الرئيسيةأخباراسرائيليةوصمة على اسرائيل

وصمة على اسرائيل

هآرتس : أسرة التحرير 25/10/2021

اعلان الحكومة عن منظمات مجتمع مدني في الضفة الغربية كمنظمات ارهابية هو عمل سخيف هدام، يصم كل الاحزاب المشاركة فيها ودولة اسرائيل. فاخراج منظمات حقوق الانسان عن القانون ومطاردة نشطاء انسانيين هو ميزة واضحة لانظمة عسكرية تكون فيها الديمقراطية بالمعنى العميق ميتة.
ان الامر العسكري الذي وقع عليه وزير الدفاع بيني غانتس واعلن فيه عن ستة منظمات كمنظمات ارهابية: “الضمير”، التي تقدم مساعدة قانونية للسجناء، تجمع المعطيات عن الحبس والاعتقالات الادارية وتعمل على وقف التعذيب؛ “الحق”، التي توثق انتهاكات حقوق الفلسطينيين في المناطق؛ فرع فلسطين للاتحاد الدولي لحقوق الطفل، التي تتابع قتل الاطفال ووضع الاطفال المعتقلين في اسرائيل؛ اتحاد اللجان الزراعية، التي تساعد المزارعين الفلسطينيين ولا سيما في المنطقة ج؛ منظمة لجنة المرأة ومؤسسة البحوث “بيسان” المعنى هو واحد: اسرائيل ستكافح هذه المنظمات مثلما تكافح الارهاب. من الان فصاعدا لم يعد فرق في نظرها بين من يدير كفاحا عنيفا ضدها ويمس بمواطنين ابرياء، وبين رجال قانون نشطاء منظمات حقوق انسان يقدمون مساعدة قانونية للسجناء، يساريين ينشطون في منظمات تعارض التعذيب او تحمي حياة النساء والاطفال وحقوقهم، او توثق انتهاكات حقوق الفلسطينيين في المناطق. الان، من ينتمي لمنظمة كهذه يشبه في نظرها المخرب.
خط مباشر يمر بين تعريف الكفاح غير العنيف ضد الاحتلال كـ “ارهاب دبلوماسي” وبين تعريف منظمات حقوق الانسان كمنظمات ارهاب. المعادلة واضحة: كل مقاومة للاحتلال هو ارهاب. اسرائيل تقوض التمييز بين الكفاح المشروع والكفاح غير المشروع. هذا اعطاء ريح اسناد لمنظمات الارهاب وللكفاح العنيف. فاذا كان كل شكل للمقاومة هو مثابة ارهاب، فكيف يمكن مقاومة الاحتلال دون أن يكون المرء ارهابيا؟ ليس واضحا ما الذي مر على رأس غانتس حين وقع على الامر. فهل هو ايضا، مثل آييلت شكيد، يتسكع مع جمهور انتخابي يميني وهمي، ويحلم في أن يأتي اليوم فيتوجوه زعيم اليمين التالي بعد بنيامين نتنياهو؟.
مهما يكن من أمر، فان هذا فقدان تام للصواب، يضع حكومة التغيير كحكومة يمين متطرف، ويجعل عضوية احزاب اليسار والوسط فيها نكتة. اذا كان هذا هو التغيير الذي تعمل عليه الحكومة، وهذا هو لونه السياسي، فليس واضحا كيف يمكن مواصلة الدفاع عنها باسم الخوف من البديل لانتخابات اخرى. ينبغي الامل انه في غياب معارضة داخلية، سيكون التوبيخ الامريكي الشديد والطلب لتلقي شروحات هما اللذين يعطلا هذه الخطوة النكراء.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا