الرئيسيةمختاراتتقارير وتحقيقاتحرب صامتة في "زهرة الأغوار"

حرب صامتة في “زهرة الأغوار”

أصوات حفريات متكررة، وغبار وأتربة تحركها رياح الشتاء، يحومان يوميا حول ركام منزل هدمته سلطة آثار الاحتلال في قرية الجفتلك شمال أريحا.

ما تسمى “الآثار الإسرائيلية” كانت قد أجبرت صاحب المنزل الذي استهدف بالهدم، على الصمت والتكتم على هدم منزله، لغاية التنقيب عن آثار، وهددته في السادس والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر الماضي، بالاعتقال بالسجن لمدة 5 سنوات بأمر من نيابة الاحتلال العسكرية، في حال التواصل مع وسائل الإعلام ونشر جريمة الاحتلال بهدم منزله، والتنقيب عن آثار تحته.

صاحب المنزل الذي (فضل عدم ذكر اسمه)، وأهالي قرية الجفتلك أعربوا عن استهجانهم لقيام عشرات المستوطنين ممن يعملون مع سلطة آثار الاحتلال، بعمليات تنقيب عن أثار أبنية، وجدران، وقطع فسيفساء قديمة، يوميا من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية ظهرا.

وكشف رئيس مجلس قروي الجفتلك أحمد غوانمة لـ “وفا”، أن ما رشح من عمليات تنقيب أسفل المنزل المهدوم، كشفت عن وجود آثار على عمق متر واحد، وترجح الجهات المختصة أنها تعود إلى حوالي 1700 عام خلال العصر البيزنطي.

وأكد غوانمة، أن سلطة آثار الاحتلال هدمت المنزل المقام منذ العام 1998، في خربة علان بالجفتلك، بغرض التنقيب عن الآثار، ولم يكتف موظفو سلطة الآثار بهدم المنزل بل وسعوا الاعتداء، وهدموا حظيرة أغنام مجاورة، ومنعوا أصحاب المنزل من فضح جريمتهم، وواصلوا تهديدهم بالاعتقال.

من جانبهم، يؤكد أصحاب المنزل رفضهم الشديد إزاء ما تقوم به سلطة الآثار الإسرائيلية من تخريب للأرض وحظرهم من نشر عملية هدم المنزل على وسائل الإعلام، بعدما أجبرتهم على الانتقال والعيش في منزل آخر، ومارست عليهم ضغطا كبيرا لهدم منزلهم.

ويطلق على قرية الجفتلك “زهرة الأغوار” كونها من أكبر القرى الفلسطينية في الأغوار مساحة، حيث تقدر مساحتها 1242 دونماً، وعدد سكانها حوالي 4000 نسمة.

وتضم الجفتلك شمال أريحا سجن عثماني قديم يدلل على مركزية القرية خلال الفترة العثمانية في فلسطين، يهدده خطر استيطاني من تكرار زيارات المستوطنين له، في سياق حرب سلطات الاحتلال الإسرائيلية على الأغوار الفلسطينية للسيطرة على ثرواتها وخيراتها، والتي تشهد عمليات تخريب وتدمير متوالية، وإجبار للمواطنين على الرحيل من أراضيهم والكف عن الزراعة.

وفي ذلك يقول مدير عام السياحة والآثار في محافظة أريحا والأغوار إياد حمدان، لـ”وفا”، إن ما تقوم به سلطة الآثار الإسرائيلية وهي أحد أذرع الاحتلال العسكرية بوجه “مدني” سواء في المناطق الواقعة في أراضي48 أوفي الضفة الغربية، هي عمليات تنقيب غير شرعية خاصة في المناطق المعرضة للسلب، وتنافي الاتفاقيات الموقعة، بهدف السيطرة على مواقع أثرية خالصة للفلسطينيين.

ويوضح، أن هناك عشرات آلاف المواقع الأثرية في فلسطين، 3 آلاف في الضفة الغربية، و104 مواقع في محافظة أريحا والأغوار، نحو 70 منها تقع في المناطق المصنفة “ج” في: تلول أبو العلايق، والنويعمة، ووادي القلط، ودير حجلة، وغيرها في كافة أراضي الأغوار.

ويضيف، أن الاحتلال يسعى من خلال إخفاء جريمته الأثرية بحق الملك التاريخي الخالص للفلسطينيين، للتأكيد على روايته التاريخية في حق اليهود التاريخي في فلسطين.

وتكمن أهمية الآثار التي كشفها الاحتلال في الجفتلك، وفق حمدان، أن تلك الآثار تعود للفترة البيزنطية وهي شبيهة بالعديد من قطع الفسيفساء التي وجدت في فلسطين ويعود تاريخها إلى ما بين القرنين الثالث والسابع.

ويؤكد أنه يتم حاليا متابعة عملية الكشف عن تلك الآثار عبر القنوات الرسمية، وهناك أكثر من محاولة من قبل وزارة السياحة والآثار للتوصل الى الموقع والوصول إليه رغم صعوبة ذلك، كونه يخضع في منطقة تتعرض للسيطرة الإسرائيلية.

وفا- نديم علاوي

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا