الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمتهديد بايدن لروسيا بطردها من S.W.I.F.T سذاجة تاريخية و حماقة ترامبية

تهديد بايدن لروسيا بطردها من S.W.I.F.T سذاجة تاريخية و حماقة ترامبية

قبل يومين هدد الرئيس الامريكي جو بايدن بطرد روسيا من سويفت (SWIFT) – جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك -‎  التي تشكل عضويتها اساس التعاملات التجارية بين البنوك في العالم

وبقدر ما لهذا الاجراء من اثر ضار على الاقتصاد الروسي الذي تبلغ صادراته من النفط والغاز  وحدها 500 مليار دولار سنويا وهي 40%:من الدخل القومي الروسي الا انه بنفس الوقت سوف يشكل كارثة تاريخية على الدولار نفسه بحرمانه من حركة تجارية بمقدار 1.23 ترليون دولار سنويا.

وهو ما يهدد بالعودة لازمة مثل ازمة الكساد العالمي 2008 والتي هددت بها بعض الدول بالاستغناء عن الدولار كعملة دولية واستبداله بعملات اخرى كالذهب.

بوتين يدرك جيدا ان الولايات المتحدة غير قادرة على اتخاذ اجراء من هذا القبيل وانها ككل التهديدات الامريكية هي مجرد تضخيم للخطر الروسي واعادة العالم لحالة التوتر (حالة اللاحرب واللاسلم) السائدة في القرن الماضي.

الازمة الاوكرانية-الروسية هي مثال على المنحنى الجديد في استراتيجية الامن القومي الامريكي منذ 2017-NSS التي رسمها نتنياهو لترامب بضرورة اعادة العالم لحالة اللاحرب واللاسلم لاعادة احياء منظومة الاقتصاد الامريكي القائم على اقتصاد الحرب.

مثلها مثل الازمة الايرانية لسلاح نووي تراه الجمهورية الاسلامية محرما دينيا وقانونيا..

مثلها مثل الازمة الفلسطينية بتقويض حل الدولتين.. ودعم حماس لاحياء فكرة اللاحرب واللاسلم..

مثل ازمة الارهاب التي اعادت امريكا احيائها بالانسحاب من افغانستان وتهريب مجرمي غويران بالحسكة..

وهي ما اسمته استراتيجية الامن القومي الامريكية آنذاك حالة التنافس بدلا من التعاون الدولي.

حالة التنافس هذه تدعو لخلق مجموعة اقطاب دولية معادية (منعزلة عن بعضها) يشكلون بمجموعهم قطب آخر للولايات المتحدة يعيد العالم لحالة الحرب الباردة السائدة في القرن الماضي

الآن .. طرد روسيا من اتفاقيات SWIFT .. سيدفع القطب الروسي للبحث عن بدائل مالية خارج منظومة الاقتصاد الامبريالي العالمي..

تماما كنظام العملات المشفرة الذي سعت الجمهورية الاسلامية انشاؤه مع فنزويلا لتجاوز العقوبات الامريكية 2021

الصين .. وكوريا الشمالية.. ايران.. واليمن.. وسوريا .. و فينزويلا .. وغيرها .. التي تتعرض لعقوبات العزل عن سويفت .. كلها ستجد بالنظام الدولي الجديد ملجأ لها..

هذا يعني 40% من تداولات الدولار بالعالم على الاقل

يعني مطلقا ان الدولار سوف ينهار..

ربما تكتيل الاقطاب المنافسة هو ما تريده امريكا على المدى البعيد لانجاح فكرتها بخلق مجموعة الاقطاب المتعددة ولكنها بالتأكيد لا تستشعر خطر انهيار الدولار كعملة دولية بعد فقدانه لكل اولئك المتداولين.. تماما كما كاد ان يحدث عام 2008 Global Recession

ليس خطر انهيار الدولار والعملات المرتبطة به فحسب؛

-بل سيحرم المنظومة الغربية من اهم اسلحتها في الضغط الناعم على كل الدول التي ستنضم للمنظومة الدولية الجديدة ..

-بما فيها تعقب اموال الدعم للدول والجماعات المعارضة للولايات المتحدة .. ووسائل تجفيف المنابع..

-كما سيحمل اخطار عالمية جديدة باعادة احياء الارهاب الذي سيجد في المنظومات المالية الجديدة وسيلة لاخفاء نقل الاموال وتبادلها عبر العالم..

و هو ربما ما تسعى اليه امريكا..

فانظر كم هي امريكا متهالكة.. وكم هي التضحيات التي تستعد لتقديمها ثمنا لاستعادة حالة اللاحرب واللاسلم في العالم..

وانها لثورة حتى النصر،،

نائل عيسى
ابحاث الاوسط 26/02/2022

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا