الرئيسيةمختاراتمقالاتالثوابت الفلسطينية تزداد رسوخا والمسلمات الإسرائيلية تزداد انكشافا

الثوابت الفلسطينية تزداد رسوخا والمسلمات الإسرائيلية تزداد انكشافا

بقلم: يحيى رباح

يجب أن تتضاعف ثقتنا بأنفسنا بأننا على حق وأننا نستحق ثوابتنا الوطنية الراسخة في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي هو أبشع احتلال في التاريخ الإنساني، وهو احتلال صنعته وحمته قوى دولية في عصر الاستعمار ظنا منها أن إسرائيل لن تكون سوى أداة لها وهي مهيأة دائما لتكون الأداة القذرة في قلب المنطقة العربية، تحارب أي صيغة للتوحد العربي صيغة مفيدة وتعمل جاهدة، لتكون هي الخصم والحكم، بل لتكون من يحدد لنا قائمة الأعداء وقائمة الأصدقاء.

ومن يراقب المشهد في المنطقة بعد موجة التطبيع الأخيرة الذي صنعها دونالد ترامب قبل سقوطه، وتغنى بها نتنياهو قبل سقوطه هو الآخر، من يراقب يلاحظ على الفور أن المبالغة الترامبية والإسرائيلية كانت شبيهة إلى حد بعيد برقصات في الظلام، وأن المطبعين العرب دفعوا ثمن البضاعة قبل أن يستعملوها، وهذا يخلق نوعا من المبالغة في الوهم ونوعا من المبالغة في التأثير، فلقد ظل الواقع كما هو، المطبعون يتحدثون عن مكاسب وإنجازات كاذبة، والإسرائيليون يزدادون انكشافا، وأكبر حلقة في مسلسل الانكشاف هي العمل في المستوطنات وإعطاؤها الشرعية، لكن الاستيطان والمستوطنات والمستوطنين يكتشفون كل يوم أن الفلسطينيين صامدون أكثر وأن رؤيتهم أكثر شمولا، بينما الاستيطان يهتز تحت أقدام أصحابه والمراهنين عليه، فهو لصوصية قذرة وهو استفزاز للإرادة الدولية، وهو كالمتحزم بالأكاذيب فما إن يميط الحزام حتى تظهر كل الحقائق المخفية.

يائير لبيد رئيس الائتلاف الذي أسقط نتنياهو وصنع حليفه القليل الشأن نتالي بينيت في “بوز المدفع” كما يقولون عندما جعله رئيس الوزراء أولا، فهو من خلال خيباته يستكشف الصعوبات عبر تورطات بينيت وردود الأفعال السلبية والمانعة ليعرف كيف يتصرف في المستقبل.

وسط هذه المعركة الصعبة جدا، يجب علينا فلسطينيا أن نكون حذرين جدا جدا لأن الانسياق وراء عزف ألحان لا تخصنا، واستخدام قاموس إعلامي وسياسي، لا يخدم مصالحنا، بالعكس فبعض العازفين يريدون استخدام جرحنا، وبطولتنا، وأحقية مشروعنا الوطني لمصالحهم التي لا مصلحة لنا فيها، شعبنا واع جدا، وما يلزم لقضيتنا محرم على أي طرف آخر فالفلسطينيون ليست قليلة تجاربهم التي تقول لهم إن قضيتهم هي الأحق بكل جهد مخلص، ولن نستهلك زيتنا المقدس في أعراس الوهم والهروب.

فلسطين هي أول من بشر بقداسة الدم المقاوم، وقداسة الصبر العظيم، وهي لن تشترك في أي جوقة تحترف الغناء في أعراس الآخرين المخادعة، وعندما تكون الثقة كبيرة بحقوقنا وثوابتنا، فلن تتبرع بها في رقصات الآخرين سواء اعتبروا أنفسهم ملائكة أو شياطين، فلسطين هي أول الكلام وآخر الكلام، وهي أول من أعطى كل أمل، وأول من بشر بكل فجر جديد.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا