الرئيسيةمختاراتمقالاتالتجربة المدمجة للمقاومتين اللبنانيّة والفلسطينيّة بحفر الأنفاق طريق واحد إلى الحريّة

التجربة المدمجة للمقاومتين اللبنانيّة والفلسطينيّة بحفر الأنفاق طريق واحد إلى الحريّة

بقلم: الكاتب/السيد جمال عيسى “الحسني”

أنا قد كسرت القيد قيد مذلّتي وسحقت جلّادي صانع نكبتي ونسفت سجني وانطلقت عواصفًا، من هنا بدأت قصة العنفوان. نجاح تجربة حفر الأنفاق والانتصار على العدو إبداع ثوريّ خلّاق بدايته من معتقل أنصار في جنوب لبنان ولن ينتهي في معتقل جلبوع الصهيوني في بيسان جنوب فلسطين .

تشكل تجربة الثورة
الفيتنامية قوات (الفتكونغ) في حفر الأنفاق لمواجهة الاحتلال الأميركي لفيتنام الجنوبية تجربة ثورية رائدة جرى تطبيقها في بلادنا .

في 8 آب عام 1983 نجح القائد المقاوم الشهيد عاطف الدنف ابن بلدة بعلشمي اللبنانية وعضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي والملقب (ثائر) في قيادة مجموعة مكوّنة من 30 معتقلًا في معتقل أنصار جنوب لبنان إلى الحرية بحفر نفق استطاعوا حفره بأدوات معدنية بسيطة والفرار منه وتخطي الكشافات وأبراج المراقبة والدوريات والكلاب المدربة التي تجول حول معسكرات الاعتقال وبعد اكتشاف أمر فرارهم من داخل المعتقل وانتشارهم خارجه، نجح بعضهم في الوصول إلى أماكن آمنة في القرى المجاورة للمعتقل والبعض سقط بين شهيد وجريح وألقي القبض على الآخرين وإعادتهم إليه .
مرة أخرى تكررت التجربة وجرى حفر عدّة أنفاق ،عمل العدو على جرفها بالجرافات الثقيلة بعد اكتشاف بعضها بحفر خندق عريض حول المعتقل لمنع الهروب والتسلل سقط خلالها أربعة مقاومين يوم 4/ تشرين الثاني/1983: أذكر منهم الشهيد عباس بليطة ابن بلدة الغازية، والشهيد ابراهيم خضرا كذلك الشيهدين أحمد شعيتو وإبراهيم درويش .

شجاعة حفر الأنفاق والتفكير بالهروب بهذه الطريقة ليس من فعل الخيال بل تجربة ثورية رائدة حصلت في معتقل جلبوع بيسان جنوب فلسطين
عام 2014 في فلسطين ومنيت بالفشل ثم لتعاد المحاولة مرة ثانية بنجاح في نفس المعتقل حيث استفاق العدو على نمط ثوري جديد لم يكن بالحسابات الأمنية الصهيونية ، ففي رأس السنة العبرية وفجر يوم الاثنين وبعد منتصف الليل بعد الساعة الواحدة والنصف في 6 / 9 / 2021 نجحت أهم عملية هروب جريئة من المعتقلات الصهيونية من معتقل (جلبوع) الشديد الحراسة بعد دراسة طويلة ومعمقة لأماكن الضعف والقوة فيه توصل المقاومون إلى ثغرة دقيقة وضعيفة ونقطة مراقبة مهملة وتحديد مكانها بالضبط حيث جرى الحفر بملعقة بحسب وسائل الإعلام تحت حوض الحمام ،حفروا بكل شجاعة ورباطة جأش وصبرٍ يزلزل الجبال عدّة أمتار جرى تقديرها بطول 25 متر وفتحت مرور 40 سنتيمتر إلى خارج السجن .
يذكر أن السجن افتتح في العام 2004 بالقرب من سجن شطة في منطقة بيسان.
يتمتع السجن بطبيعة أمنية مشددة جدًا، ويوصف بأنه السجن الأشد حراسة.

سلاح إرادة الصبر والهامات العالية والعنفوان الفلسطيني والكرامة أقوى من سلاسل الاعتقال، فسقطت تحت أقدامهم أكذوبة الجيش الذي لا يقهر إلى جيش تقرّ قيادته بضعفه وهزيمة منظومته الأمنية أمام هذه العملية البطولية.

انتصر فيها السجين على السجان والعقل المقاوم على الاحتلال والاستيطان وأساليبه العنصرية المعادية للإنسانية بقوة الإرادة كرّس فيها المقاوم الفلسطيني الأسير إبداعه في مقاومة الاحتلال وهزيمته.
نعم الإرادة تنتصر على العدو والعين تقاوم المخرز ،
وفكرة الإبداع في العمل المقاوم واحدة من أنصار إلى جلبوع ومن عاطف وعباس وإبراهيم إلى القائد الفتحاوي عضو المجلس الثوري والقائد السابق لسرايا الأقصى زكريا زبيدي ورفاقه إخوة في النضال والحرية أبناء حركتيّ فتح والجهاد الإسلامي .

اعترفت وسائل إعلاميّة عبريّة، نقلا عن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، أنّ ستة أسرى فلسطينيين، تمكنوا من الفرار من معتقل “الجلبوع” الشديد الحراسة والحديث البناء .
قرب بيسان جنوب فلسطين .
بسم الله الرحمن الرحيم
وَجَعَلْنَا مِنۢ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَٰهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ .
صدق لله العلي العظيم
إنهم رجال صنعوا حريتهم بصمودهم وثباتهم بأيديهم المكافحة.
مبارك لهم ولفلسطين ولكل محبيها.
نجاح هروبهم من معتقل جلبوع الذي يُعتبر أحد أشد السجون الصهيونية حراسة في الكيان الغاصب، بين الساعة 1:30و 3:25 صباحًا وبعد حوالي نصف ساعة انكشف الأمر وبدأت المروحيات والطائرات المسيرة في إجراء عمليات التمشيط حول الموقع – في الوقت نفسه طُلب من المستوطنين المساعدة في عمليات البحث داخل المستوطنات…
الأسرى الذين فروا من سجن الجلبوع، من محافظة جنين وهم : محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من عرابة، معتقل منذ عام 1996، محكوم مدى الحياة، محمد قاسم عارضة (39 عاما) من عرابة معتقل منذ عام 2002، ومحكوم مدى الحياة، يعقوب محمود قادري (49 عاما) من بير الباشا معتقل منذ عام 2003، ومحكوم مدى الحياة، أيهم نايف كممجي (35 عاما) من كفر دان معتقل منذ عام 2006 ومحكوم مدى الحياة، وزكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين معتقل منذ عام 2019 وما يزال موقوفا، والمناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) المعتقل منذ عام 2019.
بحسب وسائل الإعلام وصل نمور الحريّة إلى قرية الناعورة المناضلة التى تقع في المنطقة الشمالية في فلسطين التاريخية ،استقبلهم أهلها الابطال قدموا لهم العون والمساندة، وابلغوهم انكم اصبحتم خط أحمر عند الشعب الفلسطيني ولن يسمح هذا الشعب الأبي المساس بكم أيها الابطال، يا من انتزعتم حريتكم بسواعدكم .
تشير التقارير الصحفية والاعلامية المرئيّة إلى دخولهم أحد المنازل في بلدة الناعورة حيث اغتسلوا وبدلوا ملابسهم وتناولوا الطعام ومن ثم خرجوا وإنّ (زكريا زبيدي) وقف على شرفة المنزل والمنشفه على كتفيه ووقف بشموخ امام كاميرا المراقبة، وتنشق الهواء وابتسم، واستودع الابطال الناعورة واهلها بسلام ومن ثم انطلقوا بحرية وسلام في الأراضي الفلسطينية .
إن عملية الهروب البطولية تشكل ضربة مؤلمة لمنظومة الأمن الصهيوني وأذرعه المتنوعة ومنهم المستعربين وبالتالي حطّمت هذه العملية نظرية الأمن الاستراتيجي للكيان الصهيوني ومعتقلاته مما استدعى العدو إلى اتخاذ إجراءات أكثر تشدّدًا ولجأ لإعادة توزيع المعتقلين متأثرًا بعملية الهروب البطولية.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا