الرئيسيةتقاريرصحافةنيويورك تايمز: الحرب في أوكرانيا تصبح أخطر على أمريكا

نيويورك تايمز: الحرب في أوكرانيا تصبح أخطر على أمريكا

رأى الكاتب السياسي في صحيفة “نيويورك تايمز” توماس فريدمان أن من تابع التقارير الأخيرة عن أوكرانيا يدرك أن الأمور تصبح أخطر بشكل يومي. بداية، كلما طالت الحرب ازدادت فرص ارتكاب أخطاء حسابية كارثية، وموادها الخام تتراكم بسرعة وحدّة. أشار فريدمان إلى تسريبين بارزين عن مسؤولين أمريكيين الأسبوع الماضي بشأن تورط الولايات المتحدة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

أولاً، كشفت نيويورك تايمز أن واشنطن أمنت معلومات استخبارية عن وحدات روسية سمحت للأوكرانيين بقتل العديد من الجنرالات الروس المشاركين في حرب أوكرانيا، وفقاً لمسؤولين أمريكيين كبار. ثانياً، ذكرت شبكة أن بي سي ثم الصحيفة نفسها أن أمريكا وفرت الاستخبارات التي ساعدت القوات الأوكرانية على تحديد موقع طراد موسكفا واستهدافه. هذه المساعدة “ساهمت في غرق” موسكفا في نهاية المطاف عبر صاروخي كروز أوكرانيي الصنع.

غضب
كصحافي، يحب فريدمان التقرير الجيد المبني على التسريبات معترفاً بأن المراسلين الذين أعدوا هذين التقريرين بذلوا جهداً قوياً. في الوقت نفسه، ومن كل ما تمكن الكاتب من الحصول عليه من كبار المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا مشترطين عدم الكشف عن اسمائهم، لم تكن التسريبات جزءاً من أي استراتيجية مدروسة وقد كان الرئيس غاضباً بشأنها.
قيل لفريدمان إن بايدن دعا مدير المخبارات القومية ومدير وكالة المخابرات المركزية ووزير الدفاع لتوضيح بأقسى العبارات وأكثرها فظاظة بأن هذا النوع من الثرثرة طائش ويجب أن يتوقف فوراً – قبل أن تنتهي الولايات المتحدة في حرب غير مقصودة مع روسيا. الخلاصة المذهلة من هذه التسريبات هي اقتراحها أن الولايات المتحدة لم تعد في حرب غير مباشرة مع روسيا بل أنها تقترب من حافة الحرب المباشرة وأن لا أحد أعد الشعب الأمريكي أو الكونغرس لذلك.

لا أوهام
ليس لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوهام بشأن حجم تسليح واشنطن والناتو لأوكرانيا بالمواد والاستخبارات، لكن حين يبدأ المسؤولون الأمريكيون بالتباهي علناً عن لعب دور في قتل جنرالات روس وإغراق سفينة قيادية وقتل العديد من بحارتها فقد يخلق هؤلاء فرصة لبوتين كي يرد بطرق يمكن أن توسع النزاع بشكل خطير وتجر الولايات المتحدة إلى مكان أعمق مما تريد. ويقول مسؤولون أمريكيون إن الخطر مضاعف لأن سلوك بوتين لم يعد قابلاً للتنبؤ به كما كان في الماضي، وهذا الأمر يزداد بداهة بالنسبة إليهم. وتنفد خيارات بوتين بشأن نجاح ميداني أو حتى إيجاد مخرج يحفظ ماء الوجه.

كارثة
كتب فريدمان أنه يصعب المبالغة بالكارثة التي كانت عليها هذه الحرب لبوتين. قال بايدن لفريقه إن بوتين كان يحاول إبعاد الناتو عن روسيا فانتهى به الأمر عند تهيئة الأرضية لتوسيع حدود الحلف. تتخذ فنلندا والسويد خطوات نحو الانضمام إلى حلف بقيتا خارجه طوال سبعة عقود. لكن لهذا السبب يقلق مسؤولون أمريكيون مما قد يفعله أو يقوله بوتين في يوم النصر الاثنين والذي يمثل ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية. قد يحشد بوتين المزيد من الجنود أو يقوم باستفزازات أخرى كما يمكن ألا يقوم بأي شيء على الإطلاق. لكن لا أحد يعلم.

ما الذي يفكر فيه زيلينسكي؟
وفقاً لفريدمان، ليس الروس وحدهم من يحاولون توريط الأمريكيين بشكل أعمق في الحرب. كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يحاول فعل الشيء نفسه منذ البداية، أي جعل أوكرانيا عضواً فورياً في الناتو أو دفع واشنطن إلى صياغة معاهدة أمنية ثنائية مع كييف. يشعر الكاتب برهبة أمام بطولة زيلينسكي وقيادته وهو كان سيحاول إشراك الولايات المتحدة إلى جانبه لو كان محله. لكنه كمواطن أمريكي يريد من الولايات المتحدة أن تكون حذرة.
كانت أوكرانيا ولا تزال دولة ملطخة بالفساد. لا يعني ذلك أنه يجب على الولايات المتحدة عدم مساعدتها. يعرب فريدمان عن سعادته بذلك ويصر على المساعدة. لكن إحساسه هو أن بايدن يمشي على حبل مشدود مع زيلينسكي أكثر مما يبدو في الظاهر – يريد فعل كل ما هو ممكن للتأكد من أن يربح هذه الحرب إنما بطريقة تبقي على مسافة بين واشنطن والقيادة الأوكرانية.

اسألوهم عنه
نظرة بايدن وفريقه حسب فريدمان هي أن أمريكا تحتاج لاستعادة سيادتها والتغلب على الروس لكن مع عدم السماح لأوكرانيا بأن تتحول إلى محمية أمريكية على حدود روسيا. ثمة حاجة أمريكية للتركيز الفائق الحدة على ما يشكل مصلحة قومية للولايات المتحدة وعدم تعريض الأمريكيين لمخاطر لا يريدونها. ما يدركه الصحافي عن بايدن هو أنه لا يدخل بسهولة في علاقة ودية مع زعماء العالم. لقد تعامل مع الكثير منهم طوال مسيرته. لديه فكرة جيدة عن مكان بداية ونهاية المصالح الأمريكية. وطالب فريدمان القراء بسؤال الأفغان عن ذلك.
رأى الكاتب أن الخطة-أ لبوتين، أي الاستيلاء على كييف وتعيين رئيس لها، فشلت. والخطة باء، أي السيطرة على دونباس، لا تزال تواجه شكاً. أحرزت قوات بوتين المعززة حديثاً بعض التقدم، لكنه لا يزال محدوداً.

نقطة مضيئة
بينما تحاول أمريكا عدم الوقوع في الورطة، تظل إحدى النقاط المضيئة في جهود تفادي توسع الحرب نجاح الإدارة في منع الصين من توفير مساعدة عسكرية لروسيا. كان ذلك هائلاً. بعد اندلاع الحرب، شرح بايدن شخصياً للرئيس الصيني شي جينبينغ خلال مكالمة هاتفية مطولة أن مستقبل الصين الاقتصادي يعتمد على إمكانية الوصول إلى أسواق أمريكا وأوروبا، أكبر شريكين تجاريين لها. وإذا وفرت الصين مساعدة عسكرية لبوتين فسينطوي ذلك على تداعيات سلبية جداً بالنسبة إلى تجارة الصين مع كلتا السوقين. امتنع شي عن مساعدة روسيا بأي طريقة عسكرية مما جعل بوتين أضعف أيضاً.

قمة الجنون
شدد فريدمان بقوة على ضرورة الالتزام بأكبر قدر ممكن بالهدف الأمريكي الأصلي والمحدد بوضوح والقاضي بمساعدة أوكرانيا على دحر القوات الروسية بمقدار ما أمكن أو التفاوض على انسحابها متى ما شعر الأوكرانيون بأن الوقت مناسب. وحذر في الختام من أن الأمريكيين يتعاملون مع أكثر العناصر فقداناً للاستقرار، ولا سيما بوتين الجريح سياسياً. التباهي بقتل جنرالاته وإغراق سفنه أو الوقوع في حب أوكرانيا بطرق تدفع الولايات المتحدة إلى الغرق هناك للأبد هما قمة الجنون.

موقع 24 الاماراتي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا