الرئيسيةمختاراتمقالاتالشرطة الفلسطينية والالتفاف الشعبي

الشرطة الفلسطينية والالتفاف الشعبي

بقلم: الأسير محمد رفيق ابوعليا /سجن النقب الصحراوي

تحتفل عناصر الشرطة الفلسطينية بمرور الذكرى الثامنة والعشرين على انشاء هذه المؤسسة الامنية الفلسطينية، وذلك في اعقاب اتفاق اوسلو المرحلي وتحديدا في الاول من تموز لعام 1994، حيث بدأت عناصر الشرطة الفلسطينية انتشارهاالمبدئي في غزة واريحا ،تبعتها باقي المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة ليبدا عهد جديد على طريق الدولة بعيد عن ايدي الامن الاسرائيلي الاحتلالي، الذي كان يعمل على خلق حالة تصدع وتفرقة وسلخ لفكرة تحرر في المجتمع والشعب الفلسطيني .

عمل جهاز الشرطة الفلسطينية ومنذ تأسيسه على تثبيت اركان الامن المجتمعي والسلمي الاهلي، وترسيخ القيم الاخلاقية ومنع التشظي العائلي المتمثل بجرائم القتل والتمرد بدعوة الثأر او ما يسمى ( فورة دم ) والتي بدورها لا تمثل القيم الاصيلة والشهامة النبيلة وروح الالفة والتعاضد والمحبة التي يفخر بها شعبنا، فكان جهازا مؤسساتياً منضبطاً وعملياً ومدعوماً من الكل الفلسطيني بالوان الطيف الفصائلي والعشائري، ليكون سدا منيعا ورادعا صلبا امام كل من تسول له نفسه ضرب النسيج الاجتماعي والوطني الفلسطيني .

ــ لم يسلم جهاز الشرطة الفلسطينية في سنواته الاولى من الاستهداف الاسرائيلي،حيث منع الاحتلال ادخال الاجهزة المتطورة كأدوات المختبر الجنائي والبصمات و(DNA) وغيرها من الاجهزة التي تساعد في مجريات التحقيق وكشف الجناة، ومع هذا النقص كان الشعب الفلسطيني سندا ومعينا وحاميا لهذه المؤسسة التي تثبت في كل يوم ان التفاني والامانة والاخلاص والثقة في العمل الشرطي هي دعائم النجاح.

ــ في اعقاب الانتفاضة الثانية اعاد الاحتلال الاسرائيلي مسلسل استهداف جهاز الشرطة الفلسطينية وفي هذه المرة تم استهداف العنصر البشري، الامر الذي ادى الى ارتقاء عشرات الشهداء، اضافة الى مئات الجرحى والاسرى الذين حكم الاحتلال على بعضهم احكاما عالية وصلت الى المؤبد ومنهم من تم ابعاده ضمن صفقات التبادل، بالاضافة الى استهداف البنية التحتية بشكل همجي للمدافع والطائرات الامرالذي ادى الى تدمير عشرات المقرات ومئات الدوريات ـ، علاوة عن هدم شبه كلي لسجني اريحا ونابلس .

ــ وبالرغم من المحاولات المستمرة من دولة الاحتلال لاضعاف هذه المؤسسة الامنية،الا ان الفكرة التي بني على اساسها هذا الجهاز الاوهي حماية الانسان الفلسطيني بموروثه الوطني والتاريخي يجعله اكثر صلابه وارادة على تحديث نفسه بما يتناسب مع المرحلة التي يسعى فيها الاحتلال لتقطيع اوصال الاراضي الفلسطينية بحيث لا يتمكن جهاز الشرطة من اداء واجباته ومهامه الموكلة اليه، ودائما ما تفشل هذه المحاولات الاحتلالية بسبب اللحمة الفلسطينية.

الشعب الفلسطيني قال كلمته منذ الازل،نحن شعب حي وعلى هذه الارض ما يستحق الحياة معا نحارب الاحتلال بالعلم والوعي والمعرفة وروح التسامح ووحدة الصف الداخلي، نسمو بالاخوة والتعاضد ضد كل الدخلاء، ننبذ القتل الذي لا يسعد سوى المحتل واعوانه، ولكم من اخوتكم الاسرى كل تقدير وثناء، ويوما ما وباذن الله سيكون شعبنا ما يريد.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا