الرئيسيةمختاراتمقالاتفلسفة ومفهوم حركة التحرر الوطني الفلسطيني كمنطلق فكري سياسي ونضالي

فلسفة ومفهوم حركة التحرر الوطني الفلسطيني كمنطلق فكري سياسي ونضالي

كتب: المحامي علي ابوحبله

إن مفهوم التحرر الوطني كمنطلق فلسطيني فكري وسياسي هو المنطلق والأساس للفكر الفتحاوي وهو الوعاء والإطار للنظرية السياسية والإستراتجية السياسية وينعكس المفهوم في إطاره السياسي والتنظيمي والنضالي ضمن استراتجيه وطنيه تحكم العمل التنظيمي بشكل مباشر أو غير مباشر في البناء التنظيمي وفق هيكلته التنظيمية وما يتفرع عنها الإطار التنظيمي ، وعليه فإن تحديد مفهوم التحرر الوطني هو المقدمة المنطقية لدراسة المفاهيم النظرية والتطبيقية للمسألة التنظيمية لدى حركة فتح.
فما هو مفهوم حركة التحرر الوطني الفلسطيني فتح ؟
التحرر الوطني بالمفهوم الاستراتيجي هو إزالة التسلط الأجنبي بكل أشكاله، عن الوطن أو أي جزء منه وقع عليه تسلط خارجي، أو عن ثرواته. وببساطه مقاومة الاحتلال بكل الطرق المشروعة وهذه المقاومة كفلتها كافة القوانين والمواثيق الدولية التي أعطت للإقليم المحتل مقاومة الاحتلال .
لا يكتمل مفهوم التحرر الوطني إلا في إقامة السيادة الوطنية المستقلة على كامل تراب الوطن وكامل ثرواته.
أما مضمون الكفاح الوطني والنضال الوطني في مرحلة التحرر الوطني فيتلخص في وحدة القوى الوطنية في النضال معا ضد العدو الخارجي المحتل والمغتصب للحقوق من أجل استقلال وحرية الوطن أو تحرير أجزائه المحتلة من اجل بسط السيطرة والسيادة الوطنية وممارسة الحقوق الوطنية والنظام السياسي المستند إلى السيادة الوطنية وإقامة اقتصاد وطني حر ومستقل في ظل السيادة الوطنية

هذا المضمون يتطلب العناصر التالية
أولا : وحدة الحركة الوطنية : وتعني وحدة القوى الوطنية ووحدة الشعب في كافة قواه وتسخير كل المقومات الضرورية لإنجاز هدف التحرر الوطني وتحرير الأرض من المغتصب المحتل ، وهذه الوحدة يجب أن تقوم على أساس البناء على استراتجيه وطنيه تجمع الجميع على برنامج وطني تحرري

هناك اتجاه يحاول ربط بنية النضال في هذه المرحلة بمفاهيم تحكم العلاقات ما بعد إنجاز التحرر الوطني، إلا أنه لا يجوز لهذا الربط أن يكون عائقا في طريق وحدة حركة التحرر الوطني أو على حساب قوتها، ولا يجوز لهذا الربط أن يكون عاملا سلبيا أبدا. إن التحرر الوطني مصلحة حاسمة لمجموع الأمة وصلابة التمسك بالبرنامج الوطني لا تقتصر على طبقة أو فئة في المجتمع. بل غالبا ما تتوقف على درجة الإحساس بالحاجة إلى الوطن وإلى الكرامة الوطنية، أو الإحساس بالحاجة إلى الأرض لذلك نجد الأمثلة الكثيرة في نضال التحرر الوطني على التشبث المستميت في التمسك بالأرض ،وتستند إلى تماسك ووحدة الجميع حول مشروع التحرر والتحرير وهي مسؤولية الجميع
.
إن الأساس الذي يقودنا لتحقيق الانتصار هو في وحدة الشعب ممثل بكافة قواه ،
ومسألة القيادة فشرطها هو توفر الإخلاص المطلق وتفانيها في تطبيق مستلزمات ما يتطلبه برنامج التحرر الوطني والقدرة العملية على قيادة تنفيذه،
وهنا فان التباين في وجهات النظر أو الاختلاف يجب أن لا يقودنا إلى تفجير أو تفتيت الجبهة الداخلية والمس بوحدتها أو محاولة ضرب النضال وحرفه عن أولوياته وفق أجندات ومصالح فرديه أو انيه أو فئوية خدمة لأهداف الغير
ثانيا : برنامج التحرر الوطني، هو برنامج التحرير، واستخدام الإستراتيجية المناسبة وفق مقتضيات المرحلة ، بما تعنيه من تحديد الهدف الاستراتيجي والأسلوب الاستراتيجي والأداة الإستراتيجية الأمثل لتحديد وتحقيق الهدف ، ومن تحديد للعدو الرئيسي ضمن عملية تصويب لأولوية الصراع والسياسات والتحالفات التي تخدم استراتجيه مفهوم التحرر والتحرير الوطني
.
ثالثا : تحكم وحدة وبرنامج جبهة أو حركة التحرر الوطني ممارسة النضال ضد العدو الخارجي بأشكال هذا العدو المختلفة وبأشكال النضال المختلفة التي يجب أن يكون الكفاح المشروع التي شرعتها القوانين الدولية والمواثيق الدولية كحق مشروع في مقاومة أي سيطرة أجنبية على الوطن أو على جزء منه
.
إن العدو الخارجي في مفهوم التحرر الوطني هو كل جهة تحول أو تحاول أن تحول دون تحقيق هدف التحرر الوطني
كما أن مفهوم الصديق هو كل جهة تقف مع تحقيق هذا الهدف بغض النظر عن مستوى هذا الوقوف
وقد يأخذ النضال ضد العدو الخارجي أشكالا مختلفة. وقد يقتضي هذا النضال الاعتماد على أحد هذه الأشكال أكثر من غيره إلا أنه يجب إن يستند في الأساس إلى الأسلوبين السياسي والعسكري معا ضمن إستراتيجية متكاملة

النضال والتحرر الوطني ضمن إستراتجية النضال القومي
إن باعث وأساس النضال الوطني هو الوطن وفرض السيادة الوطنية على كافة تراب الوطن بالمفهوم الدولي لنظرية السيادة الوطنية ، أما باعث النضال القومي فهو الأمة وحقوقها القومية. ومما لا شك فيه أن الحق في وطن حر مستقل يعود إليه الأمر في السيادة الوطنية واستغلال الموارد والثروات وهو احد أهم الحقوق المكتسبة . وضمن المفهوم فان نضال التحرر الوطني جزء خاص في نضال الأمة من أجل ذاتها، أي من أجل حقوقها القومية،
إن واجب النضال من أجل التحرر الوطني يتقدم على واجب النضال من أجل أي حق آخر للأمة فعندما يقع عدوان على أرض الوطن فتصبح التناقضات من الماضي ، ويتوجب على كافة القوى بمختلف توجهاتها السياسية والفكرية ووضع كل الاعتبارات وتجنيد كافة القوى في خدمة النضال من أجل تحقيق الهدف المنشود في خدمة ألاستراتجيه الوطنية للتحرير
أما النضال القومي عموما فهو أوسع وأهم من جزئه الوطني حيث أنه لا يقتصر على النضال الوطني فقط فثمة حقوق أخرى للأمة غير حقها في الوطن وثرواته قد يأخذ النضال في سبيلها طابعا آخر
إلا أن المطالب القومية المختلفة عندما يتضمن النضال من أجل تحقيقها نضالا ضد قوى خارجية تصبح في عداد نضال التحرر الوطني، حتى وان كانت القوى الخارجية متوارية وراء قوى محلية أو متعاونة معها. وتصبح بذلك هذه المطالب القومية مرتبطة ارتباطا جدليا بمطلب التحرر الوطني
الأسس النظرية لمفهوم التحرر الوطني :
إذا صنفنا المذاهب الفكرية الاجتماعية السياسية إلى :
اولا: _ المذاهب العنصرية كالتمييز العنصري والفاشية والنازية.
ثانيا :- – المذاهب القومية كالاشتراكية القومية والليبرالية القومية.
ثالثا :- المذاهب الأممية كالدينية والشيوعية.
فان فكر التحرر الوطني هو فكر عام قد يضم في دوافعه وقد ينضوي تحت لوائه الألوان المختلفة من القومية والأممية
ويرتبط بالمذاهب القومية من حيث فكرة الاستقلال والتحرر وحق تقرير المصير
ويرتبط بالمذاهب الأممية المعادية للظلم الاجتماعي من حيث فكرة العدالة والمساواة الاجتماعية لذلك نجد ان التحرر الوطني هو قاسم مشترك تلتقي عنده الفكرة التقدمية في المذاهب الفكرية المختلفة
وهو درجة من درجات الكفاح ضد العنصرية وضد الاستعمار وضد الاستغلال. وقد أثبتت التجارب الثورية الحديثة أن هذه الدرجة أولية في أي كفاح إلى حد استخلاص أن للثورة مرحلتان
الأولى : مرحلة الثورة الوطنية
الثانية : مرحلة الثورة الاجتماعية
وان الثورة الوطنية تسبق الثورة الاجتماعية

إن طابع مرحلة النضال ليس وليد اجتهاد أو إبداع بل هو وليد عوامل موضوعية، وليد واقع قائم، تقرره ظروف خارجة عن رغبة وطموح الذين يتصدون لمهام النضال، ولا يبقى لإرادة أو اجتهاد أو إبداع هؤلاء سوى صحة الاكتشاف والفهم لتقدير وتقرير ما هو طابع مرحلة النضال ثم وضع البرامج العملية المناسبة وتطبيقها وما يتبع ذلك من ضرورات وأوليات
إن طابع مرحلة النضال يتحدد وفق قوانين، وفق طبيعة الصراع وطبيعة القوى المستفيدة من تحقيق هذه الأهداف
لذلك في فتح فان طابع المرحلة يقتضي الاهتمام ببرنامج تحرير فلسطين وهو طابع التحرر الوطني وهو ضمن مفهوم يقتضي فهم لمجمل ظروف قضيتنا وصراعنا مع المحتل . وهو بهذا يرتبط بالهدف : فطابع المرحلة، يحدد – إلى حد كبير – طابع النضال.
إن الفكر النضالي في جزئه الأساسي رد على الفكر العدواني، فالحرية رد على الاستعباد، وتكافؤ الفرص رد على الاحتكار، والاستقلال رد على الاستعمار، بل أن جزءا هاما من التراث النظري النضالي كان يتشكل في سياق الردود التي تدحض حروبا أو وقائع عدوانية أو استغلالية. طبعا هذا لا ينفي أن الحرية مثلا هي الأصل وان الاستعباد هو الطارئ ولكنه يعني أن فكر النضال من أجل الحرية جاء ردا على واقعة انتهاك الحرية، وعليه فان واقعة العدوان بحد ذاتها تصبح معيارا لبعض خصائص النضال ضده. وإذا أردنا أن نعيد صياغة استنتاجنا العام نقول : إن طابع مرحلة النضال يتقرر وفق معايير موضوعية خارجة عن الرغبات والطموح، ولعل من أهمها
أولا : طبيعة الهدف
ثانيا : طبيعة العدو : خارجي أم داخلي.
ثالثا : طبيعة القوى المستفيدة من تحقيق الهدف : طبقة أو فئة واحدة من المجتمع مثلا أم معظم فئاته. فعندما يكون الهدف المطلوب تحقيقه مباشرة مرتبطا بحق من حقوق المجتمع كله بكل فئاته وطبقاته في حرية الوطن أو رفع السيطرة الأجنبية عنه أو عن جزء منه ويكون العدو خارجيا، يكون هذا التناقض هو التناقض الرئيسي الذي له الأولوية على التناقضات الأخرى وتكون مرحلة النضال هي مرحلة النضال الوطني.
إن طابع مرحلة نضالنا الحاسم هو طابع التحرر الوطني وكان من الطبيعي أن ينعكس ذلك في
اولا :- نظرية فتح السياسية وشعاراتهااولا
ثانيا :- إستراتيجية فتح.
ثالثا :- بنية فتح.
رابعا :- ممارسة فتح.
بكل ما يعنيه هذا من تفاصيل.
ان مرحلة التحرر الوطني هي مرحلة النضال الذي يحتاج إلى قوى الأمة بأسرها والذي يجب القيام به على ضوء هدف واحد توظف لمصلحته كافة الاعتبارات والعوامل المادية والإنسانية والمعنوية والسياسية.
وبرنامج التحرر الوطني هو البرنامج الذي يوضع وفق اعتبارات هذه المرحلة.
وهو البرنامج الذي ينعكس في العملية التنظيمية سواء في جانبها النظري أو التطبيقي، وعليه فإن الروحية والخلفية للعملية التنظيمية في الحركة هي هذا المفهوم للتحرر الوطني حيث أننا وفقا له يمكن أن نصل إلى روح النصوص في العمل التنظيمي وكذلك وفقا له تنطلق المفاهيم النظرية للمسألة التنظيمية في حركة فتح على أساس أن العملية التنظيمية هي عملية فكرية سياسية.
ويجب أن تخضع لوحدة الموقف وتراص الصفوف ونبذ الخلافات والتمرس حول البرنامج السياسي الذي يجب أن يكون محكوم باستراتجيه وطنيه جامعه تقود لجمع الجميع على برنامج وطني تحرري لتحرير فلسطين وفق فلسفة ومفهوم حركة التحرر الوطني الفلسطيني كمنطلق فكري سياسي لتنظيم حركة فتح

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا