الرئيسيةمختاراتمقالاتضرورة وليست مصادفة

ضرورة وليست مصادفة

بقلم: سعدات بهجت عمر

أليس القرار 181 ودخول الجيوش إلى فلسطين في العام 1948 والإعلان عن يوم التضامن في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي واحد؟!
قرار التقسيم هو القرار ١٨١ الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ١٩٤٧/١١/٢٩ والذي ينص على تقسيم فلسطين الواقعة تحت الإنتداب البريطاني إلى دولتين يهودية وعربية فاتحة مرحلة جديدة في تاريخ فلسطين.

رفضت الدول العربية ومعها شعبنا الفلسطيني قرار التقسيم بصورة مطلقة معلنين عدم موافقتهم على تقسيم فلسطين وبينما كان الحاج أمين الحسيني يدعو العرب إلى نصرة شعبنا الفلسطيني ومساندته أخذ ممثلو الدول العربية الذين اجتمعوا في القاهرة بتاريخ ١٩٤٨/٢/٨ القرارات في تحديد كميات الأسلحة وعدد المتطوعين من الدول العربية الواجب إرسالها إلى فلسطين.

بدأت الثغرات تظهر في الصف العربي، والمراهنة على الإنعكاسات السلبية بموافقة بعض الأنظمة العربية على قيام الدولة اليهودية. وهنا لا بد من التساؤل عن الموقف الفلسطيني كانت هناك تناقضات عديدة بين الحاج آمين الحسيني الذي كان يسعى لإقامة دولة مستقلة وبين إدارة الهيئة العربية العليا.

وبسبب التناقضات العربية لم يكن شعبنا في وضع يمكنه من مجابهة مخطط كهذا وكان رهانه على موقف مصر وسوريا اللتين كانتا تؤيدان منح الإستقلال السياسي لفلسطين بعد انتهاء الحرب. فتحول شعبنا إلى ضحية لسياسات ومصالح عربية متناقضة وجدت تعبيراً لها في أحداث مسرحية حرب ١٩٤٨ ونتائجها.

قبلت القيادة الصهيونية بقرار التقسيم معتبرة إيَّاه تتويجاً لجهودها وسعياً نحو إقامة دولة صهيونبة في فلسطين اعترافاً دولياً بحقها في إقامة هذه الدولة فقرار التقسيم كان بين طياته إمكانية حقيقية وحيدة لاستقلال يهودي.

رقص اليهود وهللوا لهذا القرار، وبدأ الصهاينة يعدون أنفسهم لتنفيذ قرار التقسيم بالقوة بالموقف البريطاني الواضح في عدم تمكين شعبنا الفلسطيني الحصول على الإستقلال السياسي وفق مضمون قرار التقسيم، وقد استغلت إسرائيل هذا الموقف لتحييد أنظمة عربية معروفة أو كسبها لاختراق الجبهة العربية وهذا ما حدث.

أستطيع الآن أن أقسم هذه الأحداث إلى أربعة مراحل:-
١- تبدأ بصدور قرار التقسيم وتنتهي ببدء معركة القسطل.
٢- تبدأ باحتلال الأراضي الفلسطينية وطرد سكانها بالتخاذل
الرسمي العربي.
٣- إعلان قيام إسرائيل باعتراف أمريكي وسوفييتي،
ومسرحية المواجهة مع الجيوش العربية. فقد أخطأت
متعمدة كما اليوم القيادات العربية في تقييم الموقف
الدولي وخصوصاً الموقف الأمريكي.
٤- تبدأ بعد فشل الهدنة الأولى وتراجع الجيوش العربية إلى
خارج الحدود الدولية الفلسطينية لاحتلال المزيد من
الأراضي الفلسطينية من قبل العصابات الصهيونية إلى
أن بدأت الهدنة الثالثة بتاريخ ١٩٤٨/٧/١٩ بناءً على قرار
مجلس الأمن الدولي رقم ٥٤ ومقترحات برنادوت التي
أدت إلى اغتياله من قبل منظمة ليمي الصهيونية في
القدس بتاريخ ١٩٤٨/٩/١٧ .

لا شك أن الجديد في الأزمة الفلسطينية في نهاية السبعينات من القرن الماضي ولملهاة لشعبنا الفلسطيني بأيام وأعياد فارغة أُنْعِمَ علينا بيوم التضامن مع شعبنا كما أُنْعِمَ علينا بدولة وهمية إلى جانب دولة يهودية بقرار التقسيم ١٨١. فالأزمة العربية الراهنة هو امتهانها المهين لنفس الدور الذي لعبته السياسة العربية الرسمية وجيوشها حينما دخلت فلسطين عام ١٩٤٨ لتحسم الحرب لصالح إسرائيل وكأن الزمن توقف منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لما تلعبه السياسة العربية الرسمية وقممها على مستوى الجامعة العربية يُجزم المشاهد لدائرة الصراع في الشرق الأوسط أنها وظيفة واحدة من فلسطين وشعبها وقدسها.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا