وجع الشاعر

جمالية الحزن في شعر يحيى السماوي
وهو يستنطق فينا مواجعنا التي تدمج الحلم بالوطن والانسان والحياة الكريمة والخراب والضياع
من قصيدة ( يا أخت هارون )
{ البسيط المقطوع }
++++++++++++++++++
أبيات مختارة من القصيدة ( متفرقة )
..

أَكُلَّ يومٍ رُحى المأســاةِ تَطْحَنُنــــا
وَيَسْتَبيحُ الأســـى أَبْهى مَغانينـــا
……
وأننا – فرطَ ما نسعى لِتَفْرِقَةٍ
ببعضنا – نَحنُ أطمعنا أعادينا
…..
يا أخت هارون والمأساة أفدحها
أنَّ الزرازيرَ تصطاد الشواهينا !
….
وأننا قد رَأينا تحتَ داجيةٍ
مشانقاً فحسبناها بَساتينــــا
…..
مساكنٌ قد تركناها على مَضَضٍ
وقد دَخَلْنا إلى أخرى مَساكِينــــــا
نستَعْطفُ الدَّهرَ أن يزري بظالمنا
وأن يمنَّ على الأحبابِ بارينــــــــا
_________
حقيقة عندما قرأت هذه القصيدة لم أتمالك نفسي لأحبس دموعي على هذا الوطن المضاع ، الوطن المبتلى ، فكيف فعل ذلك السماوي وأنطق مواجعنا .. لله درك أيها الناطق بتراكماتنا الموجعة .وهنا أترك القارئ التمتع بهذه القصيدة الجميلة وهي تكلمنا جميعا حيث أننا نتشارك جميعا حلم الوطن الامن الجميل ، لكن القصيدة جمعت حلمنا بأوجاعنا .
( البسيط المقطوع )
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلن
مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعْلن
عروضه :
الخبن [فَعِلن]
الضرب مقطوعاً ب [فعْلن]

القصيدة كاملة
يا أُخْتَ هـــارون ما أَنْصَفْتِ هارونــــاً
ولا الأمينَ ، وأَمجـــــاداً ، ومأْمونـــــــا
يا أُختَ هـــارون هلاّ عُدْتِ فاتنــــــةً
عذراءَ تَلْبَسُ مــن دِيْبـــاجِ ماضينـــــا
يا أُختَ هـــارون قد فاضَــت مدامعُنا
وحسبُ كأسِكِ فاض اليومَ غِسْلِينــا!
يا أُختَ هارون ما أَبْقاكِ بيتَ دُجـــىً
وكان أَمْسُكِ شَمْســـاً في مآقيــــــنا؟
يا أُختَ هارون قَد جَفــتْ حناجُرنــا
من الصّرُاخِ وَقَدْ ذُلَّــتْ صَواريــــــنا
دالَتْ عليــنا صروفُ الدَّهْرِ وأنْقَلَبتْ
صروحُنا فإذا راياتُنـــــا الدُّونــــــى!
فأَيْنَ منكِ زمـــانٌ كان يَحْسَبُـــــــنا
فيه الطُغـــاةُ – على ظُلـــمٍ – بَراكينا
وأَيْنَ عَهْدُكِ بالمجدِ الذي نَبَضَــــــتْ
طيوبُهُ في فمِ الدُّنيــــــا تَلاحيْنـــــا؟
كأننا لمْ نكنْ حَقْـــــــلاً لذي سَغَبٍ
وللعدالةِ – في ماضٍ – مَوَازِيْنــــــا
يا أُختَ هارونَ يَومي صارَ يُخْجِلُني
وصارَ يُخْجِل “منصوراً” وهارونـــا
أَكُلَّ يومٍ رُحى المأســاةِ تَطْحَنُنــــا
وَيَسْتَبيحُ الأســـى أَبْهى مَغانينـــا؟
نحنُ الذين غَرَسنا في أضالِعنا
سيوفنا وَعَبَثنا في روابينــــــــأ !
مُسَيَّرون جموعاً لا خيــار لها
ونَحْسَبُ القاتلَ المأجورَ حامينا !
رماحنا لم تنلْ إلاّ أحبَّتَنـــــــــــا
ونارُنا لم تنلْ إلا أهالينـــــــــــــا !
وأننا – فرطَ ما نسعى لِتَفْرِقَةٍ
ببعضنا – نَحنُ أطمعنا أعادينا
يا أخت هارون والمأساة أفدحها
أنَّ الزرازيرَ تصطاد الشواهينا !
وأننا قد رَأينا تحتَ داجيةٍ
مشانقاً فحسبناها بَساتينــــا
يا أخت هارون ألقينا هوادجنــا
إلى المصائبِ ندعوها وتدعونا
يا أخت هارون أسْلَمْنا ركائبنا
عيوننا ، وَمَحَضنْاها مسارينا
نمشي بها خَبَباً والحُزنُ يزحَمُنا
وقدْ نُطيلُ وقوفاً خوفَ آتينـــــا !
” عيدٌ بأيةِ حالٍ عُدْت ” لا وطني
في مُقْلتي ، ولم يصدحْ محِبّونـــــــا
قَدْ غادَرتنا إلى قعرٍ مراكِبُنا
وأصْحَرَتْ منذْ أجيالٍ مَراسينا
مساكنٌ قد تركناها على مَضَضٍ
وقد دَخَلْنا إلى أخرى مَساكِينــــــا
نستَعْطفُ الدَّهرَ أن يزري بظالمنا
وأن يمنَّ على الأحبابِ بارينــــــــا
يا أخت هارون أقسى ما نُكابِدهُ
أنَ الهوى صار بعضاً من معاصينا
وحسبنا قدْ حَمَلْنا حُبَّنا نَسَغاً
فلا نعيشُ إذا مات الهوى فينا
ويا ” سماوةٌ ” إنَّ الحبَّ صَيَّرنا
” ولاّدةً ” تَستبي في البُعدِ ” زيدونا”
قلبي بهِ من عَذابِ الشوقِ مَذبَحةٌ
فهل ينوبُ لقاءٌ عن تجافينــــــا؟
ويا ” سماوةُ ” قنديلي به عَطَشٌ
لِنَجمِ لَيلِكِ .. لو عادتْ ليالينـــا!
” بِنتُم وبِنّا ” فلا الأعيادُ تقربنا
يوماً ، ولا منكم الأعراسُ تأتينا!
“أضحى التنائي بديلاً من تدانينا”
وعن مباهجنا نابَت مآسينــــــــــا!
“تَبَغْدَدَ ” القَهرُ يا ولاّدتي فإذا
سَكِيْنَةُ النَّفسِ قد أضحَتْ سكاكينا!
وما انتفاعي بمرآتي وقد فقأتْ
يدُ الصبابةِ والمنفى مآقينـــــــــا؟
نَنْأَى عن النَبعِ..عن دفءٍ وعافيةٍ
وقد غَدَونا – من البلوى – مجانينا!
ولادتي أشِراعٌ دون صاريةٍ
يُغري الرياحَ فنأتيكمْ مُحيينا؟
حرائقُ قد أتيناها طواعيــــــــةً
بأرضِنا ، وعلى قَسرٍ منافينا!
ويا سماوةٌ هل مازال شاطِِئنا
مُطارداً ورغيف الخبزِ مسجونا؟
ولاّدتي ليتنا لم نتخذْ قسماً
على الوفاءِ ….وليت الحُبَّ يجفونا!
بيني وبينك – لي سرٌ سأفضحهُ :
حيناً أقومُ .. وأجثو باكياً حينـــا!
يا أخت هارون ما زالت جَوارحنا
من بعدكم تشتهي غُسْلاً وتكفينـــا
أنا أبن حقلِكِ ..مُدّي بأرغفةٍ
لأشكرنَّكِ خبزاً كان أو طينا
أنا أبن حقلِكِ ..مُدّي بأرغفةٍ
سأشكرنَّكِ خبزاً كان أو طينا

الشاعر العربي العراقي المبدع يحيى السماوي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا