الرئيسيةأخباررياضيةاللعب من أجل فلسطين: كيف انتقل عدي الدباغ من الاحتلال إلى النخبة...

اللعب من أجل فلسطين: كيف انتقل عدي الدباغ من الاحتلال إلى النخبة الأوروبية

نشرت مجلة “Tribune” البريطانية مقالا هاما حول مهاجم منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم عدي الدباغ تحت عنوان: اللعب من أجل فلسطين: كيف انتقل عدي الدباغ من الاحتلال إلى النخبة الأوروبية.

بقلم: كيرون مونكس

في هذا الصيف، أصبح عدي الدباغ أول لاعب كرة قدم فلسطيني محلي المنشأ يلعب في الدوريات الأوروبية الكبرى – قصته هي من أحدث الرموز لمقاومة عقود من الاحتلال.

في الدقيقة 80 من الفوز الروتيني لبورتو على أرضه في أواخر أغسطس، أجرى الفريق الضيف تبديلًا.

يتأخر أروكا 0-3 لكن عدي الدباغ يستمتع بلمسة رائعة في أول ظهور له.

يسدد تسديدة الفريق الخطرة الوحيدة على مرمى المنافس طوال المباراة، ويصارع المدافع بيبي الفائز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات ويحصل على بطاقة صفراء لعرقلته لاعب الفريق المنافس. دقائق فقط لعبها قبل صافرة النهاية، لكن ظهرت المقاطع على اليوتيوب وغمرت صفحة أروكا على الانستغرام الفيديوهات التي تحمل الاعجاب بالتعاقد الجديد.

كان لأول فلسطيني نشأ محلياً موجود في إحدى دوريات النخبة الأوروبية لحظة ذات نكهة مميزة للاستمتاع بها.

في الأسابيع التي سبقت الإعلان الرسمي عن انتقال الدباغ من بطل الدوري الكويتي نادي العربي، تحمّل جمهوره المخلص انتظاراً شديداً للموافقة على تأشيرته، والذي أغضب ملك الانتقالات في كرة القدم الصحفي الإيطالي فابريزيو رومانو للحصول على أي تحديثات بهذا الشأن.

هنالك مجموعة من لاعبي كرة القدم من فلسطيني الشتات الذين وصلوا الى مستويات مشابهه في كرة القدم، مثل أرجنتيني المولد دانيال مصطفى، الذي كان ذات يوم في نادي بيلينينسيش Belenenses”” البرتغالي . لكن الدباغ هو الأول الصاعد من كرة القدم الفلسطينية المحلية الذي يصل لهذا المستوى.

فبعد أيام قليلة من الكشف عن المهاجم الجديد لنادي أروكا، صعد الدوري البرتغالي إلى المركز الخامس في تصنيفات الاتحاد الأوروبي “بتأثير الدباغ”، ليصعد فوق الدوري الفرنسي الأول. تم اثارة تلميحات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن هذا يعني أن الدباغ سيلعب بمستوى أعلى من ليونيل ميسي.

هناك اعتقاد راسخ في الكرة الفلسطينية، ولدى اللاعب نفسه، بأن نجمه سيستمر بالصعود.

للجمهور : يدرك الدباغ أثر نجاحه في وطنه وهذا ما يلهمه للاستمرار.

قال الدباغ مجيباً على بعض الأسئلة: “بالطبع هذا شعور رائع ومصدر فخر ليس فقط بالنسبة لي، ولكن لجميع الفلسطينيين”. “آمل أن أتمكن من اللعب بشكل جيد وأن أكون سفيراً للاعبين الفلسطينيين”.

اكتشف الدباغ لعبة كرة القدم أثناء نشأته في البلدة القديمة في القدس، حيث كان يمارس المهارات التي يصنعها اثناء مشاهدة روبن فان بيرسي وهو يلعب على الأرض المصنوعة من الحجارة القديمة. حيث تركت هذه المعالم بعض الأثار على اللمسة النهائية الفطرية للدباغ، على الرغم من كونه يسدد برأسه أكثر من ملهمه الهولندي.

في سن 16 عاماً، لعب الدباغ في فريق هلال القدس في دوري المحترفين في فلسطين وسجل ثلاثة أهداف في أول موسم له.

يقول روبرتو كاتلون، الفلسطيني التشيلي الذي لعب إلى جانب الدباغ في ذلك الموسم: “يمكنك أن ترى أنه يتمتع بمهارات وصفات تفوق بقية زملائه في الفريق”. “كان لديه عقلية المنافسة عالية المستوى… والتواضع لمواصلة التحسن”.

واصل هلال القدس الفوز باللقب المحلي في كل من المواسم الثلاثة المتتالية، مع زيادة تسجيل الدباغ بشكل متزايد. حيث أنهى موسم 2018/19 في صدارة هدّافي الدوري برصيد 16 هدفاً، ووصل إلى أعلى حصيلة للاعب فلسطيني في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، المنافسة التي تعادلها بطولة الدوري الأوروبي. وكان الدباغ قد دخل بقوة في صفوف المنتخب الوطني وسجل هدفه الأول لفلسطين في عمر 19 عاماً.

كانت لعبة كرة القدم بسيطة ونادرة في ظل الاحتلال. حيث تعرضت المباريات للتأخير بسبب حواجز التفتيش. وتعرض الملعب البيتي لكل من نادي هلال القدس والمنتخب الفلسطيني “ستاد فيصل الحسيني” للإخلاء عدة مرات بسبب التعرض للغاز المسيل للدموع من قبل الجيش الإسرائيلي. مُنع اللاعبون من تصاريح السفر إلى الخارج، ورفضت فرق من دول عربية أخرى اللعب على أرض فلسطين وذلك بحجة تجنب التطبيع مع إسرائيل.

تعرض زميل الدباغ في المنتخب الوطني سامح مراعبة للغياب عن العديد من المباريات الرسمية، وذلك بسبب قضائه ثمانية أشهر في السجون الإسرائيلية تحت مفهوم “الاعتقال الإداري” – وهو الوضع الذي يسمح للإسرائيليين بحبس الفلسطينيين في السجن إلى أجل غير مسمى من دون توجيه أي تهمة – حيث عانى العديد من اللاعبين الفلسطينيين من نفس المصير. في شهر آيار/مايو تعرضت المدن الإسرائيلية لحملات من حشود غوغائية بحراسة امنية والتي استهدفت البحث عن العرب، والذي بسببه لم يتمكن اللاعبون الذين يعيشون داخل الخط الأخضر من الالتحاق بالمعسكرات التدريبية للمنتخب الوطني الفلسطيني، كما فقد لاعبان منزلهما أثناء القصف على غزة.

يقول الدباغ: “يواجه جميع الرياضيين الفلسطينيين تحديات بسبب الاحتلال”.

“ولكن بالمثابرة والتركيز ومواجهة التحديات وجهاً لوجه يمكنك تحقيق أهدافك وأحلامك”.

بحلول صيف 2019، كان المهاجم الشاب حريصاً على اللعب على مستوى أعلى، وكان العديد من المعجبين بلعبه يلاحقونه. ناقش الدباغ رحيله مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ووقع لصالح السالمية الكويتي في شهر تموز/يوليو.

كان موسمه الأول عبارة عن تجربة كسر فيها عظمة الترقوة، وأصيب بفايروس كوفيد-19، وكافح من أجل إثبات نفسه. لكنه ازدهر أثناء إعارته لنادي العربي في 2020-21، حيث فاز بلقب الدوري وجائزة الحذاء الذهبي.

في ذلك الوقت الذي حصل فيه النادي العربي على الكأس في شهر أيار/مايو، وهو ذات الوقت الذي اجتاحت به أعمال عنف دامية موطن الدباغ. بدوره نشر الدباغ إهداءً: “لبلدي فلسطين، التي يصعب كسرها. لأبناء شعبي الذين يرفضون الخضوع للإذلال، والذين لا يعرفون معنى الاستسلام أو الهزيمة”.

التعبير عن الهوية نجاح الدباغ أكثر من مجرد كرة قدم، كما يقول رمزي بارود، الكاتب الذي أمضى حياته يكتب عن الكفاح من أجل التحرير الفلسطيني.

يقول: “(كرة القدم) جزء لا يتجزأ من النضال الفلسطيني من أجل الحرية”، مشيراً إلى أن الأندية سميت على اسماء الشهداء، فيما يُعرف المنتخب الوطني باسم “الفدائيين” تيمناَ باسم المقاتلين الفدائيين.

يقول بارود: “عندما تم قبول المنتخب الفلسطيني كعضو في “الفيفا” عام 1995، كان لهذا الحدث الفردي معنى عميقاً للفلسطينيين في كل مكان”. “لم يكن مجرد خبر آخر في كرة القدم، ولكنه رمز لتأكيد الذات الجماعية لشعب يناضل من أجل الاعتراف والحرية، والأهم من ذلك إثبات الهوية ضد جميع المحاولات التي تهدف إلى محونا”.

كرة القدم هي أرض مواتية للفلسطينيين، كما يقول الصحفي المخضرم داوود كتّاب، مشيرا إلى التضامن الذي أبداه لاعبو كرة القدم خلال قصف غزة وفي جميع الملاعب حول العالم”.

ويقول أيضاَ: “كون الدباغ فلسطينياً سيكون مصدر اهتمام ودعم، كوّن كرة القدم كانت داعمة جداً للقضية الفلسطينية”.

ويشير كتّاب إلى أن أبرز رجال “الفيفا” يزورون فلسطين كثيراً، ليس بمحض إرادتهم ولكن بسبب رغبات دولهم الأعضاء. ومن المتوقع أن تكون القضية الفلسطينية ظاهرة للعيان في مونديال قطر العام المُقبل.

ويضيف كتّاب أن الدباغ يمكن أن يتصدى أيضاً لنزع الإنسانية الجماعية عن الفلسطينيين، مما يقوض التصور الإسرائيلي لأمة من الإرهابيين. “لاعب كرة قدم فلسطيني ناجح يقطع شوطاً طويلاً لكسر هذا التعميم.” الدباغ لا يخفي طموحه. ويقول: “أريد أن أصل إلى القمة على المستوى الرياضي وأن ألعب في أكبر بطولات الدوري في العالم”. هنالك شعب سيكون معي في كل خطوة على هذا الطريق”.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا