الرئيسيةمختاراتمقالاتالأمة العربية تشاهد الظلم، ولكن؟

الأمة العربية تشاهد الظلم، ولكن؟

بقلم: سعدات بهجت عمر

فلسطين بكل أبعادها هي جزء أساسي من الأمة العربية، وللأسف كل الأمة العربية تشاهد عبر شاشات التلفاز التهديدت الإسرائيلية المتواصلة بالمزيد من ارتكاب المجازر والمذابح واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والأحياء بحماية القوات الاسرائيلية، وحصار المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية ومصادرة الأراضي، واقامة المستوطنات، وسرقة التراث وتزوير التاريخ وغيرها من تطورات تستلزم الوقوف أمامها بشيء من التأمل خوفاً من المزيد من الإملاءات والضغوط العربية الرسمية، والاقليمية التي أدت إلى عزل فلسطين كلها عن محيطها العربي والإسلامي للقضاء على السلطة الفلسطينية والمقاومة في فلسطين، ولبنان، وسوريا، والجمهورية الإسلامية في ايران، وربما التساؤل البديهي عن السبب في عدم فاعلية أي تحرك شعبي عربي أو ما يُصطلح تسميته وحدة العمل للأحزاب العربية الوطنية والقومية والإسلامية في مواجهة هذه التطورات الداخلية والخارجية، وليس هناك إلا إجابة واحدة وهي أن هيكل التنظيم القومي العربي المتمثل في جامعة الدول العربية وللأسف يحتاج إلى التقويم.
إننا بحاجة إلى خلق علاقة تفاعل متبادلة بين الشعوب العربية بخصوص قضايانا القومية. فالعاطفة الجياشة في إطار الشعور العربي بالظلم التاريخي تجاه اتفاقية سايكس بيكو، ووعد بلفور، وفلسطين، والثورة الفلسطينية من العام ١٩٦٥ وحتى العام ١٩٨٢، وإيران الجمهورية الإسلامية، وتركيا…ويهود الدونما، والأقليات، والطوائف كلها تُسهم في إعادة تكرير ذات الماضي، وذات المواقف السياسية القديمة من حالات الفوضى التي نجدها ونراها في معظم الدول العربية، وهذا يعود أولاً للتخاذل العربي الرسمي، وثانيا أن كل أجهزة الدولة في الكيان الصهيوني تعمل كأبواق إعلام دعائي رهيب، وتقوم كل مؤسسات هذا الكيان عامة كانت أم خاصة في خدمة المؤسسة الدينية السياسية والعسكرية، ويُشكل هذا الأخطبوط شبكة تخدمها الثورة التكنولوجية والمعلوماتية الحديثة والمساعدات الأمريكية_الأوروبية وهي مُجندة تجنيداً كاملاً لخدمة المشروع الإسرائيلي الصهيوني ودعم التحرك الدولي، والاقليمي، والعربي التطبيعي ضد شعبنا الفلسطيني وجماهيره العربية الناهضة، وتخصص الإدارة الصهيو-أمريكية أهم ميكانزمات هذه العملية. إن الحالة العربية اليوم لا تدعو إلى للتفاؤل القريب الأمد. فالاتجاه العام يسير نحو التهميش للجماهير العربية المناصرة لفلسطين، وهو تهميش قائم منذ سني ما يُسمى باستقلال الكيان الاسرائيلي الذي هو يوم نكبة شعبنا الفلسطيني، ويزداد قوة ووضوحاً في هذه المرحلة على شكل تحالف أميركي-اسرائيلي- عربي رسمي تطبيعي لتمرير المؤامرات عبر مزيد الصفقات، ونتساءل إن كانت الأمة العربية في أحسن حالاتها أمة معارضة لكل ما هو قائم. أم أمة مهزومة أمام ما يُصاغ عالمياً دون أن يكون لها دور أو رأي. أم أنها أفضل في تعبيراتها كأمة مظلومة تردد الشكوى، وتُسِرُّ البكاء على أطلال الماضي وبين البحث عن المستقبل نجد فاصلاً كبيراً السؤال أمام العرب. هل من تَغَيُّر؟ هل من إحياء لمفاهيم للتعامل البنَّاء مع المستقبل؟ بمعنى آخر. هل ما يقوم به العرب اليوم يَصُبُّ في المستقبل الإيجابي. أم المستقبل السلبي؟ بمعنى آخر إلى أين تسير الأمة العربية وأين سترسو؟

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا