اليوم الثامن والأخير/ الأربعاء 21/9/2022
الكاتب والباحث/ ناهـض زقـوت
لكل بداية نهاية، حقيقة كونية، وهذا اليوم كان اليوم الأخير لنا في معرض فلسطين الدولي للكتاب الثاني عشر في رام الله الذي بدأ فعالياته في 14 سبتمبر ولغاية 24 سبتمبر عام 2022، وكان نصيب وفد غزة منها ثمانية أيام. تجولنا فيها في المعرض بكل أقسامه، وتعرفنا على دور النشر والناشرين، والتقينا بكتاب وأدباء من الضفة الغربية، وأراضي ال48، والأردن، والعراق، وسوريا، كان لا يمكن أن نلتقي بهم إلا في معرض الكتاب، وشهدنا فعاليات ونشاطات ثقافية وأدبية، وأمسيات شعرية، وموسيقى وغناء ودبكة شعبية في صالون غسان كنفاني، كذلك نشاطات الأطفال في خيمتهم المخصصة لهم.
وقد نسينا أن نذكر أن وزارة الثقافة نظمت أمسية شعرية لشاعرات وفد غزة في الأيام السابقة تكريماً لهن، حيث لم يدرج لهن أمسية في برنامج المعرض، ولم يشاركن في أمسياته: يسرا الخطيب، وهند جودة، وحديث عن تجربة أدبية لكل من: نهيل مهنا، ورهام السبع.
أيام لا تنسى من الذاكرة، وكل أمنياتنا أن يذهب كل كتاب غزة إلى معرض الكتاب في السنوات التالية. وفي ختام زيارتنا كان لابد أن نشكر أولاً وزارة الثقافة من الوزير الدكتور عاطف أبو سيف، إلى الأخ عبد السلام العطاري، إلى الأخت هدى حجو، وإلى كل العاملين في الوزارة، والشكر موصول إلى الأخ الوزير الدكتور محمود الهباش، ومكتب الرئيس، وإلى الأخ مراد السوداني الأمين العام لاتحاد الكتاب، وجميعهم اتحفونا بالرعاية والاهتمام، وحسن الاستقبال والضيافة.
في العاشرة صباحاً حضر ضيوف من الاتحاد الكتاب على رأسهم مراد السوداني الأمين العام، والأخت هدى حجو، لوداعنا والتسليم علينا، وقد أخبرتنا هدى أن الباص سيكون عند الساعة الثانية عشرة الذي سينقلنا من الفندق إلى معبر قلنديا، ثم إلى معبر إيرز.
وبعد أن غادر الضيوف، انطلق كل واحد منا إلى غرفته لترتيب حقيبته، والنزول بها إلى صالة الفندق، وتسليم البطاقة إلى الادارة. وحضر الباص في الموعد، وغادرنا تحفنا السلامة.
في هذا اليوم علمنا أن وزارة الثقافة نظمت وقفة عزاء للكاتب الروائي فاروق وادي رحمه الله في أرض المعرض، بحضور الوزير والكتاب والأدباء.
في ختام رحلتنا نقول ما قاله عبد السلام العطاري مدير المعرض في لقاء مع وكالة الأنباء العمانية: “إن ربع مليون كتاب و25 ألف عنوان عرضوا للجمهور على مدار عشرة أيام من الفعاليات التي شاركت فيها 350 دار نشر وتوكيل من ستة عشر دولة عربية. حيث شهد المعرض حضوراً مميزاً لدور نشر من سلطنة عمان التي شاركت في كافة دورات معرض فلسطين الدولي للكتاب من خلال ممثليها اللذين حضروا للمشاركة بإصدارات ثقافية وعلمية وادبية عمانية، وكما كانت مشاركة لدور نشر مصرية وكويتية وأردنية وعراقية وسعودية، وهو ما يعكس نجاح الدورة الثانية عشر لمعرض الكتاب. وأضاف أن حجم الزائرين لمعرض فلسطين الدولي من مختلف المدن الفلسطينية بما فيها مدن فلسطين عام 48، يعطي مؤشراً على أن المعرض قد شكل حراكاً ثقافياً كونه الحدث الثقافي الأكبر في فلسطين منذ أربع سنوات.
وأوضح العطاري أن الحركة النشطة لزوار المعرض استغلها الناشر مع المؤلف الخاص به من اجل الترويج لإصدارات الكتاب كون المعرض زاره اعداد كبيرة من الجمهور ووقع عشرات الكتاب اصداراتهم ومنشوراتهم خلال فترة معرض الكتاب. وأشار العطاري أن دور النشر مثل السورية والعراقية والكويتية شاركت في معرض الكتاب عبر توكيلات من خلال دور النشر المشاركة مباشرة في أجنحة المعرض.
ومن جانبه قال صالح عباسي صاحب دار النشر الحيفاوية كل شيء لوكالة الانباء العمانية “أن مشاركات دور النشر الفلسطينية والعربية تدفع الحالة الثقافية الى الأمام. وأضاف أن معرض فلسطين الدولي للكتاب أعفى الناشرين من دفع رسوم الأجنحة، وكانت المشاركة مجانية وذلك بهدف تقليل سعر الكتاب، وتشجيع القراء على شراء احتياجاتهم الثقافية من الإصدارات، إذا إن الهدف من المعرض هو الترويج للإنتاج الأدبي والثقافي والمترجم من الثقافات الأخرى ما يمنح القارئ الفلسطيني الاطلاع على آخر الإصدارات لدى دور النشر في العالم.
كانت الطريق من رام الله إلى ايرز ميسرة ولم نتغلب كثيراً، ولكن كان الألم يعتصرنا حينما نمر على القرى التي هجر سكانها عام 1948، ونرسم خارطة المكان بأسماء القرى، ونرى أمامنا أراضي خالية لا سكان ولا ما يحزنون، ومن بعيد بيوت لمستعمرات تستطيع تعدادها، وحينما تصل إلى مفترق أسدود ومفترق المجدل وحتى إلى مشارف ايرز لا ترى إلا الأرض المحروقة والمهدمة إلا من بعض الآثار الواضحة للعيان، وهي التي بقيت من قرانا التي دمرت، أرض خالية تتسع لكل سكان غزة، وستبقى خالية حتى يعود أهلها.
سوف نعود،،،
للاطلاع على معرض فلسطين للكتاب (7) اضغط هنا
