيفة عادية فوقع الحدث كان أشبه بالزلزال على الضمائر الحية ولم تستطع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية القفز عن هذه الجريمة فعلقت جرس الإنذار تعبيرًا عن صدمة العالم وضيقه بممارسات الاحتلال البشعة، هذه الممارسات التي تجاوزت كل حدود المنطق والمعقول، فأصبح محو عائلات كاملة من السجل المدني وقتلها بدم بارد سياسة إسرائيل الدائمة فمنذ العام 1948 وإسرائيل تبتدع سياسة القتل الجماعي ولكن المختلف هذه المرة هو انكشاف هذه الجرائم للعالم بل إنها بثت على شاشات الفضائيات والإعلام الرقمي مباشرة، فكانت تلك المشاهد المؤذية والصادمة ناقوس خطر يدق أمام العالم، فلم تستطع صحيفة بحجم وتاريخ نيويورك تايمز تجاهله والمرور عنه مرور الكرام ما استدعى من صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن تحذو حذو الصحيفة الأميركية الأبرز، هذا الحدث الهام في تاريخ الإعلام يشكل لكل مناصري القضية الفلسطينية فرصة هامة للبناء عليها وجهوزية الجهود الجماهيرية في مختلف الساحات الدولية فلدينا فرصة ذهبية يجب استغلالها أفضل استغلال فما يحدث في العالم أجمع الآن من مد شعبي وتعاطف دولي ومواقف سياسية داعمة للقضية الفلسطينية يجعل من إمكانية تحقيق إنجاز تاريخي أمرا ممكن الحدوث فلم نشهد منذ سنوات طويلة هذا الزخم السياسي الدولي والإقليمي المرافق لبعض التغيير في سياسة أميركا تجاه القضية الفلسطينية بالإضافة لتراجع اليمين الإسرائيلي وفشله في تشكيل حكومة متماسكة قادرة على تنفيذ سياساته يجعل من ضرورة تحرك الفلسطينيين بشكل مختلف هذه المرة.

لذلك المطلوب الآن أن يقوم الفلسطينيون بإنتاج حالة وطنية جامعة تكون قادرة على التعاطي مع المعطيات الجديدة فالعالم ينتظر من الفلسطينيين أن يكونوا قادرين على تجاوز خلافاتهم وتوحيد صفوفهم في إطار استراتيجية واضحة تكون الغاية الأساسية منها إقامة دولة فلسطينية على حدود عام67 بعاصمتها القدس الشرقية، هذا الأمر الذي سيعني بكل تأكيد جاهزية الفلسطينيين للاستحقاق القادم ما سيلقي الكرة في الملعب الدولي مرة أخرى فإما أن يستطيع العالم إجبار إسرائيل على الرضوخ لمطالب الشعب الفلسطيني العادلة وإما أننا سنعود لذات الحلقة المفرغة من الجرائم الإسرائيلية والردود الفلسطينية عليها ما سيكون له أثر كارثي على آفاق الحلول المقترحة بحيث يصبح أي حديث عن حلول دائمة أو مؤقتة مجرد أحلام لا معنى لها على أرض الواقع فالإجراءات الاحتلالية تمنع أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية قادرة على أن تلبي الطموحات الفلسطينية للشعب الفلسطيني.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا