الرئيسيةمختاراتمقالاتالفاشيون يقتحمون الخليل

الفاشيون يقتحمون الخليل

نبض الحياة

بقلم: عمر حلمي الغول

محافظة ومدينة خليل الرحمن تحتل أولوية في اجندة واهداف عمليات التهويد والضم للاستعمار الصهيوني، وتأتِ في المركز الثاني بعد العاصمة الأبدية القدس، ولهذا ركز قادة الدولة الإسرائيليون على تعميق عمليات المصادرة والتهويد والاستيطان فيها، وانتجهوا اليات عمل تتوافق مع مخططهم الاستراتيجي عبر تعزيز ودعم قطعان المستعمرين ومنظماتهم بمختلف مسمياتها بقيادة مجلس الاستيطان في الضفة “يشع” لتحقيق أهداف التطهير العرقي من خلال تطويقها بسلسلة من المستعمرات، وتكريس وجودهم في مركز المدينة حيث اقاموا مستعمرة “كريات اربع” التي يقيم فيها الفاشي، ايتمار بن غفير، شريك نتنياهو في الحكومة السادسة، وفرضوا التقسيم الزماني والمكاني على الحرم الابراهيمي الشريف، وزوروا وثائق للاستيلاء على عدد من المنازل، واغلقوا شارع الشهداء، وشقوا الطرق الالتفافية، وسيطروا على مئات والاف الدونمات في مسافر يطا وغيرها باعتبارها مناطق عسكرية، ومناطق تدريب ورماية لجيش الحرب الإسرائيلي، وكل يوم يختلقون عناوين جديدة لمضاعفة السيطرة عليها.
ومن جرائمهم الجديدة أول امس السبت الموافق 19 نوفمبر الحالي، اقتحام عشرات الاف من قطعان المستعمرين أسواق ومركز المدينة بقيادة خليفة الحاخام الإرهابي الفاشي، كهانا واعتدوا على المتاجر والبسطات والسيارات والمنازل وعلى أبناء الشعب الفلسطيني احتفاءا بما يسمونه “سبت سارة”، واصابوا العديد من السكان، واطلق الجنود الرصاص على السكان الفلسطينيين لحماية العصابات الفاشية المقتحمة المدينة واسواقها.
وهذه الجريمة ليست جديدة بالمعنى الدقيق للكلمة، لكن الجديد تمثل أولا في ان بن غفير، شريك سموتيرش في التكتل الثالث في الكنيست الحالي، والمفترض ان يتولى حقيبة هامة في حكومة بيبي السادسة، إضافة لبنود الصفقة التي ابرمها مع رئيس الحكومة المكلف لتعميق عمليات التطهير العرقي في أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة، الامر الذي يضفي على عمليات الاقتحام الاجرامية الصفة الرسمية، وتشريع هذا النهج الاستعماري الإرهابي؛ ثانيا تعميق وتوسيع الاستيطان الاستعماري في محافظة الخليل كلها؛ ثالثا تأجيج عمليات العنف والفوضى والإرهاب ضد السكان أصحاب الأرض الفلسطينيين العرب؛ رابعا دفع عملية الضم خطوة متقدمة للامام؛ خامسا التأكيد على ان نهج الحكومة القادمة ان قدر لها رؤية النور بزعامة نتنياهو تبديد آخر نقطة ضوء في نفق عملية السلام، وقطع الصلة معها نهائيا؛ سادسا والاقتحام بحد ذاته رد على مزاعم وادعاءات رئيس الوزراء المكلف، بانه يرغب ب”السلام”.
ورغم ان جيش الموت الإسرائيلي قام بحماية اقتحام تلك العصابات الفاشية، الا انه لم يسلم من الاعتداء على جنوده، مما دفع وزير الحرب، غانتس، ورئيس الأركان، كوخافي للتعليق على ذلك، باعتباره عملا مخلا بالامن، ومرفوض من قبلهم وعندما اقتصر في البداية العدوان الإرهابي على الجماهير الفلسطينية لم ينبسوا ببنت شفة. وهو ما يكشف عنصريتهم وعدوانيتهم تجاه جماهير الشعب العربي الفلسطيني.
واعتقد ان زعيمة حزب “ميرتس” زهافا غالؤون من ابرز الشخصيات الصهيونية، التي علقت على الجريمة الجديدة، وأعلنت رفضها لها، وادانتها، واعتبرتها شكلا من اشكال التوتير واعمال العنف والفوضى. في حين ان باقي الأصوات الصهيونية، التي تدعي انها “يسارية” صمتت، او كان صوتها خافتا جدا. الامر الذي يكشف هزال قوى المعارضة الصهيونية.
النتيجة المستخلصة من الاقتحام الاجرامي لمدينة الخليل، المركز الاقتصادي والتجاري الهام والمتميز في فلسطين المحتلة ان المستقبل المنظور يحمل في طياته افاق واسعة من فلتان الإرهاب الصهيوني من عقاله، ومضاعفة حالة السخط والغليان في أوساط الجماهير الفلسطينية، التي تعيش بالأساس وضعا معقدا، وعدم يقين من إمكانية وجود افق للامل بالمستقبل، وبالتالي دفعها للدفاع عن ذاتها ومصالحها وحقوقها الخاصة والعامة، من خلال التصدي للفاشيين الصهاينة بغض النظر عن المآلات التي يمكن ان تذهب اليها التطورات على الأرض.
والخطوة الاجرامية للفاشيين مجددا تتطلب من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاشقاء العرب كل من موقعه إعادة نظر بسياساتهم تجاه الدولة الخارجة على القانون، واللجوء لفرض العقوبات المختلفة عليها، والتلويح لها بالعصا الغليظة لالزامها باستحقاقات التسوية، ان بقي منها شيء يذكر. وعلى الشعب والقيادة والفصائل والحركات الفلسطينية الاندفاع نحو تجسير الهوة فيما بينهم لرص الصفوف وتكريس الوحدة الوطنية أولا في الميدان، وثانيا على المستوى السياسي والتنظيمي والقانوني. لان ما جرى في الخليل يعتبر الإنذار الالف والخطير الذي يفرض على الجميع الإسراع في تنفيذ اعلان مبادرة الجزائر الشقيقة.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا