الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمحديث القدس: دولة الاحتلال تسعى لتحويل الصراع الى ديني

حديث القدس: دولة الاحتلال تسعى لتحويل الصراع الى ديني

بات من الواضح تماماً ان دولة الاحتلال تسعى الى تحويل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الى صراع ديني قد لا يبقي ولا يذر، في ضوء اعطاء حكومة الرأسين الاحتلالية الحق لقطعان المستوطنين باقتحام الاقصى وأداء صلوات تلمودية في داخله، ومحاولة اخراج المصلين المسلمين من داخله ليتسنى للمستوطنين الذين يقودهم اعضاء في الكنيست الاسرائيلي واعتداء شرطة وقوات الاحتلال التي ترافق المستوطنين على المصلين واصابة واعتقال العشرات، وتكسير نوافذ وبوابات داخل المسجد الاقصى جراء اطلاق الرصاص المطاطي المغلف بالحديد وكذلك القنابل الغازية باتجاه المصلين واستهداف نوافذ الاقصى والمسجد القبلي.
وتعتبر حكومة الرأسين القادمة في اغلبيتها من مجالس المستوطنات في القدس والضفة الغرية وراء هذه الاقتحامات في محاولة منها لحرف الصراع عن مساره السياسي الى مسار ديني، غير آبهة بالعواقب المترتبة على ذلك، خاصة وان المسجد الاقصى المبارك المستهدف هو خالص بجميع مساحته للمسلمين وانه يخص جميع المسلمين في العالم الامر الذي قد يؤدي الى حرب اقليمية وربما يتسع نطاقها لتشمل العالم بأسره، وهو ما يهدد الامن والسلم العالميين.
فخرق دولة الاحتلال للاتفاقات والقرارات الدولية وللولاية الهاشمية على الاماكن المقدسة في القدس وفي مقدمتها المسجد الاقصى وكنيسة القيامة والمنصوص عليها في اتفاق السلام الاردني الاسرائيلي، يدل على ان دولة الاحتلال لا تلتزم لا بالاتفاقيات ولا بالقرارات الدولية ولا بالمواثيق والاعراف المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة.
وهذا الامر يستدعي من دول العالم وخاصة الدول الغربية والولايات المتحدة التي تدعم دولة الاحتلال، التحرك للجم هذا الاحتلال الغاشم الذي بات حقاً وحقيقة يهدد الامن والسلم العالميين ويدفع باتجاه حرب دينية في المنطقة لا يمكن توقع نتائجها ولا تداعياتها التي تنذر بعواقب وخيمة.
فالدول الداعمة لدولة الاحتلال هي شريك فيما يجري في منطقتنا، وانه ما لم تضع حداً لجرائم الاحتلال بحق المقدسات الدينية الاسلامية والمسيحية وضد ابناء شعبنا، فإن الامور ستخرج عن السيطرة وعندها لا ينفع هذه الدول الندم أو الضغط على الاحتلال.
ويعتبر هذا الوقت فرصة ثمينة لهذه الدول لمراجعة الحسابات قبل فوات الاوان، وقبل ان تؤدي الحرب الدينية، اذا اندلعت، الى ما لا يحمد عقباه. فشعبنا والامة العربية والاسلامية لا يمكنهم السكوت على ما تقوم به دولة الاحتلال في الاقصى المبارك من محاولات لتقسيمه مكانياً بعد ان قسمته زمانياً.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا