الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمتيسير عبد الله يكتب: ما مشكلة حماس الجديدة مع إسرائيل، ولماذا تصاعدت...

تيسير عبد الله يكتب: ما مشكلة حماس الجديدة مع إسرائيل، ولماذا تصاعدت الأحداث فجأة بينهما؟

ما مشكلة حماس الجديدة مع إسرائيل، ولماذا تصاعدت الأحداث فجأة بينهما حتى وجدنا أنفسنا على بعد خطوات من الحديث عن مواجهة محتملة؟.

ألم يتوصل الطرفان بمساعدة مصر وقطر والأمم المتحدة إلى تفاهمات أدت إلى تقديم تسهيلات للحركة تقاضت فيها رواتب مقابل سولار مصري تدفع ثمنه قطر، وتم توسع مساحة الصيد إلى 15 ميلا، وتسهيلات أخرى كثيرة: تصاريح العمال والتصدير والاستيراد ووقف الاقتحامات لحدود غزة والاغتيالات…

ما الذي جرى؟ هل وجدت الحركة نفسها خاسرة ومغلوبة في التفاهمات الأخيرة، وغيرت من أهدافها الحالية والآنية برفض التسهيلات، وأصبحت تطالب بما هو أكبر، القيام بعمليات مسلحة لتحرير فلسطين مثلًا، أو تحرير المسجد الأقصى؟. وهل هي على استعداد للتفريط بحالة الاستقرار والهدوء والرفاهية التي تعيش فيها بغزة؟.

المشكلة العميقة التي أدت إلى ما نعيش فيه الآن من توتر، حالة الازدواجية التي تعيش فيها حماس وتريد فيها أن تجمع بين الحكومة وتزعّم المقاااومة، والتي ترفضها إسرائيل.

حين قدمت إسرائيل تسهيلاتها لحماس أرادت تحييدها عن الصراع في الضفة والقدس والداخل، وكان هذا شرطا غير مكتوب في التفاهمات بينهما، لكن وجدت حماس مع الوقت أن تنازلها عن هذا الشرط سيفقدها شعبيتها وجوهر بقائها واستمرارها، خاصة مع تقدم فصائل فلسطينية أخرى منافسة لتنفيذ عمليات في العمق الإسرائيلي، خاصة من فتتتح.

بمعنى آخر، حماس تريد ما يلي:
1- إحراز تسهيلات واستقرار وأموال في غزة من قطر وإسرائيل.
2- التشجيع الكلامي والنظري للمقااااومة والتحريض عليها في الضفة والقدس والداخل دون التورط بشكل مباشر في الأعمال العسكرية.

حماس تظن أن عدم تورطها الفعلي في العمليات العسكرية ضد إسرائيل سيبرئها من الاتهام بالمشاركة، بينما تعتبر إسرائيل مجرد خطاب خماااش الكلامي والتحريضي كافيًا لاتهامها ومعاقبتها.

ما يجري الآن بين حماس وإسرائيل محاولة لفرض معادلة صورة كيانات جديدة، تتقمص فيها حماس صورة قطر أو تركيا، التي تصدر فيها خطابًا شعبيًا معاديًا لإسرائيل، بينما في الخفاء تربطها مع الكيان تفاهمات سرية عميقة تؤدي إلى حالة من الهدوء وتوفير الدعم المالي.

الحقيقة أن الطرفين يواجهان مشكلة كبيرة، فكما أن إسرائيل لا يمكن أن تتنازل عن قضية التحريض الخطابي ضدها، فإن حماس لا يمكن أن تتنازل عن خطابها الكلامي المقاااوم والذي ترى فيه سبب وجودها، وسبب تحصيلها لمكاسب شعبية، وترى نفسها بسببه أنها تتزعم حركااات المقاااومة في فلسطين. وتعتمد عليه لمحاصرة الرئيس أبو مازن في الضفة لتصويره من المفرطين والمتنازلين مقابل هذا الخطاب الراديكالي الذي يسحب البساط من تحت أقدامه في الضفة الغربية. وتعتمد عليه لتصوير نفسها أمام أنصارها وأتباعها أنها تقود المعارك في باحات المسجد الأقصى ضد الاقتحامات الإسرائيلية.

فمن يتنازل للآخر عن مطلبه قبل الوصول إلى لحظة التصادم، أم سيجد الوسطاء صيغة توافقية بينهما، مثلما نجحوا في المرات السابقة في إيجاد الكثير من الصيغ التوافقية لاستمرار الهدوء.

🖊 تيسير عبد الله

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا