الرئيسيةمختاراتاخترنا لكممراهنات هنية الخائبة كما يكتب عمر حلمي الغول

مراهنات هنية الخائبة كما يكتب عمر حلمي الغول

زيارة جديدة لرئيس حركة حماس، إسماعيل هنية للبنان الشقيق، بدأها يوم الثلاثاء الماضي الموافق 21 حزيران الحالي. التي تأتي في اعقاب زيارات سابقة لقائد الحركة الأول خلال السنوات الثلاث الماضية، وهو ما يعكس اهتمام قيادة الحركة بلبنان لاكثر من اعتبار، الأول تأكيد الحضور في المشهد الرسمي والحزبي اللبناني؛ ثانيا تعزيز العلاقات الثنائية بين حركته وحزب الله؛ ثالثا محاولة سحب البساط من تحت اقدام حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان؛ رابعا مد الجسور مجددا مع النظام السوري تحت يافطة “تعزيز تيار المقاومة” من خلال الوساطة الرسمية الإيرانية وممثلها في لبنان حزب الله؛ رابعا القيام بدور الوسيط بين حزب الله والمجموعات الإسلامية السنية في لبنان عموما، للاستحواذ على المشهد السني في الساحة.
مما لا شك فيه، ان بعض اهداف الزيارة تحققت فيما يتعلق بالمشهد اللبناني الرسمي والحزبي، إضافة لمشاركته (هنية) مع الوفد المرافق له في المؤتمر القومي الإسلامي، والقاء كلمة. لكن عناوين أساسية لم تتحقق حتى الان، وعنوانها الأول عدم التمكن حتى الان من فتح البوابة السورية. رغم تصريحات أبو العبد الإيجابية تجاه نظام الأسد الابن، واعلانه ان قيادة حركته بمختلف مستوياتها وافقت وتدعم عودة العلاقة مع النظام. حيث شاء التأكيد للرئيس بشار، انه لا يوجد تحفظات من عودة العلاقات، وكأنه أراد الإيحاء، بان النظام السوري موافق على عودة الأمور لمجاريها، وينتظر قبول تيارات فرع جماعة الاخوان في فلسطين فقط.
والحقيقة ليست كذلك نهائيا، لان النظام نتيجة التجربة المرة، التي قادها خالد مشعل، رئيس الحركة السابق وفريقه الحمساوي في سوريا، وخيانتهم للعيش والملح والاحتضان والرعاية السورية الرسمية في اعقاب تفاقم الازمة الداخلية عام 2011، حيث وقفت حركة حماس الى جانب فرع جماعة الاخوان المسلمين السورية، وادخلت كل زناة الدواعش والنصرة للمخيمات الفلسطينية وفي المقدمة منها مخيم اليرموك، عاصمة الشتات الفلسطيني، الذي تم تدميره اسوة بالمخيمات والمدن السوريةالمختلفة. وغادرت دمشق غير آبهة بتحالفها مع النظام، وأعلنت على رؤوس الاشهاد وقوفها الى جانب المعارضة عموما والاخوان خصوصا. كما انها تبنت التدخل التركي للأراضي السورية. وبالتالي ليس من السهل على النظام السوري تجرع عودة العلاقات الثنائية مع الحركة خصوصا وجماعة الاخوان المسلمين عموما. لا سيما وان له تجربة مريرة مع الاخوان المسلمين زمن الرئيس السابق، الأسد الاب عام 1982، ومع حماس وفرع الاخوان السوري 2011 وحتى الان.
ولكن يمكنني الافتراض، ان رفض النظام السوري لعودة العلاقات مع حماس لسابق عهدها، لا يعني اغلاق الباب كليا امام الاتصالات غير الرسمية، بتعبير آخر، قد يكون قادة من جهاز المخابرات السورية التقوا وفود من حماس بمن فيهم إسماعيل هنية ووفده سرا. بيد اني لا اعتقد ان الظروف نضجت الان لفتح البوابة السورية كاملة امام قيادة حماس. رغم الضغوط الإيرانية واداتهم حزب الله. اما ان ذلك قد يحدث لاحقا، فهذا لن يكون مستغربا. لان مصالح الدول والقوى تحتل الأولوية، واستنادا لها، ما كان مرفوضا امس واليوم، قد يصبح مقبولا غدا. لان المعادلات السياسية تتغير بتغير الحسابات والمصالح.
اما الملف الثاني، والذي اعتقد ان هنية ووفده لم يفلحوا به، رغم دعم حزب الله الواضح والعميق، مع ما له من ثقل في المشهد اللبناني عموما والفلسطيني تحديدا في الجنوب، وهو سحب البساط من تحت اقدام حركة فتح خاصة وفصائل المنظمة عامة، مع ان حركة حماس قامت، وتقوم ادواتها بتقديم رشاوي وحوافز لابناء الشعب في المخيمات في لبنان بهدف شراء ولاءهم، وتقويض مكانة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لتفرض تسيدها في المخيمات، كونها باتت تعي أهمية ومركزية الدور الفلسطيني في مخيمات لبنان، وتعكس ذلك في تعزيز نفوذها في أوساط الجاليات الفلسطينية، لتهيئة المناخ لخلق الاداة النافية للمنظمة. لكنها حتى الان فشلت، وفشل حزب الله معها في تحقيق هدفهم المتناقض مع ادعاءهم بانهم “تيار المقاومة”. كما ان الرئيس اللبناني، ميشيال عون رد على مساعي حماس، عندما قال “نرفض الاعتراف باي قوة بديلة عن منظمة التحرير”. وكأنه أراد التأكيد لاسماعيل هنية، ان استقبالك في قصر بعبدا، لا يتعدى الطابع البرتوكولي الشكلي، وليس له دلالة أخرى تتعلق بالتمثيل الفلسطيني.
ما تقدم يتطلب من قيادة فتح ومنظمة التحرير الانتباه لمخاطر السياسات التي تنتهجها قيادة حماس في مخيمات لبنان، وتعزيز الحضور، ودعم الشراكة بين الكل الوطني على أرضية صيانة وحماية مكانة المنظمة، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا