الرئيسيةمتفرقاتثقافةرائد دزدار يواصل البحث عن فلسطين ما قبل النكبة في "يافا أم...

رائد دزدار يواصل البحث عن فلسطين ما قبل النكبة في “يافا أم الغريب”

كتب يوسف الشايب:

يواصل المخرج الفلسطيني رائد دزدار مشروعة السينمائي التوثيقي، ويتمحور حول فلسطين ما قبل النكبة، في محاولات دؤوبة منه للتأكيد على ما كنّا عليه من تقدّم وتحضّر ورياديّة مدينيّة ما قبل النكبة، بحيث عُرض فيلمه الأحدث “يافا أم الغريب” ضمن فعاليات مهرجان أيام رام الله السينمائية بدورته الخامسة، وتحديداً في قصر رام الله الثقافي، مساء أول من أمس.
ويأتي فيلم “يافا أم الغريب”، بعد فيلمين يدوران في ذات الفلك، ولكن في مدارات متنوعة، هما “هنا القدس” و”الأخوين لاما”، في حين أن مشاريعه السينمائية التوثيقية القادمة ستواصل النبش فيما لا يعرفه الكثير منّا عن ماضينا، وبدرجة أكثر الناطقون بالعربية وبغير العربية، ما يجعل لأفلام دزدار قيمة خاصة، لا سيما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار اجتهاده الكبير على مستوى البحث، وعلى مستوى انتقاء الشخوص، والذين كثيرون منهم يغادرون الحياة قبل انتهائه من فيلمه، وهو ما حصل في الأفلام الثلاثة الماضية، لكن ما يعزينا أنه خلدهم كما تجاربهم عبر هذه الأفلام.
في “يافا أم الغريب” يقدّم دزدار بذات القدر من الاجتهاد، بانوراما توثيقية مهمة عن المدينة التي كانت الأكثر لمعاناً في فلسطين ما قبل النكبة، فهي العاصمة الاقتصادية، والثقافية، والرياضية، ومستقر الصحافة والأدب والقانون، ومقصد السياح والنجوم، والميناء الرابط بين بلادنا والعالم، والتي برأيه لم تحظ بما تستحقه من توثيق على المستوى العام، والتوثيق السينمائي تحديداً.
وبالإضافة إلى تلك البانوراما التي يقدّم فيها الفيلم مدينة يافا، فإنه يطرح معلومات قيّمة على مدار دقائقه السبعين، ومنها أن “يافا” الاسم تحريف للفظ الكنعاني “يافي” وتعني الجميلة، وأن تاريخها يمتد إلى أربعة آلاف عام قبل الميلاد، بحيث بناها الكنعانيون، وغزاها الفراعنة والأشوريّون والبابليون والفرس واليونان والرومان، وخضعت لكل الممالك الإسلامية، هي التي لم تسلم من الغزو النابليوني العام 1799، إلا أنها بدأت تتعافى بعد جراحها الكبيرة، خاصة في فترة حكم الوالي “أبو نابوت” للمدينة، قبل أن تقع تحت الحكم المصري بعد سيطرة إبراهيم باشا على فلسطين في العام 1830، ونمت المدينة وتوسعت بأحياء جديدة خارج أسوارها، كـ”سكنة درويش”، و”سكنة أبو كبير”، و”تل الريش”، و”إرشيد”، ثم وقعت تحت الاحتلال العسكري البريطاني ومن ثم الانتداب البريطاني، وبعد سقوطها في يد العصابات الصهيونية، وتهجير معظم سكانها إبان نكبة العام 1948، عمد المحتل إلى سرقة الكثير من ممتلكات سكانها الفلسطينيين، وتدمير العديد من أحيائها.
والفيلم، الذي لا يخرج عن النمط الكلاسيكي في طرح الرواية، كما في الأفلام التلفزيونية، يعتبر بمثابة إعادة إحياء للمدينة عبر الذاكرة الحيّة لقرابة الخمسة وعشرين من أبنائها، جلّهم يعيشون خارجها، أو بمعنى أدق خارج فلسطين، يتوزعون في قارات العالم، ويرون الحكايات حولها بشكل متسق يعكس مدى المجهود الذي بذله المخرج على مستوى المونتاج أيضاً، وطريقة تقطيع الحوارات، وتوصيلها، ليشكل وثيقة بصرية مهمة على الصعيدين الوطني والثقافي.

عن صحيفة الايام الفلسطينية

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا