الرئيسيةمختاراتاخترنا لكمنسيتم بيان الشجب والاستنكار!

نسيتم بيان الشجب والاستنكار!

بقلم: د. صبري صيدم عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”

ها قد هلت جموع المستوطنين الصهاينة من كل حدب وصوب، لتقتحم المسجد الأقصى من جديد هذه الأيام، وبوتيرة أعلى من سابقاتها، في ما أسمي بالاقتحام العظيم، ولتؤدي طقوسها التلمودية بما يشمل نفخ البوق وأداء ما يعرف بالصلوات الملحمية. تأتي هذه الجموع البشرية متسلحة ببارودة المحتل وجيشه المدجج ومباركة الساسة الصهاينة المتناحرين على عرش الحكومة الإسرائيلية والكنيست، وبإرادة شعبية متورمة على الفلسطينيين، كفناً وعلماً وكوفية وهوية.

وفي زحفها المشفوع بالعناد والاستعلاء، تحمل هذه الجموع أبواقها الصاخبة تمهيداً لنفخها في مقابر الفلسطينيين وأبواب مساجدهم وكنائسهم وباحات المسجد الأقصى، بعد أن أسكتت أبواق العروبة وقادت بعض زعمائها إلى منصات التطبيع، فاشترت صمتهم بوعود براقة بحمايتهم وصيانة عروشهم وكروشهم وجيوشهم. وعليه وجدت لزاماً عليّ وعبر هذا المقال أن أذكّر حكام العروبة المطبعين والنائمين والمستترين والمترددين والخائفين، بأن بيانات الشجب والاستنكار لاقتحامات المسجد الأقصى قد تأخرت، وهي التي اعتدنا عليها منذ طفولتنا… أين البيانات والمواقف والتصريحات يا جماعة؟ حتى هذه القصاصات باتت ممنوعة؟ أم غاب الكتبة وتعطلت الإنترنت؟ أم صدرت الأوامر السامية بالصمت والسكون؟
تأخرت البيانات بينما تضرب النساء المرابطات، ويدنس المسجد الأقصى ويعتقل الرجال ويمنع الشباب، ويهان الأطفال ويبعد الشيوخ، وشلومو يتفرج ويتوعد ويستعد، مستهزئاً بنبوءات فلان وأكاذيب علان، مسخرات زيد وعنتريات عبيد!
تأخرت بياناتكم بينما وقف رئيس حكومة الصهاينة يائير لابيد على منبر الأمم المتحدة مبشراً بحل الدولتين، ليعبر عن تلك الرغبة الورقية في الصباح التالي بقنبلة ألقاها في مشفى في الخليل، وبيوت من الصفيح هدمها في يطا، وعطاءات للمزيد من المستوطنات طرحها وهو يحاول إقناع العالم بأنه جاد بتطبيق حل الدولتين، كمن يعلن حبه لفتاة يضربها ويطلبها بمبادلته المشاعر ذاتها. مشاعر الفلسطينيين يا أبطال الشجب والاستنكار، تلفظ تخاذلكم لكنها تعشق المواجهة والثبات، تماماً كما رأيتم في كل الصور والمواد الفيلمية التي رشحت من المسجد الأقصى وأبنائه، التي يفتقد أبطالها كرامة أشقاء الأمس وحميتهم ومراجلهم. لذلك لا بد من بيان نشجبكم نحن فيه هذه المرة ونذكركم بأن صلاح الدين قد تخلى عنكم، وأن أولاده قد ملوكم وألقوا بكم خلف ظهورهم، وقرروا أن يرفعوا شعار: يا وحدنا! إلا من خاف ربي منكم فقط من المستويات الرسمية العربية، بينما يبقى العالم العربي الحر شعباً ومجتمعات ومعه الأصدقاء والأحرار حول العالم، يقاتلون لفلسطين ومع فلسطين!
لتنم أقلامكم بعد أن نامت مدافعكم وهانت عليكم كراماتكم، وحرائركم ومن في حكمهم… ناموا، فإن فيها قوماً جبارين.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا