الرئيسيةأخباراسرائيليةمختارات من الصحف العبرية 13-1-2022

مختارات من الصحف العبرية 13-1-2022

أخبار وتصريحات

  • مقتل ضابطين إسرائيليين من وحدة النخبة برصاص جندي من وحدتهما ظنّ أنهما “مخربان”
  • جهاز “الشاباك” يعلن إحباط محاولة إيرانية لتجنيد نساء إسرائيليات من أصول إيرانية للقيام بمهمات تجسُّس في مقابل مبالغ من الأموال
  • وفاة مُسنّ فلسطيني بنوبة قلبية بعد احتجازه بعنف من طرف جنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من رام الله
  • منصور عباس: هناك مرحلة علينا أن نقول فيها للائتلاف إننا لم نعد نتحمل استمرار الأوضاع القاسية للسكان العرب ويجب توفير حلول لها

مقالات وتحليلات

  • تشجير أراضي النقب لن يحلّ أي مشكلة من مشاكل السكان البدو، بل يفاقم مشاعر الاغتراب بينهم وبين الدولة
  • التغيير في سورية هو أيضاً مصلحة إسرائيلية
  • استراتيجيا كبرى لإسرائيل ضد الخطر الإيراني

أخبار وتصريحات
من المصادر الاسرائيلية: أخبار وتصريحات مختارة

موقع Ynet، 13/1/2022
مقتل ضابطين إسرائيليين من وحدة النخبة برصاص جندي من وحدتهما ظنّ أنهما “مخربان”
قُتل ضابطان من وحدة النخبة في كتيبة الكوماندوز التابعة للجيش الإسرائيلي الليلة الماضية بنيران جندي من وحدتهما في إثر خطأ في تحديد الهوية، وذلك في منطقة إطلاق النار في قاعدة عسكرية في غور الأردن.

وأفادت تقارير متطابقة أن الحادثة وقعت بعد تدريب عسكري، وأظهرت التحقيقات الأولية أن جندياً قتل ضابطين في تبادل لإطلاق النار بعد الاشتباه بأنه يتعرض لعملية إطلاق نار.

وأعلن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيق لتقصّي وقائع حادث إطلاق نار خطِر وقع بالقرب من معسكر للجيش في منطقة الأغوار. وأكد في بيان صادر عنه أن الحادث أسفر عن مقتل ضابطين خلال عمليات أمنية بالقرب من معسكر للجيش في غور الأردن، مشيراً إلى أن قتلهما كان نتيجة خطأ في تحديد الهوية أدى إلى تبادل لإطلاق نار بين عناصر في الجيش الإسرائيلي.

ووفقاً لمعلومات حصل عليها موقع Ynet، فإن ضابطين من وحدة النخبة قاما بدورية حول المعسكر ليلاً بعد انتهاء تمرين في غور الأردن. واشتبه الضابطان في شخص ما وقاما بإجراء اعتقال مشبوه شمل إطلاق النار في الهواء، واعتقد أحد عناصر الوحدة أنه يتعرض لعملية إطلاق نار، فردّ بإطلاق النار على الضابطين.

وقال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي لموقع “واللا” الإخباري إن الضابطين القتيلين من قيادة إحدى وحدات الكوماندوز النخبوية في الجيش الإسرائيلي. وأضاف أن الحديث يدور حول كارثة وحدث قاس جداً.

وأفاد الضابط نفسه بأن الحادث وقع بعد انتهاء يوم تدريبي في معسكر في منطقة النبي موسى [في غور الأردن]، حيث خرج الضابطان في دورية حول القاعدة العسكرية، وخلالها اشتبها بشخص ما، وشرع الاثنان بإجراء لاعتقاله انتهى بإطلاق نار في الهواء، لكن تبين أن ذلك الشخص هو مقاتل آخر يخدم معهما في نفس الوحدة، والذي اعتقد، بدوره، أنه يتعرض لعملية تخريبية عدائية، وأن الضابطين يطلقان النار عليه، وبالتالي أطلق عليهما النار وقتلهما.

“معاريف”، 13/1/2022
جهاز “الشاباك” يعلن إحباط محاولة إيرانية لتجنيد نساء إسرائيليات من أصول إيرانية للقيام بمهمات تجسُّس في مقابل مبالغ من الأموال
سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس (الأربعاء) بنشر نبأ قيام جهاز الأمن العام [“الشاباك”]، مؤخراً، بإحباط محاولة إيرانية لتجنيد 4 نساء إسرائيليات من أصول إيرانية للقيام بمهمات تجسُّس في مقابل مبالغ من الأموال.

وقدمت النيابة الإسرائيلية العامة لوائح اتهام بحق النساء الأربع وضد زوج إحداهن بشبهة الضلوع في القضية، وهي تشمل تهماً خطِرة، مثل التخابر مع عميل أجنبي والتجسُّس.

وقال مصدر رفيع المستوى في جهاز “الشاباك” إن المشتبه بهن الأربع تخابرن مع عميل إيراني انتحل هوية يهودي إيراني باسم رامبود نامدار عبر موقع “فايسبوك”، وطلب منهن تصوير مقر السفارة الأميركية الذي كان في تل أبيب وتبليغه بالترتيبات الأمنية في عدة أماكن تجارية. وتم تسليم هؤلاء النساء الأموال عن طريق ابنة عائلة إحداهن وخلال لقاء في تركيا مع مبعوث من ضابط الاستخبارات الإيرانية.

وذكر المصدر نفسه أن احدى النساء هي من سكان مدينة بيت شيمش بالقرب من القدس، وأن نامدار المذكور طلب منها توجيه ابنها إلى الانخراط في صفوف شعبة الاستخبارات العسكرية [“أمان”] وتعقُّب شخصيات إسرائيلية، بمن فيهم أعضاء كنيست، كما أن زوجها متّهم بالتعاون معها في هذه النشاطات.

وأكد هذا المصدر أن الحديث يدور حول قضية تجسُّس خطِرة تم الكشف فيها عن أساليب عمل الاستخبارات الإيرانية التي يتوجه أفرادها متنكرين بهويات مزورة إلى نساء إسرائيليات، ويقومون بإغرائهن للتخابر معهم ونقل معلومات إليهم قد تستخدمها جهات إيرانية لارتكاب اعتداءات إرهابية.

وأشاد رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت بعمل قوات الأمن في كل ما يتعلق بإحباط محاولات التجسس الإيرانية. وقال بينت في بيان صادر عنه إن إيران لا تكتفي بالمساس بأمن إسرائيل، بل تحاول أيضاً دق أسافين الانشقاق في المجتمع الإسرائيلي، وإيجاد تقاطب وضعضعة الاستقرار السياسي، والنيل من ثقة الجمهور بالسلطات. وأكد بينت أن اليد الطويلة لأجهزة الأمن الإسرائيلية ستصل في نهاية المطاف إلى كل مَن يحاول المساس بأمن الدولة.

“هآرتس”، 13/1/2022
وفاة مُسنّ فلسطيني بنوبة قلبية بعد احتجازه بعنف من طرف جنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من رام الله
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صادر عنها إن مُسناً فلسطينياً في الثمانين من عمره هو عمر عبد المجيد أسعد توفي بنوبة قلبية صباح أمس (الأربعاء) بعد احتجازه بعنف من طرف جنود الجيش الإسرائيلي في بلدة جلجيليا بالقرب من رام الله.

وأضاف البيان أن جنوداً إسرائيليين اعتقلوا أسعد في بلدته بعد عودته إلى المنزل في وقت متأخر من الليل. وأفاد أفراد عائلته بأن الجنود الإسرائيليين قاموا بتكبيل يديه والتنكيل به، وهو ما أدى إلى إصابته بنوبة قلبية توفي لاحقاً متأثراً بها.

“يديعوت أحرونوت”، 13/1/2022
منصور عباس: هناك مرحلة علينا أن نقول فيها للائتلاف إننا لم نعد نتحمل استمرار الأوضاع القاسية للسكان العرب ويجب توفير حلول لها
قال رئيس كتلة راعم [القائمة العربية الموحدة] عضو الكنيست منصور عباس إن قائمته ضحّت من أجل الحفاظ على الشراكة مع أحزاب الائتلاف الحكومي الحالي وضمان استمرار عمله.

وجاءت أقوال عباس هذه في سياق مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية 12 مساء أمس (الأربعاء)، في إثر الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الشرطة الإسرائيلية والسكان العرب في عدد من القرى البدوية في منطقة النقب [جنوب إسرائيل]، على خلفية الاحتجاج على عمليات تجريف تقوم بها طواقم تابعة للصندوق الدائم لإسرائيل [الكيرن كاييمت] في أراضي عشائر عربية بحجة غرس الأشجار فيها، تمهيداً لمصادرتها.

وأكد عباس أن هذه التضحية جاءت من أجل أن تتجاوب الحكومة مع راعم وتقوم بتقديم حلول للقضايا المعقدة التي يواجهها السكان العرب. وأضاف أنه على ما يبدو “هناك مرحلة يجب علينا أن نقول فيها إننا لم نعد نتحمل استمرار الأوضاع القاسية للسكان العرب ويجب توفير حلول لها”.

من ناحية أُخرى، قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن الاحتجاجات على استمرار عمليات تجريف الأراضي وغرس الأشجار استمرت أمس، ولا سيما في أراضي عشيرة الأطرش، وعقب ذلك قامت الشرطة باعتقال 16 متظاهراً.

وتغيّب أعضاء الكنيست من راعم أمس عن عمليات التصويت على مشاريع قوانين قدمتها المعارضة في الكنيست، وفي إثر ذلك أفلحت المعارضة في تمرير 6 مشاريع قوانين بالقراءة التمهيدية.

وتعقيباً على ذلك، قال نائب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يوآف سيغالوفيتش [“يوجد مستقبل”] إن الحكومة ارتكبت خطأ عندما قررت المضي قدماً في حملة غرس الأشجار بالقرب من مضارب البدو في النقب، لكنه في الوقت عينه أكد أنه لا يرى أي مبرّر لردات الفعل العنيفة والإخلال بالنظام من طرف السكان في المنطقة.

وأضاف سيغالوفيتش في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، أنه يتعين على جميع الأطراف التوصل إلى حل وسط لهذه القضية بهدوء، وبعيداً عن وسائل الإعلام.

مقالات وتحليلات

من الصحافة الاسرائلية: مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين

“هآرتس”، 13/1/2022
تشجير أراضي النقب لن يحلّ أي مشكلة من مشاكل السكان البدو، بل يفاقم مشاعر الاغتراب بينهم وبين الدولة
افتتاحية

  • تسبب قرار مؤسسة الصندوق الدائم لإسرائيل [“الكيرن كاييمت”]، وهي الذراع التنفيذية لمؤسسة إدارة أراضي إسرائيل، والقاضي بزرع أشجار غابات في منطقة النقب [جنوب إسرائيل]، بإشعال إحدى المواجهات القاسية بين السكان البدو في تلك المنطقة وقوات الأمن الإسرائيلية.
  • إن الإنسان الساذج فقط هو مَن يعتقد أن غرس الأشجار، بعد تجريف الأراضي المجاورة لمناطق سكن البدو في النقب، يهدف إلى الاحتفال بعيد غرس الأشجار، بحسب التقويم اليهودي [الذي يصادف هذه الأيام]، أو إلى تحسين النسيج البيئي في النقب. إن الحديث يدور في واقع الأمر حول مبادرة سياسية واضحة تحمل بكل الفخر صفة “الحفاظ على أراضي الدولة”، وهذه الصفة تعني حماية الأراضي من سيطرة البدو عليها والتظاهر بـ”الحوكمة” حيالهم.
  • وهي ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها مؤسسة “الكيرن كاييمت” غرس الأشجار كأداة سياسية. فقبل عامين، تسببت خطوة غرس أشجار مماثلة باندلاع احتجاجات من طرف السكان البدو وإبداء معارضة من جانب منظمات جودة البيئة. وفي ذلك الوقت، وافقت الحكومة الإسرائيلية، التي كانت برئاسة بنيامين نتنياهو، على وقف عمليات غرس الأشجار، وكذلك وافقت على القيام بإجراءات تحكيم مع السكان البدو. ولكن في بداية السنة الحالية، حاولت مؤسسة “الكيرن كاييمت” ومؤسسة إدارة أراضي إسرائيل إرسال أدوات حربهما الوحشية، وسرعان ما جرى الردّ على ذلك بأعمال شغب عنيفة شملت إحراق سيارات ومهاجمة عناصر شرطة وصحافيين وإلقاء حجارة وإغلاق شوارع، وطبعاً شملت مواجهة سياسية حادّة. وقد وقف في الجهة المعارضة أعضاء الكنيست العرب، وعلى رأسهم عضوا الكنيست منصور عباس ووليد طه [راعم]، اللذان هدّدا بالإضراب عن التصويت في الكنيست في حال عدم وقف عمليات غرس الأشجار، وهذا ما فعله أعضاء الكنيست من راعم فعلاً، وفي المقابل، احتج أعضاء الكنيست من المعارضة اليمينية على ضعف الحكومة الحالية وخضوعها لـ”التهديدات الإرهابية” الصادرة عن أعضاء الكنيست العرب، كما أنهم استغلوا الخلافات الناشبة داخل صفوف الائتلاف الحكومي من أجل الدفع قدماً بمشاريع قوانين للمعارضة. ويمكن القول إن كل جانب قام بأداء دوره في هذا العرض على أتم وجه، إذ تم التخطيط للقيام بأعمال غرس الأشجار على مدار 3 أيام فقط، وقد توقفت أمس (الأربعاء).
  • ولكن في ظل هذا كله، يجدر أن نشير إلى الموقف العملي لوزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل يائير لبيد، والذي قال فيه: “يجب على دولة إسرائيل أن تقوم بغرس الأشجار في أراضي الدولة، لكنها ليست مضطرة إلى إلحاق أي ضرر بمعيشة سكان المنطقة.. يمكن وقف عمليات الغرس الآن من أجل الاستعداد لها من جديد. إن حكومة التغيير مُلزمة بحلّ مشكلة السكان البدو والتوصل إلى تسوية في النقب”.
  • إن ردة الفعل العنيفة من جانب السكان البدو تستحق الشجب وتلزم بتطبيق وسائل تنفيذ القانون الشرعية، لكن ذلك لا يعفي الحكومة من مسؤوليتها عن إصلاح الإخفاقات والإهمال والتغاضي عن حاجات هؤلاء السكان. ولا شك في أن جزءاً من واجبات الدولة تجاه هذا القطاع، الأكثر ضعفاً في الدولة [قطاع السكان البدو]، يتمثل في تركيز سكن آلاف العائلات ضمن بلدات منظمة ومخططة جيداً، وتطوير البنى التحتية، وتحسين مستوى الخدمات بصورة جوهرية، وتقليص البطالة، وذلك إلى جانب الحفاظ على نمط الحياة التقليدي لهذا القطاع. إن تشجير أراضي النقب لن يحلّ أي مشكلة من هذه المشاكل، بل يفاقم مشاعر الاغتراب بين الدولة ومواطنيها البدو.

“يسرائيل هَيوم”، 12/1/2022
التغيير في سورية هو أيضاً مصلحة إسرائيلية
يتسحاق لفانون – سفير سابق

  • مؤخراً، يزداد التوجه في الدول العربية إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد في سورية، والتي قُطعت جرّاء الحرب الأهلية السورية.
  • في سنة 2011، وبعد عدم استجابة الرئيس الأسد لمطالبة الجامعة العربية بوقف سفك الدماء في بلاده، أعلنت الدول العربية، في معظمها، قطع علاقاتها مع السوريين. حالياً، أعلنت مصر والإمارات والأردن وتونس وعُمان والجزائر والعراق، علناً، رغبتها في استئناف العلاقات معهم، وأيضاً السلطة الفلسطينية انضمت إلى ذلك، من خلال الزيارة التي يقوم بها وفد برئاسة جبريل الرجوب في هذه الأيام إلى دمشق.
  • من المحتمل أن تكون النية عودة سورية إلى حضن العالم العربي. ومن المحتمل أن الهدف هو إيجاد آفاق تغري الأسد بالابتعاد عن إيران، ومن المحتمل أيضاً أن الدول العربية تدرك أن لا استقرار في الشرق الأوسط من دون سورية، وفي الحقيقة، كل هذه الاحتمالات صحيحة.
  • في ضوء التغيرات التي نشهدها في الشرق الأوسط- والهيمنة العدوانية الإيرانية والانقسام الداخلي العربي، تدرك الدول التي ترغب في استئناف العلاقة مع سورية أن الأسد في الوضع الحالي ليس هو المشكلة، بل هو الحل للمأساة في بلده. المفارقة أن العالم الغربي أدرك هو أيضاً هذا الوضع. عندما نشبت الحرب الأهلية السورية أعطت مصادر استخباراتية مهلة أسابيع، وحتى شهر، لإطاحة الأسد من الساحة السياسية. هذا لم يحدث، بل العكس، والأسد لا يزال في السلطة. يبدو أنه يعرف كيف يقرأ خريطة بلاده بصورة صحيحة، واعتماده على الروس والإيرانيين أنقذ حكمه…
  • في مواجهة الواقع، اليوم يُطرح السؤال: هل من الأفضل تعزيز التوجه المذكور أعلاه ومحاولة تحرير الأسد من القبضة الإيرانية؟ في رأيي، هذا يستحق المحاولة، ليس لإعطاء الرئيس السوري جائزة، بل من أجل الوصول إلى تغيير جوهري. في الماضي، قال لي نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف إن موسكو مستعدة لأداء دور في التقريب بين إسرائيل وسورية، وإذا كان هناك طلب إسرائيلي، فإنه سيلقى آذاناً صاغية. إذا قررت إسرائيل السير في هذا المسار، فإن الهدف ليس إنقاذ حكم الرئيس الأسد، بل البدء بعملية إنعاش اقتصادية واجتماعية وسياسية في سورية، من خلال المحافظة على سلامة أراضيها.
  • يؤدي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دوراً مركزياً في هذه المحاولة إزاء سورية. وضع إسرائيل القوي في المنطقة يسمح لها باللعب بأوراق واستخدام أدوات ضغط لإحداث تغيير في سورية يؤدي إلى الاستقرار ويُبعد الإيرانيين. وهذه المهمة غير سهلة، لكنها ليست مستحيلة.

الموقع الإلكتروني للمعهد، كانون الثاني/يناير 2022
استراتيجيا كبرى لإسرائيل ضد الخطر الإيراني
عاموس جلعاد – رئيس معهد السياسة والاستراتيجيا في جامعة ريخمان – والمقدم إيتاي حمينيس

  • إيران يمكن أن تتحول إلى الخطر الوحيد على دولة إسرائيل منذ تخلت الدول العربية عن سعيها لإلحاق الهزيمة بإسرائيل بواسطة حرب تقليدية. التهديد الإيراني ناجم عن تقاطع خاص بين أيديولوجيا دينية إسلامية- شيعية متشددة، وبين استراتيجيا بعيدة الأمد لتدمير دولة إسرائيل. ويُترجَم هذا التهديد بمنظومة عسكرية تعتمد على أساسين مركزيين: تطوير سلاح نووي وقوات عسكرية في أنحاء الشرق الأوسط لديها قدرات صاروخية تهدد إسرائيل. معنى ذلك أن إيران تشكل تهديداً استثنائياً لإسرائيل من خلال الجمع بين أيديولوجيا دينية معادية لها وبين قدرات عسكرية متعددة لتحقيق هذه الأيديولوجيا.
  • توظف إيران جهوداً كبيرة منذ أعوام من أجل ترسيخ بنية تحتية، تكنولوجية وعملانية، تسمح لها بتطوير سلاح نووي في ظروف ملائمة وخلال وقت قصير. وبينما تنكر القيادة الإيرانية نياتها الحقيقية وتبذل جهداً لإخفاء أنشطتها في المجال العسكري النووي، من الواضح أن إسرائيل تملك معلومات تقدم أدلة واضحة وقاطعة بشأن برنامجها النووي. فترة ولاية إدارة ترامب، وخصوصاً قرارها إلغاء الاتفاق النووي، دفعت إيران نحو دولة على حافة النووي. وفي ظل عدم وجود اتفاق نووي جديد، ستواصل إيران سيرها حتى الوصول إلى نقطة لا عودة عنها من ناحية القدرة في المجال النووي العسكري. تحوُّل إيران إلى دولة نووية يشكل خطراً على أمن إسرائيل، وأيضاً من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى سباق إقليمي على السلاح النووي. وإذا حصلت دول صديقة لإسرائيل، مثل مصر والسعودية، على قدرات عسكرية نووية، لا تستطيع إسرائيل الاعتماد على أنهما ستحافظان على توجُّههما المعتدل حيالها.
  • هناك بُعد مركزي في الاستراتيجيا العسكرية لإيران يهدد إسرائيل، هو نجاح إيران في استغلال مناطق سياسية ذات سيادة ضعيفة، مثل سورية واليمن، لترسيخ نفوذها بصورة تسمح لها بتهديد أهداف على الجبهة، وفي عمق إسرائيل. تتألف القدرة الصاروخية الإيرانية من عدة طبقات – صناعة عسكرية متقدمة؛ آلاف المسلحين لدى حزب الله؛ القدرة على الحصول على سلاح دقيق تحرص إيران على الاستمرار في تطويره؛ مسيّرات مزودة بالسلاح؛ صواريخ بحرية تنقلها إلى وكلائها. يجب أن نضيف إلى ذلك نيتها استخدام قوات هجومية في أراضي إسرائيل- بدءاً من أنفاق حزب الله و”حماس” وقواتهما البرية، وصولاً إلى الميليشيات التي تأتمر بأوامرها في سورية والعراق. بالإضافة إلى ذلك، تعمل إيران على زعزعة استقرار شركاء إسرائيل في المنطقة، مثل الأردن والسعودية، بهدف تعزيز موقعها في ميزان القوى الإقليمية بصورة تضر بمصالح إسرائيلية متعددة (على سبيل المثال، الأمن على الحدود المشتركة مع الأردن).

ماذا ينبغي لإسرائيل أن تفعله؟

  • أولاً، يجب على إسرائيل أن ترى في إيران تهديداً مركزياً لها، وأن توجّه معظم مواردها وجهودها الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية والأمنية المطلوبة لذلك.
    ويجب أن تركز الاستراتيجيا الإسرائيلية على المسّ بقدرة إيران، وليس التأثير في نياتها، من خلال خلق جبهة ردع دولية ضدها. يجب علينا الاعتراف بحدود قوتنا ومعرفتنا في هذا المجال وإمكانية أن نفاجأ بصورة سيئة كما في الماضي.
  • العمليات العسكرية الإسرائيلية في إطار المعركة بين الحروب ضد إيران ووكلائها في الأعوام الأخيرة، أدت إلى تآكل قدرة إيران العسكرية، وبطّأت وتيرة تسلُّح حزب الله، ووجهت ضربة إلى تمركزها العسكري في سورية، لكنها قد تطمس جدول الأولويات الاستراتيجي لإسرائيل. يجب علينا المحافظة على المعركة بين الحروب كمدماك مهم، لكن من دون تحويل تركيزنا على البرنامج النووي. إيران من دون خيار نووي عسكري لا تشكل تهديداً لوجود إسرائيل من خلال وكلائها. بينما التهديد النووي سيتيح لإيران مضاعفة جهودها لبناء قدرة باليستية تشكل تهديداً من الناحيتين الكمية والنوعية في آن معاً.
  • هناك مكوّن مركزي في الاستراتيجيا، وقد يكون الأكثر مركزيةً بالنسبة إلى إسرائيل، هو نطاق عملها العسكري وقدرتها على العمل بصورة مستقلة ضد إيران ووكلائها في المنطقة. قبل كل شيء، نطاق العمل هذا مهم من أجل تنفيذ “عقيدة بيغن”، أي عملية عسكرية ضد أي دولة في الشرق الأوسط تسعى للحصول على قدرة نووية عسكرية، وأيضاً من أجل تحييد القدرات العسكرية لوكلاء إيران الذين يهددون إسرائيل.

ما الذي يتوجب علينا فعله كي نوسع مجال العمل العسكري ضد إيران؟ فيما يلي عدد من الجهود المطلوبة لذلك:

  • تطوير قدرة عسكرية تتيح لنا القيام بعملية عسكرية مستقلة حاسمة لإزالة أي تهديد، سواء في الحلقة الأولى أم في حلقات أكثر بعداً. ويجب أن يركز بناء القوة العسكرية على ذلك على حساب جهود أُخرى. هذه القدرة العسكرية ستزيد أيضاً في قدرة الردع الإسرائيلي، وسيكون لها قدرة على التأثير في طبيعة الخطوات السياسية الدولية حيال إيران، ومن المعقول أيضاً أن تساهم في تعزيز علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، ومع دول أُخرى في المنطقة معارضة لإيران.
  • بذل جهد أمني ودبلوماسي واستخباراتي للمحافظة على التفوق العسكري النوعي للجيش الإسرائيلي كأقوى جيش في الشرق الأوسط. إن التفوق النوعي العسكري للجيش الإسرائيلي ضروري من أجل ردع عدائية الدول المجاورة لإسرائيل، والأهم من ذلك، ضمان أن الجيش الإسرائيلي سيكون، عند الضرورة، قادراً على مواجهة أي سيناريو تصعيد إقليمي جرّاء مواجهة بين إسرائيل وإيران.
  • الاستعداد لمواجهة محتملة مع حزب الله في سيناريو هجوم على إيران، سياسياً وعسكرياً. أهمية الاستعداد لمواجهة سيناريو حرب في لبنان ناجمة عن تقدُّم الحزب في بناء قوته، وخصوصاً في مجال برنامج الصواريخ الدقيقة، التي تزيد في معقولية مواجهة بين إسرائيل وحزب الله، حتى لو كان الطرفان لا يرغبان في ذلك. ننصح بأن تكون الخطة العسكرية هي حسم عسكري في مواجهة الحزب بصورة تسمح بقيام سلطة جديدة تمثل كل أطراف القوى في لبنان، وتحظى بتأييد ومساعدة الغرب ودول الخليج، وتشكل وزناً مضاداً للنفوذ الإيراني في بلاد الأرز. من الناحية العسكرية، يتعين علينا الاعتراف بأن الرد العسكري على تهديد حزب الله غير موجود حالياً. سلاح الجو وحده، على الرغم من قوته الهائلة، فإنه لا يمكن أن يشكل رداً على حجم نيران حزب الله ودقتها. أيضاً الدفاع الفعال، مهما كان قوياً، لا يضمن تحقيق المطلوب. يجب على الجيش الإسرائيلي بناء قوته بصورة مختلفة في مواجهة خطر حزب الله، وفي الأساس إعادة بناء قوته البرية كي تشكل قوة ضاربة حاسمة وسريعة. ويتطلب الأمر حواراً أفضل وأكثر انفتاحاً مع المستوى السياسي كي يعرف جيداً قدرات الجيش الإسرائيلي وحدودها في سيناريو حرب ضد حزب الله. بالإضافة إلى ذلك، الاستعداد السياسي للحرب يتطلب التركيز على إقامة علاقات سرية مع كل أطراف القوى في لبنان التي يمكن أن تشكل أساساً لسلطة جديدة تتيح انسحاباً سريعاً، كما يتطلب حواراً مسبقاً مع الولايات المتحدة ودول معينة في أوروبا والمنطقة من أجل تسخير جهودها لإيجاد نظام جديد في لبنان في سيناريو حرب لا مفر منها.
    تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة كدعامة أساسية في الأمن القومي لإسرائيل. يجب علينا السعي لبناء استراتيجيات مع الإدارة الأميركية تسمح لإسرائيل بالعمل ضد إيران نفسها وضد وكلائها بصورة مستقلة، وبما يتلاءم مع مصالحنا القومية. وفي الوقت عينه، يجب الامتناع من ربطنا بالتزامات من نوع حلف دفاعي يقيد نطاق عملنا، كما يجب علينا الامتناع من تحدي العلاقات مع الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تطوير العلاقات مع الصين. استقلالية الجيش الإسرائيلي إزاء السياسة الأميركية ضرورية أيضاً، في ضوء الإدراك أن الولايات المتحدة قررت تقليص تدخُّلها العسكري في الشرق الأوسط، وانسحابها من أفغانستان في آب/ أغسطس 2021 هو أبرز دليل على ذلك.
  • يجب على الجيش الإسرائيلي توسيع تدخُّله في “دوائر بعيدة”، مثل العراق واليمن، بالتنسيق مع الولايات المتحدة ودول الخليج، وهي مناطق لإيران مصالح مهمة فيها، وضربها يمكن أن يزيد في الشعور بالتهديد لدى السلطة الإيرانية ويشوش خططها للهيمنة الإقليمية. من جهة أُخرى، يجب الامتناع من مواجهات عسكرية في “الدائرة الأولى” غير الضرورية، ويمكن أن تؤثر في الاستعداد أو القدرة على العمل بصورة حاسمة ضد إيران. ينطبق هذا على دول وأطراف غير دولتية تتحدى إسرائيل (من تركيا، وصولاً إلى “حماس”)، والتي يجب السعي للتوصل إلى تسوية معها، ولو موقتة.
  • يجب زيادة التعاون مع الدول العربية السُّنية، وعلى رأسها مصر والأردن وجزء من دول الخليج. يتعين على إسرائيل أن تعلم بأنها قادرة على القيام بعملية عسكرية ضد إيران من دون الخوف من ردة فعل من هذه الدول، أو من تأثير هذه العملية في شبكة علاقاتها بهم. بالإضافة إلى ذلك، التعاون مع هذه الدول سيجعل إسرائيل قادرة على عدم الانشغال بمعالجة قضايا أمنية ثانوية من حيث الأهمية، مقارنة بالخطر الإيراني، وسيحصّن شبكة التحالفات الإقليمية ضد إيران. من هنا، تنبع المصلحة الإسرائيلية في استقرار هذه الدول. التقدم الإيجابي في العلاقات مع هذه الدول، والتي كانت ذروتها الأخيرة في “اتفاقات أبراهام”، تنطوي فعلاً على إمكانية توسيع التعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي، لكن يجب على إسرائيل الاعتراف بأنها لا تستطيع دفع هذه الدول إلى المشاركة في عملية عسكرية في إطار ائتلاف، أو تجنيدها في عملية مستقلة ضد إيران.
  • الاستمرار في مسعى زعزعة استقرار حكم النظام الإيراني، وصولاً إلى إطاحته، على الرغم من أن فرص نجاح ذلك ليست كبيرة. الضغوط الاقتصادية، بينها العقوبات، لا تستطيع تحقيق هذا الهدف. مع ذلك، العقوبات تُضعف النظام، وهذا توجُّه يجب زيادته بقدر الممكن.
  • جهد سري مستقل مع شركاء آخرين، هدفه عرقلة تقدُّم البرنامج النووي الإيراني، وليس تأخير الموعد الذي تصبح فيه إيران قادرة على الصعود درجة في قدرتها العملانية العسكرية النووية. ويجب أن نضيف إلى ذلك جهداً دبلوماسياً واستخباراتياً واسع النطاق، ومستمراً في مواجهة دول العالم والمنظمات الدولية لتوسيع نطاق الشرعية السياسية لإسرائيل، من أجل القيام بعملية عسكرية ضد إيران عند الضرورة، ومنع اتخاذ خطوات عقابية سياسية وغيرها في “اليوم التالي”.
  • تعميق التنسيق التكتيكي مع روسيا. هناك مصلحة مشتركة للدولتين. روسيا لا تريد، مثل إسرائيل، وجوداً إيرانياً واسعاً ومؤثراً في سورية. يجب استغلال ذلك لمصلحة عمليات عسكرية ضد أهداف إيرانية في سورية، ومن أجل إحباط تهديدات جوهرية من أراضي هذه الدولة. مع ذلك، روسيا تعتبر سورية تحت وصايتها، وتنوي دعم الجيش السوري وبناء قوته، وتحويله إلى قوة عسكرية تشكل تهديداً، كما في الماضي، لسيادة أراضي إسرائيل وأمن مواطنيها.
  • في الختام، يجب على إسرائيل أن تضع القضاء على البرنامج النووي الإيراني في محور جدول أولوياتها الاستراتيجية. الجيش الإسرائيلي هو الأداة الأساسية التي تملكها إسرائيل لهذه الغاية، ويجب أن نوجه بناء قوته في هذا الاتجاه. لا يمكن ردع إيران عن السعي لامتلاك قدرة عسكرية نووية، ويجب على إسرائيل بناء قدرة عسكرية حاسمة. نطاق عمل إسرائيل ضد إيران مرتبط، قبل كل شيء، ببناء قوة مركزية، وبتنسيق استراتيجي ناجح مع الولايات المتحدة كي تسمح لإسرائيل بالعمل بصورة مستقلة ضد إيران عند الضرورة.
  • التوصيات المختلفة التي جرى تفصيلها في هذه الوثيقة تفرض التطرق إلى مسألة سلّم الأولويات، وما هي التوصيات الأكثر إلحاحاً. على هذه الخلفية، وفي ضوء التقدير أن إسرائيل تملك مجالاً للتأثير في البرنامج النووي الإيراني بوسائل دبلوماسية وأيضاً سرية وخفية، ننصح بالتركيز، قبل كل شيء، على بناء قوة بسرعة لمواجهة احتمال حرب مع حزب الله. قوة عسكرية حاسمة من هذا النوع ستمنح في نهاية الأمر متّخذي القرارات نطاقاً لتحرُّك استراتيجي إذا اضطروا إلى إعطاء الأوامر بتنفيذ عملية عسكرية مباشرة ضد منشآت نووية في إيران، وسيكون الجيش الإسرائيلي قادراًعلى مواجهة رد مباشر، سواء من طرف إيران أو من طرف حزب الله.
  • قضايا أُخرى تحتل مركز جدول الأعمال في إسرائيل لا تقل أهمية، وخصوصاً المواجهة المستمرة مع “حماس” في غزة، يجب ألّا تحوّل اهتمام إسرائيل عن التهديد الإيراني، بصفته التحدي المركزي للأمن القومي الإسرائيلي.

 

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا