الرئيسيةتقاريرصحافةروسيا تتحدى العقوبات وتتقدّم...هل يفكّرالغرب بتسوية في أوكرانيا؟

روسيا تتحدى العقوبات وتتقدّم…هل يفكّرالغرب بتسوية في أوكرانيا؟

استغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابه أمام المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرج الجمعة كي يندد بقوة بالرد الغربي على الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال بوتين: “قبل عام ونصف العام، عندما كنت أتحدث أمام منتدى دافوس، كررت مرة أخرى أن عهد الآحادية القطبية قد انتهى- وأريد أن أبدأ بهذا، إنها حقيقة لا مفر منها. إنه (النظام العالمي القائم على القطب الواحد) انتهى. على رغم كل المحاولات لإنقاذه والحفاظ عليه بكل الوسائل الممكنة. إن التغيير هو من طبيعة التاريخ”. وأضاف أن “شركاءنا لا ينكرون ببساطة الواقع فقط، إنهم يحاولون مقاومة مسار التاريخ. إنهم يفكرون بمعايير القرن الماضي”. ووصف نظام العقوبات الغربي الذي ظهر عقب الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه “مجنون” و”طائش”. ولفت إلى أن “الهجوم الاقتصادي السريع”، لم يخفق في شل روسيا فحسب، بل إنه ألحق “اضراراً مماثلة وحتى أكبر” بأوروبا والولايات المتحدة.

العقوبات تفاقم التضخم
وكتب محرر شؤون الأمن القومي في مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية مارك أيبسكوبوس أن بعض صانعي السياسة الغربيين يتفقون مع تقييم بوتين. وكان موقع “بلومبرغ” الأمريكي أفاد الأسبوع الماضي أن “عدداً من مسؤولي إدارة الرئيس جو بايدن يقرون سراً، بأن العقوبات عوض عن أن تكبح جماح الكرملين، وفق ما كان المتوخى منها، فإنها تفاقم التضخم، وتؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي وتعاقب الروس العاديين أكثر من بوتين وحلفائه”.
ونظراً إلى ارتفاع أسعار الطاقة وتوطيد العلاقات المالية مع دول رئيسية رفضت المضي بالعقوبات الغربية، فإن روسيا تحدت بشكل ملحوظ تنبؤات إدارة بايدن بإنهيار اقتصادي فوري.
ويقول الخبراء إن تأثير العقوبات الغربية على روسيا يحتاج إلى سنوات قبل أن يسري مفعوله. وأبلغ الخبير البارز في المؤسسة الألمانية للشؤون الدولية والأمنية يانيس كلوغ لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن “المشاكل الاقتصادية لروسيا ستزداد بحلول الصيف والخريف، لكن بشكل تدريجي”. وحتى في هذه الحال، لا ضمانة بأن الألم الإقتصادي المقبل لروسيا، سيكون من القوة بحيث يفرز تغييرات في عقيدة التفكير لدى الكرملين أو بما يجعل الحرب في أوكرانيا مكلفة إلى حد كبير بالنسبة إليه.
وفي إشارة إلى الإرتفاع المتواصل في أسعار النفط، قال المفاوض الأوكراني ديفيد أراخاميا لموقع “أكسيوس” الأمريكي الإخباري، إنه سيستغرق روسيا أربع سنوات كي تشعر بالعواقب الكاملة للعقوبات، وأن “السؤال هل نحن (الأوكرانيين) سنبقى هنا بعد ثلاث أو أربع سنوات لنتمتع بهذه المشهد”.

آثار جانبية للعقوبات
ولفت الكاتب إلى أن الآثار الجانبية للعقوبات آخذة في التصاعد بينما الآمال بحصول هجوم أوكراني معاكس تتلاشى في ظل تقدم روسي بطيء لكن ثابت في شرق أوكرانيا وجنوبها، وبعض القادة الغربيين وأعضاء في فريق بايدن للسياسة الخارجية بدأوا يقاربون بحذر الاحتمالات البعيدة المدى لتسوية تفاوضية. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الخميس إن الولايات المتحدة ستواصل دعم أوكرانيا “بتزويدها المتواصل بالسلاح والمعلومات الإستخباراتية”، لكنه أضاف أن واشنطن تجري محادثات مع كييف حول ما يمكن أن تبدو عليه التسوية مع روسيا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “عند نقطة معينة، وبعد أن نكون قد قدمنا أقصى الدعم لأوكرانيا كي تقاوم-وعندما تنتصر، وهذه رغبتي، ويتوقف إطلاق النار، فإنه يتعين علينا التفاوض…وسيتعين على رئيس أوكرانيا وقادتها التفاوض مع روسيا ونحن كأوروبيين سنكون موجودين حول الطاولة، لتقديم ضمانات أمنية”.

لا مساحة للتسوية حالياً
وعندما سئل عن احتمال تقديم تنازلات عن أراضٍ أوكرانية أو غير ذلك، أجاب ماكرون أن ذلك عائد إلى أوكرانيا.
لكن في الوقت الحاضر لا يبدو أن هناك مساحة للبحث في تسوية ذات معنى بين المتحاربين في الوقت الذي تستمر الحرب في شهرها الرابع. ومتشجعاً بدعم عسكري غربي تاريخي، كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر من مرة أن كييف لن تدعم أي تسوية تتضمن تنازلاً عن أراضيها. وفي الوقت نفسه ثمة دلائل ظرفية على أن روسيا لن تفكر في التخلي عن الأراضي التي سيطرت عليها في شرق أوكرانيا وجنوب شرقها أو تلك التي يمكن أن تسيطر عليها في المستقبل.

موقع 24 الاماراتي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا