الرئيسيةأخباراسرائيليةعندما يرفع ايمن عودة يده ..!!

عندما يرفع ايمن عودة يده ..!!

هآرتس: جدعون ليفي 25/10/2021

المضمون: (دائما تتم محاكمة النتيجة ولا أحد يبحث عن السبب. الفلسطينيون ليس فقط من حقهم معارضة كل ما يفعله اليهود بهم، بل ايضا ليس امامهم خيار آخر).
عندما يرفع ايمن عودة يده فان كل من يدعون الصلاح يصدمون. عندما يرفع عودة يده فان شعب اسرائيل يتحد. عندما يرفع عودة يده المدافع تهدر والضمير يصمت. من غير المهم على من رفع يده ومن غير المهم لماذا وبسبب ماذا. عودة رفع يده وهذا أمر غير جميل. غير جميل فقط، بل مخيف. ايضا “رفع يده” هو امر مبالغ فيه قليلا – عودة دفع. فقد دفع ايتمار بن غبير، وهو رجل النضال غير العنيف الذي يدعو للسلام بروحية المهاتما غاندي. عودة دفع لأن بن غبير هدد بالدخول الى غرفة الشخص المحتضر والمضرب عن الطعام منذ تسعين يوم والذي يعالج في مستشفى كابلان في رحوفوت.
عودة دافع بجسده عن مقداد القواسمة، المعتقل بدون محاكمة والذي يناضل بشجاعة وتضحية لا مثيل لها من اجل حريته وحقوقه. القواسمة هو محارب حرية اكثر بكثير بالطبع من كل من يدعون الصلاح، الذين صدموا من رفع يد عودة. الصدمة شملت الجميع. صديق المحكمة، بن غبير، قدم شكوى. ليس شخص مثله، الشخص الذي يسقط البسطات في الخليل، سيمر مرور الكرام على عمل عنيف. بالنسبة له العنف هو عنف. ولكن الصدمة وصلت في هذه المرة الى الاماكن الراديكالية لليسار اليهودي.
رئيس ميرتس، الحزب الذي صبغ نفسه بالاخضر وشعاره الحديث هو “الاكثر اجتماعية والاكثر بيئية” – مات الاحتلال وماتت محاربته – صدم بدرجة لا تقل عن غبير. زعيم الخضر الجدد لم يكن باستطاعته ضبط نفسه واستيعاب دفعة عودة. لقد ضبط نفسه واستوعب الهجمات الوحشية للمستوطنين ضد الرعاة الفلسطينيين والمذابح التي تشن ضد قاطفي الزيتون، وضبط نفسه على قتل المتظاهرين قرب افيتار وعلى التصفيات والقصف في سوريا، لكن على دفعة عودة فان نيتسان هوروفيتس لم يعد بامكانه ضبط النفس. هناك حدود لكمية العنف التي يمكنه احتمالها. ومثلما قال زعيم اليساريين الاسرائيليين: “رفع اليد هذا امر لم يخطر بالبال… عن امور كهذه كانوا يبعدون في السابق اعضاء كنيست لفترة طويلة”.
هوروفيتس المنضبط اكتفى بابعاد عودة بشكل مؤقت. الصحافي باروخ قره كان اكثر حدة: عودة الى السجن. قره، المثير للانطباع والذي هو دائما “تقريبا على حق”، انفجر: “عودة تجاوز حدود لا تغتفر. يجب أن يطرد من كنيست اسرائيل على الفور ويجب رفع حصانته وتقديمه للمحاكمة بسبب الهجوم”. أن يطرد ويقدم للمحاكمة، ضمير قناة 13 مرة اخرى اثبت أن الصحافيين في اسرائيل لا يصمتون بالمرة ازاء المظالم.
ما حدث في كابلان لم يبق في كابلان، هو ملخص لكل القصة الكبيرة في بضع دقائق. في غرفته ينام معتقل فلسطيني، هو الضحية، الفضيحة والعنف الحقيقي هي سجنه بدون محاكمة. عن هذا يصمت الجميع، من بن غبير وحتى هوروفيتس. عودة، وليس هوروفيتس، يمثل بقايا الضمير في الكنيست، هو يحاول أن يدافع بجسده عن الشخص المحتضر. بن غبير يصرخ عليه: “أنت ضيف هنا”، ضيف في المستشفى، لكن ايضا ضيف في وطنه. عودة فقد هدوءه ودفع بن غبير. لو كنت في مكان عودة لكنت سأتصرف بالضبط مثله.
حول ماذا تثور الفضيحة؟ حول النتيجة. ليس حول اعتقال القواسمة، المسمى بالطبع في كل مكان “ارهابي”، دون أن يدان بشيء؛ ليس حول بن غبير الذي يحاول أن يقتحم غرفته من اجل استفزاز شخص يوشك على الموت وليس حول الاعتقالات الادارية. الفضيحة هي عودة، الفلسطيني الاسرائيلي الذي تجرأ على رفع يده ورفع رأسه. لقد عارض بجسده المحتل. من الآن عودة ايضا هو ارهابي. قريبا سيأتي الاعتقال الاداري.
بالضبط مثلما بخصوص الارهاب الفلسطيني، الصدمة الاسرائيلية هي دائما من النتيجة، القبيحة والمحتمة، ودائما ليس من السبب. الفلسطينيون ليس فقط من حقهم معارضة ما يفعله اليهود بهم منذ مئة سنة، بل ايضا ليس امامهم خيار آخر. اسرائيل تدفعهم نحو اليأس ومن هناك نحو العنف. بعد ذلك كم من السهل الثرثرة باللسان والقول: يا للهول، عنف، فلسطيني بالطبع.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا