من هناك، من مكان تعانُق وتآخي الهلال مع الصليب، ودعت فلسطين وقرية عين عريك د.حنا عيسى، فدق جرس الكنيسة اليوم نغمة الحزن، مودعا المناضل إلى مثواه الأخير.
شاركت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا في تشييع جثمان د.حنا عيسى بموكب عسكري مهيب وانطلق موكب التشييع من أمام مجمع فلسطين الطبي، قبل أن ينطلق الموكب باتجاه كنيسة رقاد العذراء للروم الأرثوذكس في القرية، وصولا إلى مقبرة القرية.
وألقيت عدة كلمات رثاءا للمناضل د.حنا عيسى وألقى عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس.
وقال زكي ” إننا نوجه التحية و التقدير لهذه البلدة العظيمة، الذي عرفنا من رجالها التميز في العلم والفكر، وإننا فقدنا فارس من فرساننا الإعزاء ومن صعب مفارته ولكنها سنة الله”.
وتابع زكي”إن المناضل أفنى حياته باحثا في تكذيب رواية الاحتلال، ومؤكدا على عروبة فلسطين، كما وكان مؤمنا بأن التاريخ سيسجل الإنتصار الاخير للشعب الفلسطيني.
وقالت عائلة الراحل في كلمة ألقاها ابنها اسرار هيلانه” نقف لنودع المناضل والمفكر، والإنسان المستقيم الذي عاش في كنف عائلة مناضلة قدمت الشهداء والأسرى ، كما ونستق الحزن ونشيح عن أطراف عيوننا الدمع، ونؤكد على خصاله التي جذرها في حياته ورسالته بخطى مستقيمة وثابتة فهو الإنسان الوحدوي الذي يتسع فكره ويتقبل الآخر.
من جهته، قال أحمد خطاب في كلمته نيابة عن الفعاليات والمؤسسات والمجلس القروي لعين عريك، “اننا ما زلنا بحاجة لعلم وابداع الراحل، فهو الذي كان خير مبدع ومفكر، وموسوعة في المعرفة والثقافة والقانون”.
المناضل الوطني الفلسطيني دكتور حنا عيسى، توفي مساء الأثنين، وهو عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطنية الفلسطينية “فتح” والأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس، من مواليد قرية عين عريك برام الله، وحاصل على شهادة الدكتوراه بالقانون الدولي عام 1988، وله العديد من المؤلفات منها كتاب (الشرق الأوسط والقانون الدولي)
وتبوأ الراحل عيسى مناصب عدة في السلطة الوطنية الفلسطينية، كان أبرزها مدير عام وزارة العدل، ووكيل وزارة العدل المساعد، ووكيل الشؤون المسيحية المساعد في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، إضافة لتمثيل دولة فلسطين في العديد من المؤتمرات الإقليمية والدولية، وهو عضو مستشار في منظمة أديان من أجل السلام العالمية، وقد تقلد وسام صليب القبر المقدس.
ونعى الرئيس محمود عباس الفقيد ، مثنياً على مناقب الفقيد، الذي أفنى حياته في الدفاع عن حقوق شعبنا، وأعرب الرئيس عن تعازيه الحارة لعائلة الفقيد، سائلا، المولى عز وجل، أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وقال رئيس الوزراء د.محمد اشتية إن وفاة د.حنا عيسى، خسارة لشعبنا وقضيته العادلة التي نذر الفقيد حياته للدفاع عنها وتفنيد المزاعم الإسرائيلية إزائها، من خلال موقعه كأستاذ للقانون الدولي، وممثل لدولة فلسطين في المؤتمرات الإقليمية والدولية.
الحياة الجديدة – سعيد شلو
