الرئيسيةتقاريرشموع المسيرةذكرى استشهاد القائد سليمان النجاب وعبد الكريم قيس

ذكرى استشهاد القائد سليمان النجاب وعبد الكريم قيس

ولد المناضل/ سليمان رشيد النجاب في قرية جيبيا قرب رام الله عام 1934م، حيث درس في مدارسها المراحل الأولى من التعليم الابتدائي والإعدادي ومن ثم أنهى الثانوية العامة، حيث التحق في بداية الخمسينيات من القرن الماضي وفي عمر مبكر ومنذ نعومة أظفاره حيث قادته وطنيته العالية وثقافة الرفيعة وحبه الشديد لجماهير الفلاحين والكادحين من أبناء شعبه الفلسطيني إلى الالتحاق ضمن صفوف الحزب الشيوعي الأردني وذلك في ظل ظروف بالغة السرية والتعقيد وذلك دفاعاً عن الهوية والحقوق الوطنية الفلسطينية، وضد مؤامرات تبديد الهوية الوطنية وفي النضال من أجل الحرية والاستقلال.
لقد دفع القائد/ سليمان النجاب ورفاقه في الحزب ثمناً غالياً في الدفاع عن المبادئ والمثل مطارداً وتشريداً وتعذيباً حيث شارك أبو فراس بنشاط ضد حلف بغداد وغيره من معارك تلك الفترة التي تميزت بالمد القومي الوطني، وفي شهر نيسان عام 1957م أعتقل أبو فراس من قبل السلطات الأردنية حيث حكم عليه بالسجن الفعلي ثماني سنوات أودع معتقل الجفر الصحراوي الرهيب حيث ذاق شتى أنواع التعذيب وخلال تلك الفترة من السجن تجلت سمات الشجاعة والجرأة والجسارة الشخصية والسياسية التي ميزت أبو فراس وقدمته ليكون في الصفوف الأولى في حزبه وفي الحركة الوطنية.
أثر احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة في حرب حزيران عام 1967م أنتقل أبو فراس للعمل السري وعمل على تفعيل التنظيم المسلح للحزب الشيوعي بالتعاون مع الجبهة الوطنية، وتنظيم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ويقوده في العام 1973م حيث بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ملاحقته واعتباره مطلوباً لها اعتقل الرفيق/ سليمان النجاب عام 1974م بتهمة مقاومة الاحتلال وبعد أن قضى النجاب فترة في السجن معتقلاً إدارياً بلا محاكمة، ونظراً لفشل المحققين الإسرائيليين في انتزاع أي اعتراف منه، بعد أن خضع لتعذيب شديد وكذلك إثر حملة إعلامية دولية أطلق سراحه وأبعد أبو فراس عام 1975م من السجن رأساً إلى جنوب لبنان.
أستأنف نشاطه السياسي في الخارج وشارك في قيادة الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي شارك في إعادة تأسيسه في العام 1982م واختير أبو فراس عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن الحزب الشيوعي عام 1984م حيث كان خير ممثل لحزبه في هذا الموقع.
مع انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الأولى نهاية العام 1987 ركز الرفيق/ سليمان النجاب على دعم لجان الأرض ومقاومة الاستيطان.
شارك في تأسيس حزب الشعب الفلسطيني في العام 1991م وأنتخب عضواً في لجنته المركزية ومكتبه السياسي، وأعيد انتخابه مرة أخرى في مؤتمر الحزب الثالث عام 1998م، وبقي في مواقعه النضالية المتقدمة في منظمة التحرير الفلسطينية وفي حزب الشعب الفلسطيني حتى وفاته.
لقد ظل الرفيق/ أبو فراس رمزاً للمبدئية السياسية والجرأة الفكرية والصلابة، مدافعاً عن حقوق شعبنا وعن استقلالية القرار الفلسطيني.
لقد كان أبو فراس مولعاً عاشقاً لفلسطين وقريته جيبيا وعن أصالة انتمائه للأرض والفلاحين.
كان أبو فراس من المدافعين الأوفياء عن الاستقلال الوطني، والكرامة وحقوق الكادحين، والاشتراكية والديمقراطية والمساواة والسلام العادل.
الرفيق سليمان النجاب متزوج وله ولدان وبنت.
كان أبو فراس عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضواً في المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وعضواً في المجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني.
لقد كان الرفيق/ سليمان النجاب علماً بارزاً من أعلام فلسطين وركناً رئيسياً أساسياً من أركان منظمة التحرير الفلسطينية، وكان له دور بارزاً ومقدام وعمل بعقل مستنير وواسع الأفق وبروح الإخلاص الذي لا يعرف الحدود لسنوات طويلة.
توفي بتاريخ 12/8/2001م عن عمر ناهز ال 67 عاماً في أحد المستشفيات في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان يتلقى العلاج منذ عدة أشهر من مرض السرطان.
لقد ترك الراحل الكبير مخلداً إرثاً نضالياً وفكرياً تعبر عن عبارته “نحن الفلاحون أبناء الأرض، وهم المحتلون مستوطنو الأرض”.
برحيل القائد/ سليمان النجاب خسر حزب الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني مناضلاً صلباً عنيداً جسوراً مدافعاً عن وطنه وحقوقه المغتصبة.
تغمد الله الفقيد/ أبو فراس بواسع رحمته واسكنه فسيح جنانه.

——

ذكرى رحيل القائد عبد الكريم حمد قيس (أبو عدنان)

عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

الرفيق/ عبد الكريم حمد قيس (أبو عدنان) أحد القادة المؤسسين للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعضواً في مكتبها السياسي منذ انطلاقتها بتاريخ 22/2/1969م وحتى يوم رحيله، وعضواً في المجلس الوطني الفلسطيني منذ تأسيسه.

عبد الكريم حمد قيس ولد في قرية نحف قضاء عكا عام 1927م، حيث التحق للدراسة في مدرسة القرية ومن ثم تابع دراسته في مدينة عكا، التحق عبد الكريم قيس في سلك الشرطة البريطانية في مدينة القدس، أواخر عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، انغمس منذ ذلك الوقت في حركة النضال الوطني والذي أصبحت منذ ذلك الحين محور حياته الشخصية.

شارك عبد الكريم قيس في تشكيل اللجان الشعبية للدفاع عن قرى الشاغور عند اندلاع الاشتباكات المسلحة بين الفلسطينيين والصهاينة.

وعلى أثر حصول النكبة عام 1948م رحل أبو عدنان مع مئات الآلاف من المشردين واللاجئين والذين طردوا من ديارهم، حيث استقرت عائلته في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حيث قضى عمره فيها كاملاً،

يُعد الرفيق/ عبد الكريم قيس من الرعيل الأول لحركة القوميين العرب في خمسينيات القرن الماضي، وكان مسؤولاً لفرع منطقة صيدا، ثم أصبح عضواً في قيادة الساحة اللبنانية للحركة، مسؤولاً عن العمل الفدائي، اعتقل الرفيق/ عبد الكريم قيس من قبل الأمن اللبناني وأودع الزنازين حيث تعرض لتعذيب ممنهج في غرف التعذيب والزنازين المنفردة سنوات طويلة أثناء نشاطه السياسي، حيث كان طيلة هذه السنوات ملاحقاً من قبل أجهزة الأمن.

بعد هزيمة حزيران عام 1967م وانطلاق العمل الفدائي، كان أحد القادة المؤسسين للجبهة الديمقراطية عند انطلاقتها، وانتخب عضواً في مكتبها السياسي.

تولى الرفيق/ أبو عدنان مسؤولية تنظيم الجبهة الديمقراطية في لبنان بين عامي 1969- 1971م، ثم كان مسؤولاً عن العلاقات السياسية في الجبهة، انتخبه المؤتمر التأسيسي للجبهة الديمقراطية رئيساً للجنة الرقابة المركزية، وجدد المؤتمر العام الثاني للجبهة عام 1981م انتخابه لهذه المسؤولية.

تولى الرفيق/ أبو عدنان عضوية اللجنة السياسية العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان حتى عام 1974م، كما تولى عضوية المجلس الوطني الفلسطيني منذ تأسيسه.

لقد أعطى الرفيق/ أبو عدنان، ومن منطلق الدفاع عن الثورة والوطن ورفاقه في الجبهة الديمقراطية مع كل فصائل الثورة الفلسطينية، أعطى كل جهده في النضال لحماية الثورة موحدة مستقلة، وحماية صفوفها من أعداء الثورة والشعب، وكان يمسك الثورة بيديه، كأنها عش يخاف أن يقع على الأرض.

الرفيق/ أبو عدنان هو السنديانة الفلسطينية الشامخة، التي لم يقهرها قدر، ولا جبروت عدو، ولا طغيان عدوان، حتى أضحت هذه السندياية علامة من العلامات التي تؤشر للنصر، تاريخ حافل في النضال الوطني منذ شبابه الأول في شمال فلسطين وقريته نحف إبان المواجهة مع مشروع التشريد عام 1948م، ثم بعد هجرته إلى مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، وعطائه ونضاله في زمن الخيم الممزقة في الخمسينيات، وفي إطار الحركات الوطنية الفلسطينية والعربية، وانخراطه المبكر في مجال العمل الفدائي منذ أوائل الخمسينيات، إلى جانب دورة المؤسس لحركة القوميين العرب وللجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ذلك هو الرفيق/ عبد الكريم حمد (أبو عدنان) الذي تجذرت نضالاته ومسيرته في أعماق الأرض الفلسطينية، وفي جبال الجليل الشامخة، وقد امتدت جذوعها في كل مواقع النضال الوطني والقومي، حاملة في طياتها مسيرة قائد نذر نفسه من أجل شعبه وقضيته، ومن أجل كل قضايا التحرير والتقدم العربية.

لقد تعرض الرفيق/ أبو عدنان لكل أشكال القمع والملاحقة والسجن، وتعرض كذلك للخطر أكثر من مرة، ولكنه دائماً كان يمتلك الإرادة والعزيمة النضالية الصلبة، عرفته مخيمات اللجوء وأكواخ التشر معلماً للأجيال على عبور درب النضال الوعر، لم يلن وبقى صلباً على جبهات النضال، لم يرحل في الحروب والاجتياحات وبقى ملتسقاً بجماهير شعبه يدفع نحو النهوض الجديد عن كل مفترق، متخطياً الآلام والجراح، مؤمناً بعدالة قضيته وبقدرة شعبه على تحقيق النصر.

بعد رحيل قوات الثورة الفلسطينية من لبنان عام 1982م أثر الاجتياح الإسرائيلي، بقى الرفيق/ أبو عدنان مع شعبه في مخيمات اللجوء والشتات حارساً أميناً على مصالح شعبه وقضيته الوطنية العادلة.

بتاريخ 11/8/1992م رحل القائد الرفيق/ عبد الكريم حمد (أبو عدنان) بعد حياة حافلة بالنضال والمقاومة، رحلت روحه إلى بارئها في ذلك اليوم، حيث شيعت جنازته إلى مثواها الأخير.

الرفيق/ أبو عدنان كان قلقاً على القضية، فمات محترقاً، وكان قد عاش محترقاً، مات فقيراً، وكان قد عاش فقيراً، لا يملك سوى ثروة من المواقف السامية والنبيلة، أورث أسرته ورفاقه ثروة من المجد والفخار، ومن خلال تاريخه النضالي وإخلاصه وسمعته النظيفة الطيبة، لقد ترك كنزاً من الثروات.

هذا وقد نعته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك المجلس الوطني الفلسطيني.

رحمك الله يا أبا عدنان واسكنك فسيح جناته

لواء ركن/ عرابي كلوب

أخبار ذات علاقة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أهم الأخبار

اخترنا لكم

المكتب الإعلامي الفلسطيني في أوروبا