إنها جنين

بقلم: موفق مطر

لا يحتاج المواطنون في جنين كما في أي مدينة أو قرية أو بلدة في فلسطين التاريخية والطبيعية إلى شهادة ثناء أو تقدير على الروح الوطنية من أحد، فمن المستحيل احتكار صلاحية منح شهادات الوطنية، كاستحالة حصرها في معايير محددة.. فالوطنية أعظم من قدرة شخص على الإحاطة بها، فهي كالإبداع في كل مناحي الحياة تأتينا في وجوه جديدة كلما أشرقت الشمس على الدنيا في صبح جديد.
لا تكال الوطنية بأثقال الميزان، ولا تقاس بوحدات الطول، ولا بدرجة الحرارة، فهي صور عمل عظيم متوقع أو أعظم من قدرة خيال الشخص العادي على تصوره، قد يجسدها فقير أو غني، رجل أو امرأة، أمي أو متعلم، ذلك أنها المحفز والمحرض على التنافس لتبوء مواقع الريادة في ميادين الكفاح والنضال، فالوطني إنسان قد يكون أنثى أو ذكرًا، عاملاً أو طبيبًا، عسكريًا أو رجل أعمال، طالبًا أو معلما، شابًا أو كهلاً، قد يكون مولودًا في مدينة أو قرية، فالوطني لا تهمه من الجغرافيا إلا حدود الوطن الكبرى، أما ما عداها فإنها ليست أكثر من تفاصيل صغيرة كحجر ملون في جدارية فسيفساء الحق التاريخي والطبيعي.
ليس أخطر على البلاد إلا الذي يسارع إلى تنصيب نفسه في موضع الحاكم والقاضي، فيقضي بغير علم ولا شرعية بمنح الشهادات بالوطنية لهذا، ويحكم على ذاك بالخيانة إثر كل حدث في الوطن، فمثل هذا (المدعي) بالباطل يجب أن يعلم ويدرك أن الوطنية صفة طبيعية موروثة، ومشروعة أخلاقيًا، اجتماعيًا وشرعيًا وقانونيًا، لا يحق له مسها لا من قريب ولا من بعيد، فالوطنية كروح الإنسان المواطن مقدسة ما دام يحفظها ويصونها، ويكرمها بأكثر من قدرة الآخرين على إكرامها، أما إذا أصابها بأذى فوحدها السلطات الحاكمة باسم الشعب لها حق التصرف والضبط، وفي هذه الحالة تتم المعالجة حتى يتم قطع الشك باليقين، حينها يتحمل الفرد تداعيات ونتائج الإساءة لنفسه بالاسم.
سيتحمل الغوغاء الرعاع بأسمائهم مسؤولية تبعيتهم العمياء للشاباك الإسرائيلي، وتنفيذهم مخططاته لتفجير وحدة وتلاحم الشارع الوطني الفلسطيني، ولن يكون بعيدًا اليوم الذي يمثلون فيه أمام سلطة القضاء الفلسطيني، فمن أطلق لسانه بألفاظ وأفعال محسوبة ضمن جرائم بث الفتنة الداخلية، وعمل عن سابق تصميم وترصد على إضعاف الروح المعنوية، وتأجيج صراعات على أساس مناطقي جهوي أو ديني، هو في أعراف وتقاليد وقانون الشعب مجرم، قد حرم نفسه وجردها بيديه من امتيازات المواطن الوطني.
رجال ونساء جنين وطنيون أحرار شجعان أوفياء، مخلصون لقيمهم صادقون لوعدهم، ومثلهم ومثلهن كل رجال ونساء الناصرة، والصفات ذاتها تجدها لدى الصامدين الصابرين على أرض فلسطين وحتى أولئك الذين لم تنل من عزائمهم وأخلاقهم ووطنيتهم النكبة والهجرة والشتات.
سنلفظ كل من يغمز أو يلمز مشككًا بوطنية أهل البلاد، سنعتبره شريكا في جريمة ترويج مخدرات أمن منظومة الاحتلال العنصري الاستعماري الإسرائيلي، مخدرات تعمل على تشظية نفس وعقل المواطن الضحية، وتنشر داء الشقاق والتناحر والصراع بين الأخ وأخيه في الوطن.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا