الرئيسيةمختاراتمقالاتالشعب المغربي يرفض التطبيع ويسقط حزب العدالة في الانتخابات النيابية

الشعب المغربي يرفض التطبيع ويسقط حزب العدالة في الانتخابات النيابية

بقلم: عمران الخطيب

الإنتخابات البرلمانية في المغرب تكشف عورة حزب العدالة والتنمية الإسلامي من 125 مقعداً إلى 12مقعد وهو المتفرع من جذور حركة الإخوان المسلمين، حيث قرر الشعب المغربي إسقاط حكومة العدالة التي لعبت دوراً استثنائي في التطبيع والعلاقات والزيارات المتبادلة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، وخاصة بعد أن انكشف الوجه القبيح لحكومة العدالة، واستقبال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي وتصريحاته الاستفزازية للدول المجاورة بحضور وزير الخارجية المغربي، إسقاط حزب العدالة كان أمر طبيعي ومتوقع وخاصة أن الشعب المغربي ينحاز إلى حقوق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة أن فلسطين شهدت مشاركة الجيش المغربي والاستشهاد في فلسطين، إضافة إلى إنخراط مئات الشباب من المغرب في صفوف الثورة الفلسطينية.

ان مدينة القدس التي يقع بداخلها حي وباب المغاربة ، إضافة إلى وجود العائلات المغربية المنتشرة فى مختلف المناطق الساحلية من الجليل إلى الفلسطيني إلى العاصمة الفلسطينية القدس، أي أن الشعب المغربي الشقيق كما هي الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، شاركت وشهدت الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها عصابات الاحتلال الإسرائيلي العنصري، منذ عام 1948حتى يومنا الحاضر، ومن المخزي والعار أن تدعي حركة الإخوان المسلمين وتفرعاتها المتعددة الأشكال بمختلف المسميات، أنها مع حقوق الشعب الفلسطيني، وعند وصولها إلى الحكم من خلال الانتخابات والاعتماد على الجمعيات الخيرية، حيث تقوم بتوزيع المساعدات الغذائية ومساعدات مالية شهرية، تجبر المنتفعين من كبار السن والأرامل والمطلقات والأيتام في التصويت في الانتخابات لصالح قوائم حزاب الإخوان المسلمين؛ لذلك تحقق أفضل النتائج المنشودة نتيجة هذا السلوك ونهج بحق المواطنين.

ولكن حين يتعلق الموضوع في التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي فإن الشعب يختار الانحياز إلى فلسطين، لذلك حين الوصول إلى السلطة تتراجع عن كل هذه الشعارات والقيم بل يتم محاولة تسخير الدين والحديث النبوي الشريف بما يتناسب مع أهدافهم الذاتية، وتذهب إلى التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي، والجميع يتذكر أن منتصف السبعينيات من القرن الماضي كان الجهاد في أفغانستان بموجب الإتفاق من حركة الإخوان المسلمين والإدارة الأمريكية، وما يسمى المجاهدين في أفغانستان وقد رفع الإخوان المسلمين شعار اليوم أفغانستان
وغداً فلسطين.

وشاهد العالم الإتفاق الأخير بعد المفاوضات بين طالبان والإدارة الأمريكية الاستلام والتسليم بين الجانبيين في أفغانستان بموجب الإتفاق الثنائ، وقد اعتقد حزب العدالة والتنمية المغربي أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، سوف يشكل ضمانة في رئاسة الحكومة المغربية؛ لذلك نجد أن جماعة الإخوان المسلمين حين الوصول إلى السلطة يعتقد أن التطبيع والرسائل المتبادلة مع الاحتلال الإسرائيلي سوف يشكل ضمان الحكم والاستقرار؛ لذلك التزم حزب العدالة في مصر في كافة الاتفاقيات مع “إسرائيل” ورسالة مرسي المشهورة عزيز شمعون بيريز، وكذلك الأمر حزب النهضة في تونس الذي ارسل العديد من رسائل التطمينات للإدارة الأمريكية وإلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي في إطار التطبيع.

وعلى الصعيد الفلسطيني فقد برزت حركة حماس بعد سنوات من موافقة الإدارة المدنية والحاكم العسكري في قطاع غزة بالسماح في إنشاء المجمع الإسلامي وبموافقة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ومع إنطلاقة الإنتفاضة الأولى عام 1988 إنطلاقة حركة حماس نقيض للمقاومة الفلسطينية، ولم تنخرط في إطار القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، ومن شعار تحرير فلسطين من النهر حتى البحر
إلى القبول في الهدنة طويلة الأمد، والقبول بدولة إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967، إلى قبول مبادرة السلام العربية إلى القبول في الهدنة الأخيرة التفاوض على فتح المعابر كرم أبو سالم ومعبر رفح وزيادة المساعدات المالية القطرية والمطالبة بتولي صرف المساعدات إلى توسيع مساحته البحرية البالغة 15ميل، وزيادة عدد العمال من قطاع غزة للعمل في “إسرائيل”، فإن حركة حماس تقدم كل ما هو مطلوب من إتفاقيات للاحتلال الإسرائيلي وضمان الأمن للجانب الإسرائيلي مقابل الوصول إلى إقامة دويلة غزة، وقد تكون الاتصالات المتوقعة بين حماس وبعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية تصل إلى نتائج، على غرار طالبان في أفغانستان، في حال تم إسقاط حل الدولتين والذي لم يعد موجود، من حيث واقع الاستيطان القائم والمتواصل في الضفة والقدس وحركة حماس تقدم كل التنازلات في سبيل تولي السلطة وشرعية وجودها، في نهاية الأمر الشعب الفلسطيني الذي يرزخ تحت اطول إحتلال إستيطاني عنصري، هو العنوان والبوصلة ويؤمن بحتمية الإنتصار.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا