الرئيسيةأخبارعربية ودوليةد. سمير غطاس: مصر تحولت من دور وسيط إلى شريك بين الفلسطينيين...

د. سمير غطاس: مصر تحولت من دور وسيط إلى شريك بين الفلسطينيين والاحتلال

  • فيتو أمريكي إسرائيلي على انفراد حماس بعملية إعادة الإعمار
  • على حماس إن تتجنب من يدفعها الى خيار النحر أو الانتحار
  • طالما ترفض حماس الاعتراف بالرباعية وإسرائيل فلتترك الحكم للمنظمة.
  • حكومة وحدة وطنية مخرج لإشراك حماس في إعادة الإعمار
  • مصر تعمل في ثلاث مسارات .. “وقف إطلاق النار.. هدنة طويلة الأمد.. حل سياسي”.
  • الإنجاز الذي حققته حماس يجب المحافظة عليه والبندقية تزرع والسياسة تحصد

أكد البرلماني المصري السابق والخبير في العلاقات المصرية الفلسطينية د. سمير غطاس، أن مصر تحولت من دور الوسيط بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال الإسرائيلي إلى دور الشريك، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها القدس والضفة وقطاع غزة، وأدركت أمريكا أن مفتاح وقف اطلاق النار الأخير بيد مصر ولجأت إليها، ومن ثم تواصل جهودها للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد مرتبطة بالإعمار، وفتح الآفاق حول حل النهائي يضمن للفلسطينيين إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

من جهة أخرى، قال غطاس في حوار خاص مع موقع “زوايا”، أنه في حال تمسكت حماس بتطوير سلاحها بعد الانجاز الأخير، فهذا استمرار لرهن حماس موقفها بالموقف الإيراني وحينها تضر شعبها وستذهب إما للنحر أو الانتحار.

وأضاف غطاس، أن حماس حققت انجاز ويجب البناء عليه سياسياً لأن البندقية تزرع والسياسة تحصد، موضحاً أنه في حال أصرت حماس على موقفها بمواصلة التسلح فستتحمل المسؤولية وستذهب للانتحار.

اقرا أيضاً: الاحتلال يستغل التوتر لفرض وقائع جديدة على الأرض ضد مصالح الفلسطينيين

وعن إمكانية توحد الفلسطينيين بما فيهم حركة حماس تحت مظلة منظمة التحرير، تساءل غطاس، من الذي يمنع تحقيق هذا الهدف؟ مشيراً إلى أنه حضر شخصياً توقيع اتفاق 2009 واتفاق 2011 في القاهرة 2013 بين خالد مشعل والرئيس “أبو مازن” وحدهما ورفض الجميع حضور اللقاء، وفي 2014 في بيت اسماعيل هنية اتفاق الشاطئ. وفي 2017 يحيى السنوار وقع أمامي على اتفاق مجدول، متسائلاً من الذي منع هذا؟

وحث غطاس حركة حماس التي لا تريد الاعتراف بإسرائيل وشروط الرباعية وتقبل بدولة على حدود 67، الى الابتعاد عن الحكم ، لافتاً إلى أن حكومة وحدة وطنية هي مخرج لإعادة إعمار قطاع غزة تكون حماس جزء من الحكومة.

إليكم نص الحوار كاملاً:

ما أهداف الحراك المصري الجديد والقوي صوب القضية الفلسطينية؟

الحراك المصري الجديد تغير بالانتقال من دور الوسيط الى دور الشريك، في كل المعارك السابقة كانت مصر تلعب دور الوسيط وتكتفي بهذا الدور نتيجة عدة عوامل. الان تغير الى دور الشريك بمباركة أمريكية ودولية أوروبية وإقليمية ولم يكتفِ بالتوصل إلى وقف إطلاق النار. وإنما سيقود كل المراحل التالية، هذا الذي يفسر الحراك المصري الحالي والمستقبلي، تتحرك أولا حتى تحافظ على الزخم الذي بدأته بالتوصل الى وقف اطلاق النار بعد ان حاولت الولايات المتحدة اسناد هذا الدور الى عدد من الدول الإقليمية، لكنها اكتشفت ان مصر تمتلك القدرة للقيام بهذا الدور كما بدى خلال اتصالات الرئيس الأمريكي بنظيره المصري، كل ذلك يؤكد ان مصر تلعب دور الشريك.

الحراك المصري يتحرك على مسارات متوازية حتى يحقق ثلاث أهداف كبرى:

أولاً: تثبيت وقف اطلاق النار وثانيا هدنة طويلة الأمد مرتبطة بإعادة الاعمار مرة أخرى وهذا المرحلة ستكون ناقصة ما لم ترتبط بالمرحلة الثالثة وهي فتح الافاق حول حل النهائي يضمن للفلسطينيين إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، ونشهد حراك متعدد مثل وزير الخارجية الإسرائيلي لمصر، وزيارة رئيس المخابرات المصرية على رأس وفد كبير الى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وهذه علامات هذا الحراك الذي سيستمر، وقريبا ستدعو مصر الى مؤتمر المانحين لإعادة الاعمار، كما اتفق رئيس مخابرات المصرية مع الرئيس أبو مازن على دعوة الفصائل الفلسطينية الى زيارة مصر للتوصل لإقامه حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الفصائل خاصة حركة حماس حتى تفتح الطريق امام إعادة اعمار قطاع غزة، والكل يعرف ان الولايات المتحدة وإسرائيل وضعت الفيتو على إشراك حركة حماس في أي عملية لإعادة الاعمار مرة أخرى، لذلك تجاوز هذا الفيتو يكون عبر حكومة وطنية تسمي خلاها حماس أعضاء لها للمشاركة وبالتالي تضمن مشاركتها.

هل تشكيل حكومة وحدة وطنية يعني إلغاء الانتخابات؟

طالما ان إسرائيل لم تسمح بإجراء الانتخابات بالقدس ولا يجب أن نشرعن ما قاله ترامب ولا يمكن نرفض صفقة القرن، ثم الرجوع بالموافقة عليها، لذلك ما لم تجري الانتخابات بالقدس لن تجري انتخابات، وهذا يجب ان نعمل عمل عليه بضغط شديد، خاصة بعد اعلان الرئيس بايدن فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية وهذه ضربة لصفقة ترامب، والأمريكان قالوا يبقى الوضع على ما هو عليه بمعنى ان القدس لازالت أراضي محتلة منذ 67 والذي يطالب بانتخابات بغض النظر عن القدس فليذهب ويخون ويقف مع ترامب.

هل التوليفية الحزبية لتشكيل حكومة اسرائيلية يمكن ان تساهم في التوجه الامريكي؟

على الأقل إزاحة نتنياهو هذا مطلب إسرائيلي عربي فلسطيني، من اجل إزاحة نتنياهو الذي يعتبر أطول رئيس وزراء لإسرائيل بما يفوق بن غوريون، وهذا الرجل الذي نعرف قدرته على قيادة اليمين والتمويه والمماطلة وهو يرفض إقامة الدولة، الان جاء وقت ازاحة نتنياهو.

طبعا الدولة الفلسطينية لم تتحقق الان ولا في المستقبل القريب، هذه مسألة صعبة وتحتاج الى جهد أكبر مما نبذله الان، لكن حكومة وسط يمين قد تفسح الطريق وسط المتغير الأمريكي، والواضح من اخر مكالمة بين بايدن ونتنياهو، قال له العالم يتغير. لأول مرة في الحزب الديمقراطي الحاكم هناك كتلة كبيرة تعارض إسرائيل، شاهدنا هذه الأيام خرجت مظاهرة مليونية في واشنطن هذا لم يحدث من قبل. خمسون شخص في حملة بايدن قالوا له يجب ان نعامل إسرائيل كدولة ليست فوق القانون، وكذلك الحراك في أوروبا، كل ذلك يؤشر الى تحول يجب ان نحافظ عليه ونبني عليه من اجل الدخول في مفاوضات حقيقية على قاعدة المبادرة العربية وحل الدولتين التي تحتاج عمل اكثر وتحالفات أكبر الرباعية الدولية لأول مرة منذ ست سنوات تجتمع وتقول انها تدعو الى حل الدولتين.

الى ماذا تعزو هذا الحراك النشط في المنطقة؟

كل الدول في المنطقة إما وافقت على تحرك الادارة الأمريكية بقيادة بايدن او صمتت، لم يكن احد يتحدث عن القضية الفلسطينية بما فيها مصر، الآن الوضع تغير. الان يعاد فتح الأفق حول حل الدولتين.

في حال تمسكت حماس والمقاومة بتطوير سلاحها خاصة بعد الانجاز الاخير.. كيف ستتعامل مصر والعالم مع هذا الموقف؟

اذا بقيت حماس تراهن على الموقف الإيراني فهي تضر شعبها ونفسها وستذهب اما للنحر او للانتحار. وتقديرات الاستخبارات الاسرائيلية (أمان) الذي تقود تقدير الموقف في تل ابيب، تقول ان حماس تنحو الى التسوية والتهدئة بعيدا عن البروباغندا لأن الخسائر كبيرة وفادحة، ولا يمكن أن نحمل الشعب الفلسطيني اكثر ما تحمل، الان حققت انجاز يجب البناء عليه سياسيا، البندقية تزرع والسياسة تحصد اذا أصرت حماس على مواصلة هذا النهج ستتحمل المسئولية وستذهب للنحر أو الانتحار ونحن لا نريد ذلك بالمناسبة.

هل يمكن ان نشهد توحد الفلسطينيين تحت مظلة منظمة التحرير؟

من الذي كان يمنع ذلك، انا حضرت شخصيا اتفاق 2009 واتفاق 2011 في القاهرة 2013 بين خالد مشعل والرئيس “أبو مازن” وحدهما ورفض الجميع حضور اللقاء، وفي 2014 في بيت اسماعيل هنية اتفاق الشاطئ. وفي 2017 يحيى السنوار وقع أمامي على اتفاق مجدول من الذي منع هذا؟

ثانيا: نتنياهو كان متواطئا على إبقاء الوضع في غزة على ما هو عليه حماس تبقى موجودة نتنياهو يتهم حماس انها تريد هدم إسرائيل وفي نفس الوقت يسمح بإدخال 30 مليون من المنحة القطرية.

هل بإمكان مصر اقناع حماس لعملية تبدأ بهدنة وتنتهي بعملية سياسية؟

لدي سؤال كبير للإخوة في حماس، اليس شعارهم هي لله لا للسلطة ولا للجاه، لماذا يتمسكون بالسلطة الحكم الذاتي؟ ما الذي يمنعهم من الدخول للوحدة الوطنية بعد التوقيع على خمس اتفاقيات للشراكة الوطنية.
بما انها (حماس) لا تريد ان تعترف بإسرائيل ولا بالقرارات الدولية ابتعدوا عن الحكم، واتركوا السلطة ومنظمة التحرير تدير هذه الأمور وتتحمل النتائج، رغم أن برنامج حماس يتطابق تمام مع برنامج منظمة التحرير، الان في زهوة ما يسمى ب “النصر” وأذكر ان السنة الفائتة شهدت هبة “بدنا نعيش” هذا الوضع لا يمكن أن يستمر مع تدمير المحلات والمصانع ونسبة البطالة 80%، و زهوة النصر ستنتهي الأسبوع القادم .. السؤال ماذا بعد؟

الموقف الاوروبي بارد والموقف الأمريكي أكثر حيوية .. لماذا؟

أوروبا كانت تكتفي بالتمويل وتلعب دور المتفرج، ونحن لم نعمل لتطوير موقفها، الان توجد ضرورة لعمل تحالفات جديدة مع الصين والقوى العظمى الذي تنافس الولايات المتحدة، الصين تقول انها مع حل الدولتين بجانب الرباعية الدولية ويمكن ان تحيي الرباعية وكذلك الدفع بقوة مع الاتحاد الأوروبي لأننا مقبلون على مرحلة شاقة جدا في ظل سيطرة اليمين الإسرائيلي على الكنيست بوجود 75 نائب يميني من 120 أعضاء.

أؤكد حتى في وجود حكومة يمين وسط ورغم أن اليمين الإسرائيلي قوي لا يوجد في إسرائيل من يستطيع ان يعاند امريكا اذا وجدت امريكا الحل وقررت الحل في الشرق الأوسط وأذكرك العدوان الثلاثي على مصر وقرار أمريكا بوقف العدوان، وكذلك عندما رفض شامير في مدريد 1991 فرضت امريكا عملية السلام.

ما مؤشرات جدية الادارة الامريكية؟

يوجد توازنات كثيرة داخل الولايات المتحدة، لا يعتقد احد انها ستتخلى عن إسرائيل من اول رئيس لأمريكا حتى بايدن الجميع يجدد تعهده بالحفاظ على امن إسرائيل وتفوقها العسكري في المنطقة، ولكن تعمل واشنطن على انقاذ إسرائيل من يمينها الغبي وتطرفها الذي يقودها الى مسارات خسارة وانهيار إسرائيل ومن كان يتصور ان صحيفة نيويورك تايم ستعرض خبر رئيسي عن جريمة إسرائيل مع 67 صورة للأطفال استشهدوا خلال العدوان.

وسأقول لك ما هو أهم 82% من يهود الولايات المتحدة صوتوا لفوز بايدن بالرغم من كل ما فعله ترامب لإسرائيل، مما ادى الى تراجع تأثير الأيباك على البيت الأبيض، اليهود في امريكا يريدوا انقاذ اسرائيل من تطرفها.

زوايا

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا