الرئيسيةمختاراتمقالاتلم تعد تكفي الرسائل والوقفات التضامنية فقط نريد الحرية والانعتاق من نير...

لم تعد تكفي الرسائل والوقفات التضامنية فقط نريد الحرية والانعتاق من نير المحتل

بقلم: أبو الشريف رباح

في التاسع والعشرين من تشرين الثاني من كل عام يصادف اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وفي هذا اليوم العالمي لم نعد نريد من الأمم المتحدة والحكومات والمجتمع المدني والحراكات الشعبية إحياء الفعاليات الثقافية والندوات السياسية ولا الوقفات التضامنية لأنها لم تعد تكفي ولا تسمن ولا تغني من جوع، بالرغم من أن كل الأنشطة والفاعليات التضامنية التي تقيمها الأمم المتحدة والحكومات الصديقة والمجتمع المدني كل عام للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تعبر عن إيمانهم بعدالة قضيتنا الفلسطينية وحق شعبنا بتقرير مصيره.

مع حكومة هذا الكيان المغتصب الجديدة لم يعد يجدي نفعًا إصدار الرسائل التضامنية وغيرها من الأنشطة الإعلامية ذات الصلة بيوم التضامن، ولم تأتي بفائدة الاجتماعات التي تعقدها اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه في مقر الأمم المتحدة بنيويورك سوى احتفاله باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وبينما تحتفل الأمم المتحدة بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، يتعرض هذا الشعب يوميًا لعمليات القتل والاعتقال والاعتداء وتدنيس مقدساته الإسلامية المسيحية، عداك عن عمليات مصادرة أراضيه لتنفيذ خطة التحالف اليميني المتطرف بين حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو ورئيس حزب “عوتسما يهوديت”، المجرم إيتمار بن غفير، لشرعنة وتوسيع البؤر الاستيطانية التي إقامتها شبيبة الإسرائيلي التلال المتطرفة، وتطوير البنية التحتية، ويحاول كيان الإحتلال مدعومًا من الولايات المتحدة مسح ماضي هذا الشعب الجبار، محاصرًا لآماله وأحلامه ومستقبل أبناءه بالضغط عليه بالقضايا الاقتصادية والمعيشية من خلال حث البعض من دول العالم بوقف مساعداتها لفلسطين وللمنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية التي تدعم الشعب الفلسطيني وبالأخص منها وكالة الأونروا، ولكن رغم هذا الحصار المالي الأمريكي الجائر ورغم تقليص غالبية الدول المانحة لمساعداتها لدولة فلسطين إلا أن شعبنا يؤكد يومًا بعد يوم وجيلاً بعد جيل إنه لن ينسى أرضه وهو في رباط إلى يوم الدين، فذاكرة الفلسطينيين لم يقترب منها الزهايمر ولم يصيبها النسيان، فمن ينسى ماضيه لن يصل للمستقبل ولا يمكن أن يبنى وطن.

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يغادر الجميع وتبقى فلسطين ابية ويبقى شعبها يقاوم ويبقى لاجئيها متمسكين بحق العودة، وسيغادر نتنياهو وايتمار بن غفير وسنهدم بؤرهم الاستيطانية، وستبقى البنى التحتية التي أقاموها والطرقات التي شقوها لفلسطين وشعبها، وذات يوم سيغادر الخنوع والخضوع والضعف جسد الأمة العربية والإسلامية لتقف مع فلسطين ذلك الموقف القوي الحازم، ولن تقبل يومها برسائل رمزية ولا وقفات معنوية أو أنشطة تضامنية، ولن تقبل باتفاقيات الذل والمهانة التطبيعية، لكنها ستدعم الشعب الفلسطيني وتقف إلى قضيته وإعادة حقه المسلوب والمحتل في مسيرة مشرقة متشوقة لن تتوقف حتى عودة الحق لفلسطين وتقرير مصير شعبها وإقامة دولتها والصلاة في المسجد الأقصى المبارك وقرع اجراس كنيسة المهد والقيامة.

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يجب أن نراجع أنفسنا كلفلسطينيين ما الفائدة من تشتتنا وتفرقنا في كل هذه المسميات الكثيرة ولماذا لا نستطيع التوحد ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية ومن المستفيد من هذا التشرذم والتفرق، وشعبنا يواجه حملة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى منعه من تحقيق حلمه، ليبقى يعيش نكبة بعد نكبة، تصادر أرضه وتقتلع اشجاره وتهدم دوره ومنازله وتدنس مقدساته.

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، يؤكد شعبنا أنه لن يستسلم ولن يسلم بهذا الواقع الاحتلالي، وسوف يواصل مسيرة نضاله ومقاومته حتى تحقيق وصايا شهداءه بالتحرير والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وكما رفعنا العلم الفلسطيني يوم ٣٠ أيلول ٢٠١٥ أمام مقرات ومكاتب الأمم المتحدة في العالم سيأتي اليوم الذي يرفع فيه شبل من أشبال فلسطين وزهرة من زهراتها علم فلسطين فوق مآذن وكنائس وأسوار القدس الشريف يرونها بعيدة ونراها قريبة.

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا