شتان

كتب: محمود أبو الهيجاء

من بين ما أحب من كلمات في اللغة العربية، كلمة (شتانَ) التي تبين اتساع الفرق الشاسع بين نقيضين، فنقول شتان ما بين الواقع والوهم، ما بين الجمال والقبح، وما بين الجيد والرديء، ولهذا شتان ما بين مسؤول في العقد الاجتماعي، يقلم أظافر رغباته الشخصية، فلا يحيل موقعه الى شركة استثمارات، وآخر يطيلها على نحو فاحش، وشره، ليملك الدنيا وما فيها..!! وشتان ما بين المعرفة والجهل، ما بين العلم والخرافة، وشتان ما بين الحضارة والبداوة، وشتان ما بين التنظيم والفوضى، وشتان ما بين الساعين لوأد الفتن، وأولئك الساعين لإيقاظها، وبثها بين الناس، وفي هذا الامر، شتان ما بين كلام يجمع ويوحد، وآخر يفرق ويشرذم..!! وشتان ما بين نص ونص، وأدب وأدب، وبعدما قرأت رثاء الراحل العزيز عزت الغزاوي، لولده الشهيد رامي، أقول شتان ما بين رثاء ورثاء، ولأنها سيرة الأدب، أقول شتان ما بين شاعر وشويعر، وراوٍ وسردي ثرثار، مأخوذ برغبات الشهرة والسلعة..!! وفي عالم الإدارة شتان ما بين موظف وموظف، ولكم أن تسترسلوا في هذه الكلمة كما تحبون.

ولعلي أرى أن معنى هذه الكلمة، لا يكمن فقط في انه يشير الى الفرق بين حالين نقيضين فحسب، وإنما كذلك يشير الى التمييز بينهما، وعلى نحو نقدي بليغ، بل وعلى نحو الادانة والاستنكار للنقيض القبيح، ولهذا دائما شتان ما بين الحق والباطل، وما بين الصح والخطأ، شتان إنّها كلمتي التي أُحبّ.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا